مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب

مصر وغزة والتهجير.. ولغة الخطاب

مصر وغزة والتهجير.. ولغة الخطاب

 العرب اليوم -

مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب

بقلم - عماد الدين حسين

استمعت قبل أيام لأحد الإخوة الفلسطينيين فى جلسة خاصة يتمنى فيها من بعض الأشقاء فى مصر خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعى أن يكونوا أكثر حساسية وهم يتعاملون مع قضية مواجهة المحاولات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين عنوة باتجاه شبه جزيرة سيناء.
هو يقول إن الفلسطينيين عموما لا يريدون أن يتركوا أرضهم، وأن هذه النقطة تكاد تكون من نقاط الاتفاق النادرة بين جميع الفصائل المختلفة على كل شىء تقريبا.
هو يقول إن التهجير حلم إسرائيلى قديم، لكن الفلسطينيين انتبهوا إلى خطورته بعد نكبة ١٩٤٨، وبالتالى لا يريدون تكراره مرة أخرى الآن.
هذا الأخ الفلسطينى مطلع بدقة على تطورات القضية الفلسطينية منذ خمسة وعشرين عاما ويرى أن البعض فى مصر يطرح القضية وكأن الفلسطينيين يريدون ترك وطنهم، وأنه ينبغى التصدى لهم ومنعهم من ذلك، وهو أمر مناف تماما للحقيقة والمنطق.
قلت للقيادى الفلسطينى إن المصريين كانوا واضحين تماما فى هذه القضية من أصغر مواطن إلى رئيس الجمهورية، حينما أكدوا أنهم يساندون الشعب الفلسطينى بكل ما يملكون، لكنهم يطالبونه بالانتباه إلى مخططات العدو. وإن رئيس الجمهورية حذر أكثر من مرة من محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية بطرق مختلفة منها التهجير، وحل مشكلة إسرائيل على حساب دول الجوار. ثم إن شيخ الأزهر والعديد من المسئولين المصريين طالبوا الفلسطينيين بالتمسك بأرضهم حتى يفوتوا الفرصة على الإسرائيليين. وأضفت أن المشكلة ليست فى الفلسطينيين، لكن فى العدوان الاسرائيلى الذى يخطط لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وبالتالى قد لا يجد بعض سكان غزة من سبيل إلا الاتجاه إلى الحدود المصرية.
القيادى الفلسطينى قال إنه يتابع كل ذلك ويقدر كثيرا الموقف المصرى، لكنه يطلب من بعض الأشقاء المصريين مراعاة الحديث عن الأمر بما لا يسىء أو يجرح مشاعر الفلسطينيين الذين يواجهون أسوأ عدوان عليهم ربما منذ الاحتلال عام ١٩٦٧.
القيادى الفلسطينى تمنى أيضا أن تتغير معاملة الفلسطينيين على معبر رفح بصورة تجعل دخولهم وخروجهم يتم بصورة سلسة وهادئة وسريعة، مادام هناك تنسيق بين الجانبين المصرى والفلسطينى.
القيادى لا يقصد المعاملة هذه الأيام التى تشهد العدوان الإسرائيلى بل يتحدث عن الأيام والظروف العادية.
قلت للقيادى الفلسطينى وقال غيرى من الحاضرين إنه لا خلاف على هذا الأمر، ولكن علينا أن نلاحظ الظروف الصعبة المحيطة بعمل المسئولين فى المعبر والظروف الأصعب التى مرت بها سيناء فى السنوات الماضية وما قيل عن الأنفاق والإرهابيين. والحمد لله أنها تراجعت إلى حد كبير، وفى كل الأحوال لا أحد يوافق على أى معاملة تسىء للأشقاء الفلسطينيين أو لغيرهم، ونتمنى بعد أن يتوقف العدوان أن يكون هناك نظام مختلف يحقق سهولة دخول وخروج الأشقاء الفلسطينيين، وفى نفس الوقت يراعى الشواغل الأمنية المصرية.
كان واضحا أن الجانب الفلسطينى خصوصا بعض قيادات حماس تؤيد الموقف المصرى الرافض لتهجير الفلسطينيين، خصوصا ما قاله رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية الذى أشاد بالموقف المصرى وأكد أن الفلسطينيين لن يقعوا فى الفخ الإسرائيلى.
بالطبع قد تخرج كلمة عابرة أو غير موفقة من أحد المصريين على وسائل التواصل الاجتماعى، لكن الحكم على الموقف المصرى يحدده رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية والمواقف المختلفة للقوى السياسية المصرية. ومن الواضح أن هناك تناسقا تاما بين كل هذه المواقف وجوهر الأمر حماية الأمن القومى المصرى من جهة وعدم تصفية القضية الفلسطينية من جهة أخرى.
إسرائيل لا تخفى نواياها العدوانية وهى دعت الفلسطينيين علنا وأكثر من مرة للفرار نحو مصر، وقبل أيام قرأنا تسريبا لخطة سربتها وزارة الاستخبارات الاسرائيلية عن تفاصيل التهجير إلى سيناء، وهو الأمر الذى يرفضه المصريون والفلسطينيون معا.
بعض الأصوات الغربية المتواطئة تقول وما المانع من استقبال مصر لبضعة مئات الالاف من الفلسطينيين بصورة مؤقتة، وهم يتناسون أن المؤقت فى الأعراف العربية والدولية هو الدائم فى الأعراف الإسرائيلية.
خلاصة القول أن الفلسطينيين إخوة وأشقاء وعلينا أن ندعمهم بكل الطرق المتاحة وننقل الجرحى والطلاب ومن يحتاجون للسفر إلى الدول الأخرى، لكن نتمنى عليهم أن يصمدوا فى أرضهم حتى يفشلوا المخطط الإسرائيلى.
حمى الله مصر وفلسطين وكل الدول العربية.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب مصر وغزة والتهجير ولغة الخطاب



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:37 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة
 العرب اليوم - تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab