وماذا فعلنا نحن العرب

وماذا فعلنا نحن العرب؟!

وماذا فعلنا نحن العرب؟!

 العرب اليوم -

وماذا فعلنا نحن العرب

بقلم - عماد الدين حسين

 ماذا فعل العرب فرادى ومجتمعين من أجل حشد أكبر قدر من الرأى العام الإقليمى والعالمى للتضامن مع فلسطين أو حتى التضامن مع أنفسهم ضد العدوان الإسرائيلى الهمجى المستمر على قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر الماضى؟ أطرح هذا السؤال بعد أن عرفنا أن إسرائيل تسعى بكل الطرق لتجنيد السياسيين والمشرعين والمثقفين والمؤثرين فى كل بلدان العالم لدعم عدوانها الإجرامى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

ونشرت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية قبل أيام تقريرا مهما خلاصته أن إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعى والتضليل الإعلامى للتأثير على مشرعين فى الكونجرس وعلى الرأى العام الأمريكى من أجل استمرار تأييد عدوانها، أو على الأقل عدم معارضته. أعرف وأدرك أن معظم مواقف الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية عموما، والعدوان الإسرائيلى خصوصا صارت شديدة التباين منذ سنوات. لكن وإذا احتكمنا إلى المواقف الرسمية للحكومات العربية فكلها تدين العدوان الإسرائيلى وتطالب بوقفه. ونعرف أيضا أنه تبين لجميع العرب معتدلين ومتشددين أن إسرائيل لا تفرق بين عربى وعربى. الجميع لديها سواء.

وإذا كان الإسرائيليون قد انتقدوا وهاجموا أى مسئول دولى وأجنبى تعاطف مع الفلسطينيين واحتج على المجزرة المستمرة، فهل نتخيل أن يتعاطفوا مع أى عربى حتى لو لم ينطق بكلمة ضدهم. سؤالى البسيط: لماذا لا نستخدم ما هو موجود لدى العديد من الحكومات العربية من أوراق ضغط، ضد إسرائيل ؟! وأنا هنا لا أتحدث من قريب أو بعيد عن قطع العلاقات أو إعلان الحرب، بل حتى تصل لإسرائيل رسالة أننا أمة حية. لا أطالب أيضا بالتضامن مع حماس أو الجهاد، بل مع الشعب الفلسطينى الأعزل الذى يتعرض لأبشع مذبحة عرفها التاريخ الحديث.

وقياسا على ما فعلته وتفعله إسرائيل مع غالبية السياسيين فى العالم، فلماذا لا تفكر الحكومات العربية خصوصا المؤثرة منها فى طرق بسيطة تشعر المؤيدين للعدوان بأن هناك ثمنا ينبغى أن يدفعوه؟ سأضرب بعض الأمثلة حتى تكون الصورة واضحة. عضو الكونجرس الأمريكى المعروف لندسى جراهام المقرب من الرئيس جو بايدن وقبله دونالد ترامب شديد التأييد لإسرائيل، وقد قال قبل أسابيع قليلة إنه يؤيد استخدام إسرائيل للقنبلة الذرية لمسح غزة من الوجود.

صحيح أنه حاول لاحقا التقليل والتنصل من تصريحه العنصرى الإجرامى، لكن الجرأة وصلت به هو والعديد من أعضاء الكونجرس إلى مهاجمة بايدن حينما قرر تعليق إرسال شحنة ذخائر إلى إسرائيل حتى لا تهاجم رفح. جراهام دعا إلى معاقبة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لأنهما تجرأتا وانتقدنا إسرائيل. سؤالى: لماذا لا نمنع استقبال جراهام فى أى عاصمة عربية حتى يقتنع بأن هناك شعبا فلسطينيا يستحق الحياة، وحتى يتوقف العدوان الإسرائيلى؟! لماذا نستقبله فى العواصم العربية بالحفاوة وهو يدعو إلى إبادة الفلسطينيين، ويؤيد إسرائيل أكثر مما يؤيد بلده وحكومته؟! ما ينطبق على جراهام ينطبق على مئات المشرعين فى الولايات المتحدة وعواصم أوروبية، يفترض أن نقول لهم بوضوح إننا ضد هذه المواقف.

ونتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أسمع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ما يجب أن يسمعه بعد بداية العدوان بأيام قليلة، حينما شرح له أن جوهر المشكلة هو الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، وليس أى شىء آخر. نحتاج أن نقول للمسئولين وسائر السياسيين والشخصيات العامة الغربية رسالة واضحة جدا وهى: «نصادق من يصادقنا ونعادى من يعادينا».

أعرف أن هناك ضرورات للدول والحكومات والسياسيين، وأعرف أن من بين هذه الضرورات أن نستقبل أحيانا من لا نحب ولا نرضى، لكن لماذا ترحب العواصم العربية بشخصيات عنصرية عدوانية، لماذا لا نقول لهم إنكم بهذه المواقف تؤيدون استمرار المذبحة؟! فى المقابل هناك شخصيات غربية وعالمية ناصرت الشعب الفلسطينى ونددت علنا بهمجية العدوان الإسرائيل، من أول انطونيو جوتيرش إلى أعضاء فى البرلمان الأيرلندى والإسبانى والنرويجى والسلوفينى وبعض البرلمانات الغربية وكذلك العديد من الشخصيات العامة، وقبل هؤلاء جميعا كل المسئولين فى جنوب إفريقيا الذين تحلوا بالشجاعة وتحدوا إسرائيل وجرجروها وفضحوها فى محكمة العدل الدولية وبعدها انضمت العديد من الحكومات إلى هذه الدعوى. إذا كانت الحكومات العربية لا تستطيع أن تتخذ مواقف صارمة، فعلى الأقل لا نبتسم فى وجه القتلة.

arabstoday

GMT 04:35 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 04:32 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

اللوكيشن

GMT 04:31 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 04:29 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 04:27 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الفرق بين المقاومة والمغامرة

GMT 04:24 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

GMT 04:22 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أسباب الفشل فى الحب

GMT 04:20 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

لا يلوث النهر الخالد!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا فعلنا نحن العرب وماذا فعلنا نحن العرب



منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف مستعمرة إسرائيلية بـ50 صاروخاً

GMT 04:29 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 08:22 2024 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

الهجوم على بني أميّة

GMT 04:32 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

اللوكيشن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab