حراس وسط البلد

حراس وسط البلد

حراس وسط البلد

 العرب اليوم -

حراس وسط البلد

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم أختم الحديث عن الكتاب المصور المهم «وسط البلد.. ما وراء الحكايات» الصادر عن دار الشروق وشركة الإسماعيلية.
وبعد كلمات سيد محمود عن «حراس وسط البلد» تأتى صور كريم الحيوان عن هؤلاء الحراس وفى مقدمتهم أمجد نجيب الذى يصف عمله بأنه «جامع الكراكيب» ويحتفظ بولائه لـ«مملكة وسط البلد» من خلال شغفه وعمله كليهما.
ثم مجموعة من الصور المتميزة من شقة الفنانة هدى لطفى الموجودة بجوار قصر سعيد حليم باشا فى شارع شامبليون، محاطة بمجموعة متنوعة من الكتب والقطع الفنية المنتقاة بعناية إضافة إلى قطتيها.
هناك أيضا «صالة مزادات كاتساروس» بشارع جواد حسنى وأسستها عائتلان من اليونان هما كاتساروس وميخايليديس وتم افتتاحها كأستديو سينمائى عام ١٩١٨، ثم تحولت لصالة مزادات عام ١٩٣٢، وساعد مجدى سليمان ابن ابنة ميخايليديس الأصلى جده فى العمل، وهو الآن من يدير المكان مع المدير وجدى رزق.
وفى هذا الفصل أيضا مجموعة صور لجليلة القاضى المديرة بمعهد بحوث التنمية الفرنسية، فى مقهى باور فى شارع فؤاد الأول حيث تعارف والداها، وفى سينما ديانا بشارع الألفى تبادلا قبلتهما الأولى. جليلة تمتلك شقتها منذ عام ١٩٩٣، وتقضى فيها نصف العام، والنصف الآخر فى فرنسا.
وآخر جزء فى هذا الفصل حكاية ماريليز دوس الذى اشترى والدها فندق وندسور من زوجين سويسريين، والفندق بنى أساسا كحمامات للأسرة المالكة، واستخدم فيما بعد كنادٍ للضباط الإنجليز أثناء فترة الاحتلال. فى الجزء صور لمقهى باور وأخرى للسيدة دوس وحليها الفضية.
الفصل الثانى بعنوان «برودواى وسط البلد» من تصوير بيلو حسين التى أبدعت فى التقاط العديد من الصور لدور سينما قصر النيل وراديو وزاوية. وفى بداية هذا الفصل مقدمة بقلم نورا كحيل أخرس تتحدث فيها عن وصول الأخوين لومير لمصر فى القرن التاسع عشر حيث كلفا ألكسندر بروميو بتسجيل بعض المقاطع لحياة مدينة القاهرة وتحولت إلى توثيق معتبر لهذا الماضى الجميل.
فى هذا الوقت كانت صناعة الأفلام المصرية تقف على قدم المساواة مع هوليوود. وخلدت عدسة بروميو العديد من مناطق وسط البلد حيث ظهرت فى أكثر من مائة فيلم منذ ثلاثينيات القرن الماضى خصوصا دار الأوبرا القديمة ومحطة رمسيس وجروبى وكازينو بديعة مصابنى بميدان الأوبرا وميدان التحرير وميدان مصطفى كامل وعمارة الإيموبيليا التى عاش فيها عدد كبير من نجوم الفن المصريين وتقع عند تقاطع شارعى قصر النيل وشريف.
ومع ازدهار صناعة الأفلام انتشرت دور السينما منذ العشرينيات من القرن الماضى مثل كوزموس وكريم وديانا وبيجال وليدو وميامى ومترو وراديو وريفولى.
وسط البلد كما تقول نورا أخرس تنقسم لمنطقتين الإسماعيلية والتوفيقية، الأولى كانت المركز السكنى الراقى. وتم إنشاء السيرك ودار الأوبرا ودور سينما فى الجزء الجنوبى من حديقة الأزبكية، فى حين استضاف الجزء التوفيقى فنادق شهيرة مثل شبرد وسميراميس وكونتننتال وسافوى، إضافة لدور سينما ومسرح ونوادٍ ليلية أسطورية وسوق التوفيقية، ورغم كل التحولات لم يزل جمال ذلك المكان متألقا.
بيلو حسين كانت تعمل منذ عام ٢٠١٥ على مشروع عنوانه «موت المسرح» بعد أن تم إغلاق معظم مسارح وسط البلد، والمفاجأة أن بعض المسارح يستعد للعودة من جديد، لكن هل ستعود لنفس الغرض؟
تتجول عدسة بيلو حسين فى دار سينما ومسرح قصر النيل التى افتتحها جمال عبدالناصر فى أوائل الخمسينيات وظلت فى الخدمة حتى عام ١٩٨٩ ثم عادت كمسرح عام ١٩٩٠، وقبل أيام عرضت عليها مسرحية «ولا فى الاحلام». فى حين تم إنشاء مجمع سينما راديو عام ١٩٣٢، وأعادت شركة الإسماعيلية مسرح راديو للحياة عام ٢٠٠٩، ببرامج «البرنامج» لباسم يوسف و«أبلة فاهيتا».
أما سينما زاوية فقد ظهرت لأول مرة عام ٢٠١٤ لتكون أول دار عرض للسينما البديلة بعروض يومية لأفلام عالمية غير تجارية، هى بدأت فى مقر سينما أوديون ومنها انتقلت إلى سينما كريم التى أنشئت عام ١٩٨٤.
وفى الفصل الأخير بعنوان «مذاق وسط البلد» تبدع عدسة يحيى العلايلى فى إعادة النبض والحياة إلى أماكن مهمة وتاريخية من مطاعم وفنادق وبارات مثل ألفى بك المؤسس عام ١٩٣٨، والحاتى وفندقى وندسون ١٨٩٣ وكارلون ١٩٣٥، وبار كارول وبار «كاب دور». وفى مقدمة الفصل تكتب هبة حبيب عن كل هذه الأماكن.
هذا الكتاب يذكرنا بضرورة الحفاظ على التخطيط بديلا للعشوائية، والجمال بديلا للقبح، والتحضر بديلا للتزييف.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس وسط البلد حراس وسط البلد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab