قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية

قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية

قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية

 العرب اليوم -

قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية

بقلم - عماد الدين حسين

هل من العدل أن يشكو بعض الناس من غلاء الأسعار ـ وهو حق خالص لهم ــ لكن حينما تقرر الحكومة زيادة الأجور والحوافز وتخفيض الضرائب يتعامل معها نفس هؤلاء الناس وكأنها شىء لم يكن؟!.
أطرح هذا السؤال بمناسبة القرارات التى أراها مهمة جدا التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى ظهر يوم السبت الماضى خلال افتتاحه لبعض المشروعات الخدمية فى قرية سدس الأمراء بمركز ببا بمحافظة بنى سويف.
الرئيس أصدر مجموعة من القرارات تصب جميعها فى مصلحة صغار الموظفين وبعض الفئات الواقعة تحت خط الفقر.
هذه القرارات تمثلت فى رفع الحد الأدنى للدخل إلى ٤ آلاف جنيه بدلا من 3500 جنيه، جنيه لكافة العاملين بالجهاز الإدارى للدولة والهيئات الاقتصادية وفقا لمناطق الاستحقاق، وزيادة علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية لتصبح ٦٠٠ جنيه بدلا من ٣٠٠ لكافة العاملين بالجهاز الإدارى للدولة والهيئات الاقتصادية، وقطاع الأعمال العام والقطاع العام.
وكذلك زيادة رفع الإعفاء الضريبى بنسبة ٢٥٪ من ٣٦ ألف جنيه إلى ٤٥ ألف جنيه، وزيادة الفئات المالية الممنوحة للمستفيدين من تكافل وكرامة بنسبة ١٥٪، بإجمالى ٥ ملايين أسرة، ومضاعفة المنحة الاستثنائية لأصحاب المعاشات والمستفيدين منها لتصبح ٦٠٠ جنيه بدلا من ٣٠٠ جنيه بإجمالى ١١ مليون مواطن، وإطلاق مبادرة للتخفيف عن كاهل صغار الفلاحين والمزارعين من الأفراد الطبيعيين المتعثرين مع البنك الزراعى، وإعفاء المتعثرين من سداد فواتير وغرامات تأخير سداد الأقساط المستحقة للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية بحد أقصى نهاية ٢٠٢٤. وكذلك زيادة البدل لأعضاء نقابة الصحفيين.
تلك هى القرارات التى أصدرها الرئيس أمس الأول، ومن الواضح أنها تستهدف فى المقام الأول الفئات الأكثر احتياجا فى هذا البلد. خصوصا صغار الموظفين بزيادة الحد الأدنى لأجورهم وكذلك أصحاب المعاشات والمتعثرين من تكافل وكرامة. وهناك تقديرات بأن عدد هؤلاء المستفيدين يتراوح ما ين ٢٠ ــ ٢٥مليون مواطن، وإذا أضفنا إليهم أسرهم فإن عدد المستفيدين قد يصل إلى لأكثر من 60 مليون مواطن بصورة أو بأخرى.
السؤال: هل هناك أزمة اقتصادية فى مصر؟
الإجابة نعم وهى أزمة طاحنة، ولا أحد من كبار المسئولين ينكرها، والرئيىس يوم السبت الماضى كرر شكر المصريين على تحملهم وقال لهم: «لقد جبرتم خاطرى».
السؤال الثانى: هل الزيادات التى أعلن عنها الرئيس كافية وستحل كل المشاكل الاقتصادية التى نعانى منها؟
الإجابة هى قطعا لا، لكن للموضوعية فهى خطوة مهمة جدا للتخفيف عن الفئات الأكثر احتياجا. والرئيس السيسى قال بوضوح فى بنى سويف إننا كنا نتمنى أن نقدم للناس كل ما يحتاجونه، لكن الظروف صعبة جدا، وتحدث مطولا عن الصعوبات التى تتحملها الدولة فى تدبير العملة الصعبة لاستيراد العديد من السلع خصوصا القمح والوقود.
النقطة الجوهرية التى أناقشها اليوم فى هذه السطور، هى أنه إذا جاز للمعارضين أو لأى شخص أن ينتقد الحكومة على الظروف الاقتصادية الصعبة، حتى لو كانت هذه الحكومة تقول إنها أزمة عالمية فى معظم مكوناتها، فإن هؤلاء المنتقدين ينبغى عليهم أن يرحبوا بخطوة زيادة الأجور والمعاشات وبقية القرارات التى أقرها الرئيس، أو على الأقل يصمتوا، بدلا من السخرية والتريقة.
يقول بعض هؤلاء أيضا إن هذه القرارات مرتبطة بتوقيت الانتخابات الرئاسية، وهذا أمر غريب. وحتى إذا صح هذا الكلام فما المانع أن يتم اتخاذها، أليست هى فى النهاية ستذهب لجيوب المستفيدين من الفئات الأكثر احتياجا، وأليس كثير من الحكومات والمرشحين يحاولون تخفيف الأعباء عن المواطنين فى مواسم الانتخابات؟
المواطنون يعانون كثيرا ويصعب تصور أن تتمكن الحكومة من حل المشكلة الاقتصادية بين يوم وليلة بصورة نهائية، لكن على الأقل حينما تتمكن من تخفيف الأعباء عن الناس فهو جهد مشكور ينبغى شكر الحكومة عليه والمطالبة بالمزيد، أما التعامل بعدمية مع أى قرار إيجابى والسخرية منه والتربص به، فهو أمر مثير للدهشة والاستغراب.
قرارات الرئيس فى «سدس الأمراء» جيدة، ونتمنى أن تتمكن الحكومة من اتخاذ المزيد منها فى قادم الأيام حتى تخفف قدر المستطاع عن كاهل المواطنين الذين تحملوا العبء الاكبر من آثار وتداعيات الأزمة الاقتصادية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية قرارات «سدس الأمراء» بين الواقعية والعدمية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab