الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون

الانفتاح السياسى.. الرابحون والخاسرون

الانفتاح السياسى.. الرابحون والخاسرون

 العرب اليوم -

الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون

بقلم - عماد الدين حسين

كتبت أمس الإثنين عن دلالات الحضور المتنوع والكبير لإفطار الأسرة المصرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وغالبية كبار المسئولين والعديد من قيادات ورموز الأحزاب السياسية المؤيدة والمعارضة.

وسؤالى المباشر هو: من هو الكاسب ومن هو الخاسر من مثل هذا التوجه؟!

قولا واحدا ومؤكدا هو أن مصر بأكملها هى الرابحة من هذا الانفتاح السياسى، وكل خصومها وأعدائها هم الخاسرون، مع شرط جوهرى أن يكون الانفتاح جادا ومستمرا وفاعلا.

فى التفاصيل فإن ما حدث فى إفطار الأسرة المصرية، وجوهر كلمة الرئيس السيسى، لن يضر الدولة المصرية ونظامها السياسى فى شىء بل المؤكد أنه يزيد من المناعة السياسية للدولة ويقوى النظام، وليس العكس.

السؤال هنا يمكن أن يتم طرحه بصيغ عديدة منها مثلا: ما الذى خسرته الدولة والنظام والحكومة والمجتمع، حينما دعت الرئاسة المصرية كل هذا الحشد الكبير والمتنوع من الطيف السياسى والاقتصادى والمجتمعى المصرى؟!

الإجابة: لا شىء.

والسؤال الآخر: وما الذى كسبته الدولة والنظام والحكومة من إفطار السبت الماضى؟!

الإجابة هى أنهم جميعا كسبوا كل شىء.

طوال السنوات التى أعقبت ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وحتى انطلاق الحوار الوطنى فى ٢٢ أبريل ٢٠٢٢، كانت هناك حالة قطيعة وتشكك وتربص بين الحكومة والمعارضة، وبالتالى غابت السياسة إلى حد كبير، وبالطبع هناك أسباب مفهومة لذلك أهمها فيروس الإرهاب الذى ضرب البلاد لسنوات، وتحديات التنمية، لكن أيضا لم يكن مفهوما أن تستمر القطيعة كل هذه السنوات.

الحمد لله أن الإرهاب انكسر وهيبة الدولة عادت وخطر الفوضى والعنف واسع النطاق الذى ضرب دولا عدة فى المنطقة لم يحدث فى مصر.

تبين لنا فى الفترة الأخيرة أن خروج المساجين على خلفيات سياسة أفضل من وجودهم فى مراكز التأهيل، وعودتهم لأعمالهم أفضل من بقائهم فى البيوت، ومشاركتهم فى جلسات الحوار الوطنى أفضل كثيرا من مجرد عودتهم لأعمالهم، ودعوتهم لمثل هذه اللقاءات الرئاسية واندماجهم فى المجتمع أفضل وأفضل.

ما الذى خسرته الدولة من خروج المساجين؟!

لا شىء، بل كسبت كثيرا، حينما رأينا بعض هؤلاء المساجين يشاركون فى جلسات الحوار الوطنى ويثبتون أنه حوار جدى.

خروج هؤلاء من السجون نزع العديد من الألغام. هدأ من توتر مجتمعى، وأوقف متاجرة جهات خارجية كثيرة بهذه القضية.

وسمعت من مصادر أثق بها أن بعضًا ممن خرجوا من السجون قد أثبتوا مسئولية وطنية حقيقية خلافا لما كان متصورا منهم.

نفس هذه المصادر تقول إنها اكتشفت أن الانتخابات التى تمت فى بعض النقابات والهيئات وأسفرت عن فوز معارضين أفادت الدولة أكثر مما أضرتها.

ظنى أن الانفتاح والفهم والتفهم من أجهزة الدولة أمر شديد الأهمية، لأنه جاء عبر تجارب متعددة. بدأت بالتضييق وانتهت بالانفتاح المحسوب.

هل يعنى كلامى السابق أننا سنصبح دولة مثل الدول الاسكندنافية غدا؟!

الإجابة هى لا. لكن أن نشهد تغيرات إيجابية حتى لو كانت ضئيلة ومحدودة، ومتدرجة فهو أمر جيد ينبغى أن نوجه التحية والتقدير لكل من يقف خلفه.

السؤال الأخير: من الذى خسر من هذا الانفتاح؟

قولا واحدا هم كل من لا يريد الخير لمصر، سواء كانوا جماعات داخلية أو قوى وأجهزة ودول خارجية.

كل طاقة انفتاح سياسى تنفتح فإنها تعلق فورا ثغرة يتسلل منها أعداء هذا البلد. أى انفتاح متدرج ومحسوب وليس عشوائيا سوف يقوى من مناعة هذا البلد ويكون خير داعم للقيادة السياسية لاتخاذ أفضل القرارات فى كل المجالات.

شكرا لكل من ساهم ويساهم فى الانفتاح السياسى بما يجعلنا نواجه أصعب المشاكل.

arabstoday

GMT 07:02 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 06:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 06:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 06:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 06:55 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

GMT 06:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الحرب على غزة وخطة اليوم التالي

GMT 06:53 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نحن نريد «سايكس ــ بيكو»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون الانفتاح السياسى الرابحون والخاسرون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab