قلب الخرطوم يحترق

قلب الخرطوم يحترق

قلب الخرطوم يحترق

 العرب اليوم -

قلب الخرطوم يحترق

بقلم - عماد الدين حسين

قلب الخرطوم يحترق.. وأطراف الحرب العبثية فى السودان لا يبالون بالمنحدر الذى تتجه إليه البلاد بسرعة رهيبة منذ اندلاع الصراع العسكرى المسلح بين القوات المسلحة السودانية، وقوات ميليشيا الدعم السريع فى ١٥ أبريل الماضى.
يوم الأحد الماضى شنت قوات الدعم السريع العديد من الهجمات القاتلة على مقر القيادة العامة للجيش، وقصر الرئاسة والعديد من المبانى الكبرى وسط الخرطوم.
وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى نقلت صورا وفيديوهات لآثار القتال فى هذا اليوم أخطرها احتراق البرج الضخم الذى يضم مقر ومكاتب شركة النيل وهى كبرى شركات الطاقة فى البلاد. هذا المبنى ذو الواجهات الزجاجية والتصميم الهرمى يعتبر أحد أبرز معالم الخرطوم. المبنى الذى يقع فى وسط العاصمة تعرض لقصف مكثف والنتيجة احتراقه بالكامل، وغطى اللون الأسود طبقاته، وظلت النيران تنبعث منه لساعات.
الأمر لم يقتصر على هذا المبنى الرمزى، لكن القصف العبثى طال العديد من مبانى العاصمة، وطبقا لوكالات الأنباء فإن ألسنة اللهب تصاعدت من عدة أبراج بالخرطوم مما أدى إلى حرائق كبيرة فى وسط العاصمة.
عندما قرأت هذه التقارير فى الأيام الماضية سألت نفسى: ألا يشعر قادة هذه الحرب العبثية بحجم الجريمة التى يرتكبونها بحق هذا البلد الكبير وبحق شعبه؟!.
حينما يقرأ قادة الحرب عن المآسى والكوارث التى تسببوا فيها ألا يشعرون بالقلق وتأنيب الضمير وربما المحاسبة فى المستقبل؟؟
ما الذى يجول فى أذهان قادة ميليشيا الدعم السريع حينما يقصفون ويدمرون ويحرقون أبراج المدينة مثل برج النيل؟!
هل سألوا أنفسهم كم ضحية سقطت مع حرق المبنى؟ وكم شخصا أصيب أو تشرد؟! وكم هى تكلفة هذا المبنى حينما يتم إعادة بنائه؟ ألا يفكر هؤلاء المتصارعون على السلطة فى آلاف الضحايا والمصابين الذين سقطوا فى صراعهم الدموى، وآلاف الجثث التى لم تجد من يدفنها بصورة كريمة، فنهشتها القطط والكلاب فى المشارح المفتوحة بلا كهرباء؟!
ألم يفكروا فى ملايين النازحين الذين تركوا بيوتهم ولجأوا إلى أماكن شبه آمنة، أو ملايين اللاجئين الذين تدفقوا على دول الجوار وعانوا من ويلات اللجوء النفسية قبل المادية؟!
ما الذى يجول فى ذهن قادة الحرب خصوصا ميليشيا الدعم السريع، وهم يرون أبناء بلدهم مكدسين على حدود الدول المجاورة أو هائمين على وجوههم فى الطرقات والشوارع داخل السودان وخارجه؟!
قبل أيام قليلة نقلت وكالات الأبناء عن بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان «يوينتامس» عن العثور على ١٣ مقبرة جماعية فى منطقة الجنينة فى إقليم دارفور، مرجحة تورط قوات الدعم السريع فيها، وتقدير الأمم المتحدة أن المقابر تخص أفرادا من قبيلة المساليت، والسبب أنها تستوطن مدينة الجنينة ذات العمق الاستراتيجى فى دارفور، والتى تحتوى على معادن نفيسة مثل الذهب واليورانيوم وهى جسر استراتيجى يصل السودان بعدد من دول الجوار مثل تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى.
تقدير الأمم المتحدة أن «الدعم السريع» استهدفت المدينة نهاية يونيو الماضى بهجمات أدت إلى مقتل ٥ آلاف شخص وإصابة أكثر من ٨ آلاف آخرين.
بطبيعة الحال فإن قوات الدعم السريع تنفى ذلك وتقول إن هذه المقابر ربما تخص المعارك التى وقعت فى سنوات سابقة، لكن مراقبين كثيرين يقولون إنهم ضحايا للقتال الحديث والمحتدم فى معظم أقاليم دارفور، خصوصا مدينة الجنينة، علما أن العديد من المراقبين والهيئات الدولية حذورا من حرب إبادة تمت هناك حتى قبل أن تعلن الأمم المتحدة قبل أيام عن وجود ١٣ مقبرة جماعية.
هل يدرك قادة الحرب خصوصا الدعم السريع أنهم يرتكبون جريمة خيانة عظمى بحق بلدهم ومستقبلها، وأنهم بإصرارهم على هذه الحرب العبثية فإن خطر تقسيم السودان صار يقترب بسرعة شديدة، بل إن مؤشراته بدأت تتجسد على الأرض، حينما هدد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان بتشكيل حكومة جديدة من مقر إقامته الحالى فى بورتسودان، ورد عليه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بأنه سيشكل حكومة فى الخرطوم، حيث تشير تقارير كثيرة أنه يحكم سيطرته على مناطق كثيرة من العاصمة.
ما يحدث فى السودان حرب عبثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والسؤال أين هى أحزاب وقوى الشعب السودانى، أليسوا قادرين على التوحد وأن يقولوا لكل المتحاربين كفى دمارا وخرابا للسودان؟!
أين هى قوى الحرية والتغيير التى كانت قادرة على حشد الملايين وأسقطت عمر البشير، وأجبرت البرهان عن التراجع عن كثير من قراراته؟ لماذا لا يخرج الشعب السودانى ويقول لهؤلاء المجرمين: كفى؟!

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب الخرطوم يحترق قلب الخرطوم يحترق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab