نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة!!

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة!!

 العرب اليوم -

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أيام قليلة كتب الكاتب الأمريكى توماس فريدمان مقالا مهما فى صحيفة النيويورك تايمز عنوانه: «على إسرائيل أن تختار.. رفح أو الرياض».
فريدمان شرح فكرته بقوله إن أمام إسرائيل إما خيار التطبيع مع السعودية، ودمج إسرائيل فى أوسع تحالف دفاعى أمريكى عربى إسرائيلى ضد إيران لم تشهده إسرائيل طوال تاريخها بقيادة الولايات المتحدة، لكن ثمن ذلك معروف وهو التزام حكومة نتنياهو بالعمل على إقامة دولة فلسطينية بسلطة يتم إصلاحها، بما يخلق على الأقل بعض الأمل فى أن الصراع مع الفلسطينيين لن يكون حربا للأبد.
أما البديل الثانى المتاح أمام الإسرائيليين فهو أن تواصل إسرائيل حربها وتنفذ عملية عسكرية فى مدينة رفح وهذا سيؤدى إلى تفاقم عزلة إسرائيل الدولية بل وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن.
يحذر فريدمان إسرائيل من سيطرة عقلية الانتقام وتحولها إلى سياسة لدى قادتها وأنه من الجنون المطلق أن إسرائيل دخلت الآن أكثر من ستة شهور من هذه الحرب وأن القيادة العسكرية والطبقة السياسية بأكملها سمحت لنتنياهو بمواصلة السعى لتحقيق النصر الكامل والانتقام من دون أى خطة خروج أو شريك عربى يصطف للتدخل بمجرد انتهاء الحرب.
يعتقد فريدمان أن استمرار إسرائيل فى قتل المدنيين سيثير غضب العرب الذين كانوا يرغبون فى التطبيع معها ويخلق المزيد من المجندين لتنظيم داعش ويمكن إيران وحلفاءها من إثارة عدم الاستقرار وإبعاد الاستثمارات التى تحتاجها المنطقة.
وإذا دخلت إسرائيل رفح هناك احتمال كبير أن تمنعها أمريكا من استخدام أسلحتها هناك.
والأخطر حسب فريدمان هو عدم وجود زعيم لإسرائيل رئيسى فى الائتلاف الحاكم أو حتى المعارضة يمكنه أن يساعد الإسرائيليين على فهم أهمية أن تكون إسرائيل شريكا فى المنطقة، بديلا لأن تكون منبوذة عالميا.
هذا هو جوهر مقال توماس فريدمان وأراه مهما لأنه يُشخِّص إلى حد كبير الخيارات المطروحة أمام إسرائيل.
والطبيعى أن الجميع فى انتظار معرفة رد إسرائيل على السؤال الذى طرحه فريدمان وأظن أن كثيرين قبله طرحوه.
وسوف أجازف اليوم بمحاولة تقديم إجابة على سؤال فريدمان من واقع متابعة السلوك والسياسات الإسرائيلية ليس فقط منذ بداية عدوانها على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر الماضى ولكن منذ زرعها بالمنطقة فى ١٩٤٨.
ظنى الشخصى أنه وما لم تحدث معجزة فإن الواقع يقول إن حكومة نتنياهو ستختار الذهاب إلى رفح بدلا من الرياض، لكنه سيحاول أن يحصل على كل شىء بمعنى اجتياح رفح واستمرار احتلال قطاع غزة، والحصول على التطبيع الكامل ليس فقط مع السعودية ولكن مع كل دول المنطقة، إضافة لمحاولة فرض هيمنته الكاملة على المنطقة بعد إخضاع إيران.
وللموضوعية فإن هذ السلوك ليس قاصرا على نتنياهو، أو حتى المتطرفين، بل يشمل غالبية المجتمع الإسرائيلى وعلينا تذكر أنه عندما ضغطت العديد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى رغما عن إسرائيل، ذهب نتنياهو إلى الكنيست وحصل على تفويض يشبه الإجماع من كل الأطياف برفضه قيام دولة فلسطينية، بما فى ذلك جميع من يصفون أنفسهم بأنهم معتدلون.
نتنياهو وأمثاله نجحوا فى صبغ المجتمع الإسرائيلى بالتطرف. وظنى أن التربة كانت جاهزة وممهدة. فلم نضبط المجتمع الإسرائيلى معتدلا ومؤمنا بحقوق الفلسطينيين فى أى وقت من الأوقات، إذا استثنينا المخدرات اللفظية التى كان يكررها أمثال شيمون بيريز وما يسمى بمعسكر السلام الذى تبخر تماما ولم يعد هناك إلا أصوات قليلة نادرة.
نتنياهو وأى بديل سيأتى بعده سيسعى بكل الطرق والألاعيب إلى إخضاع الفلسطينيين وإجهاض إقامة دولتهم حتى لو كانت منزوعة السلاح، وسيسعى للحصول على التطبيع مع العرب من دون أن يدفع ثمنا لذلك.
علما بأن العرب قدموا كل ما يمكنهم منذ طرح المبادرة العربية للسلاح عام ٢٠٠٢ وحتى الآن بإغراء الإسرائيليين بالتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل.
قد يقدم نتنياهو تعهدات لفظية ذرا للرماد فى العيون حتى تستمر عملية السلام حية على المستوى النظرى، لكنه لن يقدم هو أو غيره أى تنازلات جوهرية.
سيحدث ذلك فقط حينما ينهى الفلسطينيون انقسامهم وحينما يكون هناك إسناد عربى حقيقى، يقول للإسرائيليين: لا تطبيع من دون دولة فلسطينية، وحينما يتوقف الدعم الأمريكى والأوروبى الأعمى ويدرك أنه سيدفع ثمن الدعم المكشوف للاحتلال والعدوان.

 

arabstoday

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

فى تكريم الزعيم

GMT 06:01 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

زواج الملياردير الأمريكى فى مصر!

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

حتى لا تستمر مصر مهيضة الجناح فى 2025!

GMT 05:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

الإشكالية الفلسطينية الكبرى

GMT 05:56 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تل أبيب تغسل يديها

GMT 05:55 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

الاعتدال الذى تكرهه إسرائيل

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مروحية الرئيس

GMT 00:30 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

«الهبوط الصعب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة نتنياهو يريد رفح والرياض وكل المنطقة



GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
 العرب اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
 العرب اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 05:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
 العرب اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 07:59 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
 العرب اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 04:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

قمة البحرين

GMT 00:24 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

نسيج العنف... ما بعد حرب غزة؟

GMT 10:42 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إطلالات تراثية ملهمة للملكة رانيا

GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 08:58 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي

GMT 22:59 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

إسرائيل تعترض هدفا جويا من الأراضي السورية

GMT 07:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

زلزال يضرب محيط مدينة نابولي بجنوبي إيطاليا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab