نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا

نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا

نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا

 العرب اليوم -

نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا

بقلم - عماد الدين حسين

زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وقمته فى قصر الاتحادية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى عصر يوم الأربعاء الماضى طوت صفحة استمرت ١٢ عامًا من الخلافات السياسية، وفتحت صفحة جديدة فى علاقات البلدين، يمكنها أن تحقق فوائد ومكاسب هائلة للشعبين، إذا أحسن استغلالها بطريقة صحيحة.
تحدثت قبل يومين فى هذا المكان عن هذا المعنى والفرص الإيجابية التى تنتظر البلدين فى المستقبل، لكن اليوم أريد أن أناقش ضرورة تعلم البلدين ونخبهما خصوصًا الإعلامية من تجربة السنوات الماضية، وعدم الدخول فى حروب عبثية تترك الكثير من الندوب فى جسد العلاقات.
يحسب مثلا للدولة المصرية أنها ورغم خلافها الجذرى مع السلطات التركية بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أنها لم تنجرف إلى حالة العداء السافر مع الدولة التركية، إعلاء للمصالح القومية لمصر وترفعا عن الإساءات الشخصية وحرصًا على العلاقات الاقتصادية.
وأتذكر أن إعلامية مصرية سألت مسئولاً مصريًّا رفيع المستوى خلال لقاء إعلامى فى نيويورك فى عز الخلاف بين البلدين قائلة: لماذا لا نبادر إلى قطع كل العلاقات مع الأتراك فورًا ردًا على ما فعلوه ضدنا؟!
المسئول يومها رد بكل هدوء وعقلانية: لن نرد الإساءة بالإساءة ولن نفعل ذلك حفاظًا على المصالح المصرية وإذا كان هذا القرار فى صالح مصر، فسوف نتخذه فى الوقت المناسب.
هل معنى ذلك أنه فى أوقات الخلاف نصافح خصومنا ونبوس خدودهم ونأخذهم بالأحضان؟! ليس ذلك ما أقصده إطلاقًا وأنا من أنصار «مبدأ التناسبية» بمعنى أن من يهاجمنا نهاجمه بنفس الدرجة، ومن يسىء لبلدنا نتصدى له بكل قوة، لكن ما أقصده بوضوح ألا يتطرق الخلاف إلى الشعوب بل يظل محصورًا قدر الإمكان بين الحكومات بحيث إنه حينما تعود العلاقات لا تكون هناك مشاكل بين الشعوب.
من الطبيعى أن الحكومات تختلف وتتفق، المصالح تتغير، وخصم أمس، قد يكون صديق اليوم، وقد يتحول إلى خصم مرة أخرى، ومن لا يصدق ذلك عليه أن يتأمل خريطة المنطقة العربية وجوارها الإقليمى وكيف كان شكلها منذ عام ٢٠٠٠ وحتى هذه اللحظة، بل كيف تغيرت منذ ثورات الربيع العربى وانقلبت بدرجة ١٨٠ درجة مقارنة بما هو حاصل حاليا!!.
يحسب للسياسة المصرية أن رهاناتها العربية والإقليمية ثبت صوابها بنسبة كبيرة إلى حد ما، وكل من انتقدها أو هاجمها أو افترى عليها عاد معتذرًا وتراجع عن موقفه.
لكن مرة أخرى الحكومات تختلف، ثم تتصالح بفعل توافق المصالح بعد طول الخصام. وبالتالى من المهم أن تظل النُخب خصوصًا القوى الناعمة محافظة على العلاقات الأساسية بين الشعوب.
لا أتحدث فقط عن تركيا، بل الموضوع يتعلق بعلاقاتنا مع كل بلدان العالم.
ومن المؤسف أن هناك ظاهرة عربية بامتياز وهى أنه حينما تختلف رؤى الحكومات، تدخل قوى شعبية إلى الساحة ويتم انتهاك كل المحرمات. مرة أخرى قد نختلف مع أى دولة شقيقة أو صديقة على هذه القضية أو تلك، لكن لا توجد خصومات دائمة، أو صداقات دائمة، بل ــ كما يقولون ــ مصالح دائمة.
إذا كان هذا المبدأ صحيحا. وهو صحيح بالفعل، فالدرس الأساسى هو أن نحافظ على شعرة معاوية مع الشعوب التى نختلف مع حكوماتها قدر الإمكان.
وإذا كانت مصر الرسمية قد أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل، وهى العدو الرئيسى للأمة العربية وصراعنا معها صراع وجود وليس فقط صراع حدود، فمن المنطقى أن نقيم علاقات طيبة مع تركيا وقطر وغيرهما. بل ومع إثيوبيا فى حالة عودتها إلى جادة الصواب والموافقة على اتفاق قانونى وملزم لملء وتشغيل سد النهضة. ونفس الأمر مع أى دولة أخرى لدينا معها خلاف بشأن قضية هنا أو هناك.
المشكلة باختصار أن بعضنا تعامل مع خلافات الماضى باعتبارها جذرية وسوف تستمر للأبد، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.
المصالح متغيرة لكن المصالح ثابتة، والقاعدة هنا بسيطة وعنوانها: «نصادق من يصادقنا ونعادى من يعادينا».

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab