الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل

الإرهابيون العرب.. كيف خدموا إسرائيل؟

الإرهابيون العرب.. كيف خدموا إسرائيل؟

 العرب اليوم -

الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

السلبيات والخسائر والأضرار التى نتجت عن التطرف والتشدد باسم الدين الإسلامى الحنيف كثيرة. لكن إحداها فى منتهى الخطورة ولا يتوقف عندها الكثيرون، وهى أن هذه التنظيمات صرفت أنظار بعض المصريين والعرب ولا أقول كلهم عن رؤيتهم للتطرف والاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة واعتداءاته المستمرة على سوريا ولبنان.
تذكرت هذا الأمر وأنا أتابع ردود بعض المصريين والعرب على حادث الشرطى المصرى الشهيد محمد صلاح الذى اجتاز الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة لمطاردة مهربى المخدرات وخلال المطاردة وتبادل إطلاق النار لقى ثلاثة من جنود الجيش الإسرائيلى مصرعهم إضافة إلى استشهاد الجندى المصرى فجر السبت الماضى. وما سبق هو رواية المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة المصرية، فى حين أن إسرائيل تقول إن الجندى قتل الإسرائيلين عامدا متعمدا.
منذ نكبة فلسطين فى ١٥ مايو ١٩٤٨ وزرع إسرائيل فى المنطقة فإن غالبية المصريين والعرب كانوا يتعاملون مع إسرائيل باعتبارها العدو الرئيسى وربما الوحيد، وأن الصراع معها صراع وجود وليس حدود. كانوا يعرفون ذلك من الواقع الذى يعيشونه ومن الدراما والأفلام السينمائية ووسائل الإعلام المختلفة ومن المناهج فى المدارس والجامعات ويقال إن بعضها تغير أخيرا.
ورغم أن إسرائيل وقعت اتفاقيات سلام مع مصر عام ١٩٧٩ ومع الأردن عام ١٩٩٤، وكذلك اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين عام ١٩٩٣، لكنها ظلت اتفاقيات بين حكومات، فى حين أن المشاعر الشعبية العربية تجاه إسرائيل ظلت كما هى وفرضت مصطلحات مثل رفض التطبيع و«السلام البارد».
لكن هذه المشاعر بدأت تشهد تغييرات إلى حد ما، لأنه وفى العقود الأخيرة بدأت التنظيمات المتطرفة تحارب حكوماتها وشعوبها بزعم أنهم يريدون تطبيق الإسلام.
بعض هذه التنظيمات سمى نفسه «أكناف بيت المقدس» و«سرايا بيت المقدس» و«جيش القدس»، لكن المفارقة أنها وبدلا من أن تتجه إلى فلسطين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى الذى يحتل ويدنس القدس والمسجد الاقصى كل يوم، استداروا وقرروا محاربة الجيش والشرطة والشعب المصرى.
ومنذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فإن كل الشهداء الذين سقطوا فى مصر، لم يسقطوا برصاص إسرائيل، ولكن برصاص متطرفين وتكفيريين يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون.
ونتدكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف فى ٢٧ أبريل ٢٠٢٢ أن ضحايا الإرهاب فى مصر منذ ٣٠ يونيه ٢٠١٣ بلغ 3277 شهيدا، و12 ألفا و280 مصابا».
فى حين أن عدد الضحايا فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ربما تجاوز مئات الآلاف.
والسؤال ماذا يعنى ذلك؟ يعنى ببساطة أن الأجيال الجديدة من المصريين والعرب صاروا يتعاملون مع مصطلح شهيد باعتباره الشخص الذى سقط برصاص المتطرفين وليس برصاص الإسرائيليين.
صحيح أن الحادث الأخير فى سيناء كشف عن أن مشاعر غالبية المصريين تجاه إسرائيل ما تزال سلبية بسبب ممارساتها العنصرية والعدوانية ضد الفلسطينيين، لكن استمرار العمليات الإرهابية من قبل المتطرفين باسم الدين الإسلامى سيعنى أن الأجيال الجديدة قد تنسى أن العدو هو إسرائيل.
نعرف أيضا أن أعمال العنف والإرهاب التى ارتكبتها التنظيمات الإرهابية خصوصا داعش فى العراق وسوريا وليبيا وبوكو حرام فى نيجيريا قد جعلت إسرائيل تطلب من دول عربية أن يصطفوا فى خندق واحد لمواجهة التطرف، وللأسف فإن هذه «الكوميديا السوداء» صدقها البعض فى المنطقة والعالم.
والسبب أن التفجيرات والأحزمة الناسفة وعمليات الذبح كما رأينا فى ليبيا ضد ٢١ مصريا قبطيا أو ضد الطيار الأردنى معاذ الكساسبة وخطف الأزيديات فى العراق والفتيات فى نيجيريا، أعطى الفرصة لإسرائيل لأن تزعم أن إرهابها أخف وطأة من إرهاب داعش. ولذلك لم يكن غريبا أن تسعد وتفرح إسرائيل بطرق مختلفة بعمليات داعش، بل وهناك من يتهمها بدعم غير مباشر لهذه التنظيمات، باعتبار أنها المستفيد الأكبر من كل ما فعلته داعش وأمثالها.
إذن الإرهابيون والمتطرفون قدموا خدمة مجانية لا تقدر بثمن لإسرائيل، لأنهم جعلوا البعض لا يركز كثيرا على التطرف والإرهاب الإسرائيلى المتخفى أحيانا فى ثوب ناعم خصوصا لدى وسائل الإعلام الغربية.
بالتالى ورغم كل الجرائم الإسرائيلية فى السنوات الأخيرة خصوصا فى الضفة وغزة وسوريا والقدس المحتلة، فإن المتطرفين العرب جعلوا الكثيرين ينظرون لجرائمهم وينسون إسرائيل حتى لو بصفة مؤقتة.
هل أدركنا الآن مدى خطورة ما فعله الإرهابيون والمتطرفون ضد مجتمعاتهم، وكيف أنهم قدموا خدمات مجانية لا تقدر بثمن لإسرائيل، وربما يكون بعضهم قد قبض الثمن؟!

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab