الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات

الكلام فى العموميات.. ومتى ندخل فى صلب الموضوعات؟!

الكلام فى العموميات.. ومتى ندخل فى صلب الموضوعات؟!

 العرب اليوم -

الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات

بقلم - عماد الدين حسين

مرة أخرى أتحدث عن أشخاص يفترض أنهم سياسيون وخبراء بل ونخبة.
وبداية لا أعمم، بل أتحدث عن البعض، والذى جعلنى أعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى هو ما قاله ضياء رشوان منسق عام الحوار الوطنى فى الجلسة المهمة التى عقدها الحوار الوطنى لقضية «التضخم وغلاء الأسعار» فى الشهر الماضى.
رشوان وهو رئيس هيئة الاستعلامات وخبير وباحث مرموق فى مجالات كثيرة، قال مخاطبا القاعة وحضورها وبلهجة حادة حاسمة: «سأتكلم بصراحة، لو كنت أتابع هذا الحوار أمام الشاشة، لأصبت بإحباط كبير، كمواطن لم أجد حلا، ولو كنت مكان القيادة لأصبت بإحباط أيضا، لأن صانع القرار ينتظر توصيات محددة، وليس كلاما فى العموميات. علينا أن نتكلم كلاما محددا فى موضوعات محددة، هذه جلسة طال انتظارها، وعملنا جلسات كثيرة متخصصة فى موضوعات متعددة، وللأسف يغلب على بعضها الكلام المكرر فى نفس الجلسات، رغم أن العلم والدول تتقدم بمبدأ تقسيم العمل والتخصص».
يومها أيضا وجه ضياء رشوان انتقادا مهذبا لأحد المتحدثين وهو يفترض أنه خبير فى مجاله الاقتصادى، لأنه طرح فى كلمته فكرة تحصيل جزء من الزكاة والصدقات من المقتدرين وتوجهيها للفقراء. رشوان قال له.. «الدول لا تسير ولا تتقدم بالصدقات والزكاة ولا بمناشدة رجال الدين أن يطلبوا من المقتدرين مساعدة الفقراء. المواطن له حق على الدولة والمجتمع وليس مستحقا للزكاة. أرجو أن نرفق بالمواطن ولا نشحت عليه، بل نبحث له عن حلول».
يومها أيضا انتقد الخبير الاقتصادى المعروف عبدالفتاح الجبالى وهو مساعد مقرر المحور الاقتصادى بعض المتحدثين الذين يكررون القول فى مداخلاتهم: «أن الأسعار هترتفع هترتفع فى كل الأحوال». الجبالى قال «إن دورنا أن نبحث عن حلول للمواطن، والشارع يعول علينا كثيرا، ولابد من أجندة محددة تطرح أفكارا محددة عن كيف نتحكم فى الأسعار، وهل المؤسسات الحاكمة فى الأسواق تؤدى دورها على أكمل وجه، وما الذى يمنع جهاز منع الممارسات الاحتكارية وجهاز حماية المستهلك وغيرهما من الأجهزة ذات الصلة من أداء دورها، وتفعيل هذا الدور لنهدئ من ارتفاع الأسعار، وما هى فائدة هذه الجلسة إذا لم تساعد فى تقديم الحلول؟.
نحتاج إلى إطار محدد خصوصا أن التضخم هو العدو الرئيسى للفقراء وأصحاب الأجور الثابتة».
كل ما سبق هو ما قاله ضياء رشوان وعبدالفتاح الجبالى. يومها كنت حاضرا هذه الجلسة شديدة الأهمية، واتفقت تماما مع كل ما قالاه، خصوصا أننى طرحت نفس الفكرة فى بداية الحوار الوطنى حينما لاحظت أن بعض المتحدثين جاءوا للحوار، وهم لم يحضروا جيدا، ولم يذاكروا أو يراجعوا أو يتعبوا أنفسهم قليلا ليقرأوا الملف والموضوع جيدا، حتى يقدموا أفكارا ورؤى وحلولا محددة للقضية محل المناقشة.
للأسف الشديد هذه سمة صارت متكررة فى العديد من الموضوعات والمناقشات والجلسات والندوات ونلمسها بوضوح فى البرامج الحوارية؛ حيث نلحظ أن غالبية المتحدثين يفصلون ويبدعون فى تشخيص القضايا والمشاكل والأزمات، وهو أمر رغم أهميته، لكنه جزء من بداية الحل وليس الحل؛ لأن الاكتفاء به لا يحل المشكلة، بل يتركها معلقة فى الهواء.
فى جلسة التضخم وغلاء الأسعار فإن غالبية من استمعت إليهم تحدثوا بإسهاب عن خطورة قضية ارتفاع الأسعار، وهو أمر متفق عليه، ولولا أنها قضية مهمة ما خصص لها الحوار الوطنى جلسة محددة، وأظن أن كل مصر تريد أن تسمع عنها حلولا محددة.
المتحدثون أسهبوا فى وصف معاناة العديد من المصريين الذين ضربتهم أزمة ارتفاع الأسعار، ومرة أخرى كل منا يملك عشرات وربما مئات القصص والحكايات المحددة عن أقارب وأصدقاء ومعارف تأثروا بشدة من جراء الأزمة. لكن مجلس أمناء الحوار الوطنى كان واضحا منذ بدايات جلساته الأولى التنظيمية واختيار الموضوعات، حينما أكد على أهمية أن تكون هناك أفكار وآراء وحلول قابلة للتنفيذ، وليست مجرد كلام فى الهواء لإبراء الذمة، يعتقد صاحبه أنه إذا قاله فقد أدى مهمته على أكمل وجه، ويعود إلى بيته لينام قرير العين!!.
نحتاج جميعا أن نركز على الحلول العملية، وليس التشخيص والكلام المجرد الذى لن يقدم ولن يؤخر فى قضايانا ومشاكلنا، إذا أردنا فعلا أن نخرج منها.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات الكلام فى العموميات ومتى ندخل فى صلب الموضوعات



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab