الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية

الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية

الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية

 العرب اليوم -

الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الجمعة الماضى تفاجأ كثيرون، باتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات بينهما بوساطة صينية.

التقييم التالى عن أبرز الرابحين من هذه المصالحة يستند لفرضية أن البلدين سيتوقفان عن التدخل فى شئون بعضهما ، خصوصا التدخل الإيرانى فى مناطق التوتر مثل اليمن ولبنان وسوريا والخليج.

وإذا خلصت النوايا، ولم تحاول القوى الخاسرة عرقلة المصالحة فإن الرابح الأول سيكون شعوب المنطقة وشعبى البلدين. المصالحة تعنى أن تتفرغ الدولتان للتنمية وتحسين حياة مواطنيها بدلا من التوسع فى شراء الأسلحة التى تلتهم جزءا كبيرا من ميزانيتى الدولتين.

الكاسب الأكبر الثانى سيكون الشعب اليمنى لأنه من المنطقى أن تنعكس هذه المصالحة، على الحرب اليمنية باعتبار أن السعودية هى الدعم الأول والأكبر للشرعية اليمنية، وإيران هى الداعم الأول والأكبر لجماعة الحوثيين التى تسيطر على أجزاء مهمة من الأراضى اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء.

لو أن هذه المصالحة ادت الي اتفاق حقيقى فى اليمن فستكون قد حققت إنجازا كبيرا.

الكاسب الثالث ستكون سوريا، فإيران هى الداعم الثانى بعد روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد ولديها قوات وميليشيات هناك، والسعودية ساندت فى بداية الأزمة السورية القوى المناوئة للحكومة، لكنها وبعد الزلزال الأخير لمحت إلى إمكانية عودة سوريا للجامعة العربية.

وبالتالى فإن هذه المصالحة قد تسرع من إمكانية عودة سوريا للجامعة، وبدء إنهاء المأساة السورية المستمرة منذ مارس ٢٠١١.

الكاسب الرابع سيكون لبنان، فإيران هى الداعم الأول والأكبر لحزب الله صاحب الكلمة العليا فى السياسة اللبنانية منذ اغتيال رفيق الحريرى عام ٢٠٠٦، والسعودية كانت المتضرر الأكبر من هذا الحادث باعتبارها الداعم الأكبر لآل الحريرى، ولسنة لبنان الذين تضرروا هم وغالبية الطائفة المسيحية من هيمنة حزب الله على القرار السياسى والأمنى. هذه المصالحة الأخيرة قد تساهم بقوة فى بدء حل المعضلة اللبنانية التى كانت آخر تجلياتها الشغور الرئاسى بعد نهاية فترة الرئيس ميشال عون ورفض السنة وغالبية الموارنة لمرشح حزب الله سليمان فرنجية، إضافة للمساهمة فى حل المشكلة الاقتصادية هناك والتى تفاقمت بشكل يصعب تخيله.

الكاسب الخامس سيكون العراق، لأن هذه المصالحة قد تلعب دورا فى التقريب بين القوى المدعومة من إيران التى صارت اللاعب الأكبر فى الساحة العراقية منذ الغزو الأمريكى عام ٢٠٠٢. وبقية القوى السياسية خصوصا السنة وبعض القوى الشيعية التى تريد أن يعود العراق فاعلا أساسيا فى المنطقة العربية بدلا من محاولات البعض جعله تابعا لإيران.

وللموضوعية فإن الحكومات العراقية الأخيرة خصوصا حكومتى مصطفى الكاظمى ومحمد شياع السودانى تحاول جاهدة الانفتاح على العالم العربى، ولعبتا دورا مهما فى الوساطة بين السعودية وإيران، لكن من المفارقات أن الأضواء كلها ذهبت للصين التى استضافت المفاوضات الأخيرة والتى أثمرت عن إعلان المصالحة من بكين وليس من بغداد أو العاصمة العمانية مسقط.

الكاسب السادس هو شعوب ودول الخليج التى عانت كثيرا من محاولات الهيمنة الإيرانية المتتالية، واضطر بعضها إلى طلب الدعم والحماية من قوى إقليمية ودولية مختلفة لمواجهة التهديدت الإيرانية.

المصالحة يفترض أن تقود لمصالحات أخرى كثيرة أهمها المصالحة الإيرانية مع الإمارات، ورغم استئناف العلاقات بين طهران وأبوظبى لكن المصالحة الأخيرة قد تنزع الفتيل المشتعل دوما على خلفية أزمات كثيرة أهمها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة وهى طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.

كما قد تساهم فى تحسين العلاقات المتوترة دوما مع البحرين، حيث كان لإيران دور كبير فى زعزعة الاستقرار بدعم بعض القوى الموالية لها، خصوصا بعد عام ٢٠١١، وهو الأمر الذى أدى لتدخل سعودى فاعل أوقف المخطط فى لحظة فاصلة.

وربما تؤدى هذه المصالحة إلى التسريع من عودة العلاقات بين مصر وإيران المقطوعة منذ قيام ثورة إيان عام ١٩٧٩، خصوصا أن أحد أسباب استمرار قطع العلاقات كان الاعتراض المصرى على التدخل الإيرانى فى شئون دول الخليج.

وبالطبع فإن أحد أكبر الرابحين هو الصين، التى نجحت فى إنجاز هذه المصالحة مدشنة بداية دور عالمى فاعل لها فى منطقة كانت حكرا على الولايات المتحدة وقبلها بريطانيا، ولهذا الموضوع نقاش لاحق. أما الخاسرون من المصالحة فيستحقون مقالا مستقلا إن شاء الله.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab