معايير اختيار الوزراء الجدد

معايير اختيار الوزراء الجدد

معايير اختيار الوزراء الجدد

 العرب اليوم -

معايير اختيار الوزراء الجدد

بقلم - عماد الدين حسين

دور الفرد فى العمل العام خصوصا السياسى مهم جدا على مر العصور، لكن الأهم أيضا هو نوع السياسة المتبعة.

أطرح هذا الموضوع للنقاش ونحن ننتظر حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الثانية التى كلفه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيلها ظهر يوم الإثنين الماضى.

تنشغل وسائل الإعلام من صحافة وتليفزيون ومواقع إلكترونية ووسائل تواصل اجتماعى بأسماء المرشحين للوزارات المختلفة، وهو أمر مهم وطبيعى فالإعلام يبحث عن الخبر الجديد دائما. لكن هناك زاوية مهمة أخرى ينبغى أن نركز عليها أيضا، وهى السياسة التى سيتبعها الوزير الجديد أو الأهداف التى يفترض أن يحققها؟

 لماذا هذا السؤال مهم؟!

لأنه ببساطة يمكن أن يكون لدينا وزير هو الأفضل على الإطلاق فى مجال تخصصه، لكن السياسة الموضوعة لوزارته غير سليمة أو غير صحيحة، وبالتالى فالتوقع المنطقى أنه لن يحقق النجاح المطلوب، بل يمكن أن يتحمل تبعات الإخفاق.

فى حين قد يكون لدينا سياسة جيدة جدا لكن مستوى الوزير أو المسئول ليس جيدا فيحدث نفس الشىء وهو التعثر.

فى حين أنه قد يكون هناك وزير متوسط المستوى فى تخصصه، لكن السياسة الموجودة لوزارته جيدة وملائمة وهنا فقد يحقق هذا الوزير نجاحا مذهلا.

وبالتالى فحينما يكون لدينا الوزير الكفء مع السياسة الصحيحة، فإن النتائج ستفوق الوصف.

 نفس الأمر ينطبق على الموارد المتاحة فإذا كانت الموارد قليلة أو شحيحة فسوف يخفق الوزير فى تحقيق أى نجاح، لكن إذا توافرت الموارد، يمكن لهذا الوزير بغض النظر عن اسمه أن يحقق شيئا ملموسا يشعر به الناس.

هناك عامل آخر مهم جدا، وهو الصلاحيات وكذلك البيئة العامة التى يعمل خلالها الوزير.

التعقيدات الإدارية والتشابكات يمكن أن تعرقل عمل أى وزير، وكذلك نقص الصلاحيات أو غيابها تماما، وإذا حدث ذلك، فلن يحقق الوزير شيئا، فى حين أن العكس هو الصحيح تماما. لو أن الوزير تمتع ببعض الصلاحيات فسوف يكون قادرا على الإنجاز خصوصا إذا كان مؤهلا.

لا أقصد هنا بالصلاحيات أن تكون مطلقة فى يد الوزير، فهو فى النهاية عضو فى مجلس الوزراء، ثم إن هناك رئيس الجمهورية الذى هو أيضا الرئيس الأعلى للسلطة التنفيذية، لكن ما أقصده أن يكون لدى الوزير هامش مقدر من الحرية والصلاحيات التى تمكنه من اتخاذ القرارات الصحيحة والسريعة.

هذه نقطة مهمة لأن غيابها أدى إلى ظاهرة خطيرة وهى أن بعض الوزراء وخوفا من المساءلة والمحاسبة يلجئون إلى تشكيل اللجان لبحث أى مسألة صغيرة كانت أو كبيرة، وبالتالى نشهد حالة الشلل التى تعانى منها كثير من المؤسسات والوزارات والهيئات بسبب الخوف والتردد الذى يقود إلى الشلل.

العامل المهم أيضا أنه كلما كان الوزير لديه حس سياسى، كان ذلك مهما، هذا الحس يجنبه الوقوع فى العديد من الأخطاء القاتلة. والعكس صحيح تماما.

فغياب الحس السياسى يجعل الوزير أو المسئول الحكومى يرتكب هفوات تقود إلى تحميل الحكومة والنظام أخطاء فادحة، خصوصا فى توقيت اتخاذ القرارات. هناك قرارات صحيحة جدا، لكن توقيت اتخاذها يكون خاطئا جدا، وبالتالى تتسبب فى خلق حالة من الغضب والاستياء الشعبى.

النقطة الأخيرة تتعلق بأنه قبل أن نفكر فى اختيار الأسماء، علينا أن نحدد الأهداف التى نريد من الوزير أن يحققها. أحيانا يكون هناك وزير جيد جدا، لكن الهدف المراد تحقيقه لا يتناسب مع قدرات ومؤهلات واهتمامات الوزير، وبالتالى تحديد الهدف أولا يسهل اختيار اسم الوزير القادر على تحقيق هذا الهدف.

مرة اخرى نتمنى وزراء على أعلى درجة من الكفاءة والخبرة والحس السياسى، وكل التمنيات الطيبة للدكتور مدبولى والحكومة الجديدة، التى ما يزال معظم أعضائها فى علم الغيب لدى المواطنين.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معايير اختيار الوزراء الجدد معايير اختيار الوزراء الجدد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab