هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين

هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين؟

هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين؟

 العرب اليوم -

هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين

بقلم - عماد الدين حسين

من أغرب ما قرأته خلال متابعتى للعدوان الإسرائيلى على غزة منذ بدايته وحتى الآن هو مناشدة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الحكومات الأوروبية للجيش الإسرائيلى أن يميز بين عناصر حركة حماس والمقاومين وبين المدنيين الفلسطينيين فى قطاع غزة.
قد يسأل سائل: وما هو وجه الغرابة فى هذه المناشدة؟!
الإجابة ببساطة هو إما أن الولايات المتحدة تعتقد أن أعضاء حماس وجميع المقاومين يمكن التمييز بينهم وبين بقية سكان غزة بسهولة، أو أن واشنطن تعطى إسرائيل الضوء الأخضر لكى تقتل كل الفلسطينيين، فوقتها فقط يمكن أن تزعم إسرائيل بصدق أنها تقتل كل المقاومين!
من وجهة نظر أى مراقب موضوعى فإنه يصعب تماما، إن لم يكن يستحيل التمييز بين المقاومين وبين بقية سكان غزة.
مبدئيا يحق لكل مصرى وعربى أن يختلف مع حركة حماس وتوجهاتها وسياساتها وعلاقتها العضوية بجماعة الإخوان. وكاتب هذه السطور من بين هذا الفريق المختلف مع حماس، لكن حينما تقاوم حماس أو أى حركة مقاومة الاحتلال والحصار الإسرائيلى، فأى عربى عاقل، بل أى إنسان لديه ذرة من الضمير الحى، فلا يملك إلا أن يتضامن معهم إن لم يكن بالمساعدة، فبقلبه وهذا أضعف الإيمان. وبالمناسبة فإن إسرائيل وأعوانها يحاولون ترسيخ أن المقاومة ضد المحتل تقودها وتنفرد بها حركة حماس وجناحها العسكرى «عز الدين القسام» وهم يدركون أن حماس هى واحدة من فصائل المقاومة وليس جميعها. صحيح هى الأكبر والأضخم المسيطرة فعليا على قطاع غزة، منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية فى عام ٢٠٠٧، لكن هناك غيرها أكثر من تنظيم وحركة مقاومة مثل الجهاد الإسلامى والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكذلك كتائب شهداء الأقصى، وفصائل أخرى فى غرفة العمليات المشتركة التى تقود عملية المقاومة ضد الاحتلال منذ سنوات طويلة.
هل تعتقد الولايات المتحدة ومعها بعض الحكومات الأوروبية أن هناك علامات مميزة يمكن أن تميز عضو القسام وسرايا القدس، وبقية المقاومين على اختلاف انتماءاتهم عن بقية أفراد الشعب الفلسطينى؟!
إما أن الحكومة الأمريكية تمارس نفاقا رخيصا أو أنها جاهلة تماما بالقضية الفلسطينية.
المقاومون للاحتلال هم جزء أصيل من الشعب الفلسطينى، ولا يمكن حتى للسلطة الفلسطينية الواحدة أن تميز بينهم.
يمكن أن يكون أحد أفراد الأسرة موظفا وعاملا فى جهاز السلطة الفلسطينية ومؤيدا لها والابن الثانى مؤيدا لحماس وينفذ عمليات فى كتائب عز الدين القسام، والثالث فى سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامى والابن الرابع فى كتائب أبو على مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والخامس والسادس والسابع مواطنين عاديين لا يمارسون عملا سياسيا أو عسكريا.
وإذا كانت إسرائيل بكل أجهرتها الأمنية التى فشلت أن تعرف أى معلومة عن عملية طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر الماضى، فهل يمكنها أن تعرف كل أعضاء تنظيمات وحركات المقاومة وأفرادها فردا فردا حتى تميز بينهم وبين بقية الشعب الفلسطينى؟!
الحقيقة السافرة التى عرفناها من العدوان الإسرائيلى الفاجر منذ ٧ أكتوبر أنه يمارس عملية إبادة منظمة وممنهجة ضد جميع أبناء الشعب الفلسطينى، ولا يفرق بين أحد منهم.
ما نراه على الهواء مباشرة أن إسرائيل تقتل الآن كل الفلسطينيين شيوخا وشبابا، رجالا ونساء وأطفالا، وتمحى مربعات سكنية كاملة فوق رءوس سكانها. هى قصفت الكنائس والمساجد والمستشفيات والمدارس وسيارات الإسعاف وقتلت حتى الآن نحو عشرة آلاف فلسطينى منهم ثلاثة آلاف طفل وألفا امرأة وأصابت أكثر من ٢٥ ألفا آخرين، فهل هذا جيش محترف ولديه الحد الأدنى من قواعد الاشتباك العسكرية ناهيك عن القواعد الأخلاقية كى تميز بين مقاوم ومدنى؟!
النقطة الجوهرية من وراء كل الكلمات السابقة أن الولايات المتحدة ومعها كل الحكومات الداعمة لإسرائيل يدركون أن الأخيرة تمارس تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين لكنها تريد أن تخدعنا حينما تنصح الأخيرة بأن تفرق بين المقاومين والمدنيين.
الولايات المتحدة شريك أساسى فى العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى ليس فقط بإرسال حاملات الطائرات والغواصات النووية والأسلحة والأموال، وليس فقط بالدعم المعنوى والسياسى المفتوحين أو بالزيارات العاجلة للكيان، ولكن باستخدام سلاح الفيتو مرتين لإجهاض مشروعى قرار روسى وبرازيلى لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية.
لن ينسى العرب وكل من لديه ذرة ضمير أن الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل الآن ما كان لها أن تتم لولا الدعم الكامل من الحكومة الأمريكية والعديد من الحكومات الغربية.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين هل يمكن التمييز بين المقاومين والمدنيين



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab