فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

 العرب اليوم -

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل

عماد الدين حسين
بقلم -عماد الدين حسين

مساء ٢٩ نوفمبر الماضى أسعدنى الحظ وحضرت الحفل الموسيقى الكبير للفنانة المصرية المتألقة عالميا فاطمة سعيد فى مركز الفنون الرفيعة فى العاصمة البلجيكية بروكسل.
المركز الموسيقى يشبه أفخم دور الأوبرا العالمية، ويحتوى على أربعة مسارح، أحدها الذى دخلناه يتسع لأكثر من ألف مقعد.
كنت بصحبة سفيرنا المتميز فى بروكسل بدر عبدالعاطى ورؤى بنت عيسى الزدجالية سفيرة سلطنة عمان، والسفيرة الأردنية سجى سطام حابس المجالى، والزملاء عمرو خفاجى ومحمود مسلم حيث غطينا ثلاثتنا اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلنطى الناتو فى مقره الرئيسى ببروكسل.
دخلنا المسرح فى الثامنة إلا خمس دقائق، وفى الثامنة تماما بدأ الحفل بدخول الفرقة الموسيقية من ستة عازفين على الآلات الأساسية وهى البيانو والتشيلو والكونترباص وثلاث كمنجات.
لست ناقدا موسيقيا، لكن أسعى للفهم قدر المستطاع. وقد أسعدنى الحظ كثيرا بحضور عرض متميز للبولشوى الروسى فى موسكو عام ٢٠١٢. وحفل آخر لفرقة الأوبرا فى طشقند عاصمة أوزبكستان وعشرات الحفلات الأوبرالية فى مقر الأوبرا المصرية المتميزة بالقاهرة، لكن حفل بروكسل كان له طعم خاص لأن بطلته مصرية.
الجمهور الذى حضر الحفل كان منضبطا كما يقول الكتاب، هدوء وصمت وتركيز، لا أحد يتحدث مع جاره، ولا سيدة تصرخ بأعلى صوتها وتقول «كمان يا فاطمة» كما يحدث فى بعض المسارح العربية!!، الحاضرون من جنسيات مختلفة والعديد من العرب بحكم أن فاطمة سعيد عربية.
قد لا يعرف بعض الجمهور المصرى العادى فاطمة سعيد.
حتى سنوات قليلة لم أكن أعرفها جيدا، حتى قال لى المهندس إبراهيم المعلم إنها موهبة مصرية فذة، وإنها معروفة ومقدرة فى كبرى دور الأوبرا فى العواصم والمدن الأوروبية الكبرى، وأن العديد من وسائل الإعلام العالمية الكبرى تتعامل معها باعتبارها موهبة أوبرالية متميزة.
انتهت الفقرة الأولى من البرنامج وهى أداء مبهر للعازفين الست نال تصفيقا حادا، وفى الثامنة وخمس عشرة دقيقة دخلت فاطمة سعيد مرتدية فستانا أبيض وقوبلت بتصفيق حاد. بطبيعة الحال لم أفهم شيئا من الكلمات لأن أغانى الأوبرا بالإيطالية، لكن لفت نظرى الأداء المسرحى والحركى المميز لفاطمة سعيد والتناغم الكامل مع الفرقة الموسيقية المكونة من فردين فقط بعد خروج أربعة عازفين، وفى الفقرة الثالثة عاد ثلاثة عازفين ليصبح العدد خمسة، وبعدها اكتمل العدد مرة أخرى ليصبح ستة عازفين مع فاطمة سعيد.
عرفت من منظمة حفلات فاطمة سعيد وتدعى نادية، وهى من أم مصرية وأب نمساوى أن فاطمة مصابة بنزلة برد، إلا أن أداءها كان مبهرا وصوتها قويا بشكل جعل الجمهور يصفق بحرارة عقب كل أغنية.
لا أعرف أيضا قواعد التوقف والانطلاق فى هذا الغناء الأوبرالى، حيث لاحظت مثلا أن فاطمة سعيد تتوقف لثوان ثم تعود هامسة أو هادرة.
مفاجأة الحفل أن سعيد غنت قصيدة الشاعر المصرى الراحل أمل دنقل وعنوانها «أبيض وأسود» من آخر ديوان له وهو «أوراق الغرفة رقم ٨».
القصيدة عالجها موسيقيا وأبراليا الموسيقار شريف محيى الدين ومطلع كلماتها تقول:
فى غرف العمليات، كان نقاب الأطباء أبيض، أردية الراهبات، الملاءات لون الآسرة، أربطة الشارس، القطن، قرص المنوم، أنبوبة المصل، كوب اللبن، كل هذا يشع بقلبى الوهن، كل هذا البياض يذكرنى بالكفن.
فاطمة تحدثت قليلا بالإنجليزية للجمهورعن الأغنية ومؤلفها، وأنه مصرى من بلدها، والمفاجأة أنها غنت بالعربية، ولأن الموسيقى عالمية فإن تفاعل الجمهور كان كبيرا جدا.
قبل الفقرة الأخيرة خرجت فاطمة سعيد والعازفون ثلاث مرات، وعادوا لتحية الجمهور، الذى ظل يصفق لهم بحرارة، وبعد الفقرة الأخيرة كان التصفيق خياليا.
فى هذه اللحظة أرسلت رسالة عبر الواتساب للمهندس أحمد سعيد السباح المصرى المعروف ورئيس اتحاد السباحة الأسبق ونائب رئيس النادى الأهلى الأسبق والسياسى والبرلمانى المعروف لأقول له أن ابنتكم تشرف مصر فى أعرق مسرح موسيقى فى بروكسل فرد على بضرورة الذهاب للسلام عليها بعد نهاية الحفل.
ذهبنا فعلا برفقة السفير بدر عبدالعاطى وسلمنا عليها وشكرناها وقلت لها: لقد رفعتى رءوسنا كمصريين وعرب.
طبقا للكتيب الذى تم توزيعه خلال الحفل فإن فاطمة سعيد بدأت الغناء مع نيفين علوبة فى سن الرابعة عشرة ثم درست مع ريناتى فالنتين، وكانت أول سوبرانو مصرية تغنى فى لاسكالا، وظهرت عام ٢٠١٦ بدور بأمينا من إنتاج بيتر ستاين فى أغنية «الناى السحرى» وبعدها انطلقت لتغنى فى مسارح عالمية كبرى مثل سان كارلو وفيينا وقاعة ألبرت الملكية وقاعة كارينجى، وتقيم معظم الوقت فى فيينا، لتكون قريبة من الأوركسترا الفيلهارمونية الأكثر ارتباطا بتاريخ الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل فاطمة سعيد وأمل دنقل في بروكسل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab