تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

 العرب اليوم -

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار

بقلم - عماد الدين حسين

ماذا لو استمر الصراع العسكرى فى السودان بوتيرته الحالية ولم يتمكن أى من الطرفين من حسم الأمور لصالحه سياسيا وعسكريا؟.

سؤال يشغل ويفترض أن يشغل بال الجميع. خصوصا أن تداعيات استمرار الصراع المسلح فى السودان ستكون له عواقب وخيمة على كافة المستويات. واليوم سوف نحاول تسليط الضوء على جانب واحد منها وهو مدى تأثر الدول المجاورة للسودان بهذا الصراع.

السطور التالية ليست كلامى ولكنها تعليق سريع كتبه السفير المتميز وعضو فى مجلس الشيوخ عمرو حلمى، على جروب يضم نخبة متميزة من الدبلوماسيين السابقين وبعض الشخصيات العامة وقد استأذنت معالى السفير فى نشر ما قاله والتعليق عليه.

يقول السفير عمرو حلمى:
«للسودان حدود مباشره مع ٧ دول من المتوقع أن تتأثر جميعها بالأوضاع الخطيرة والمتردية التى يشهدها السودان سواء من خلال تفاقم تدفق اللاجئين أو تصاعد الإرهاب والأصولية والتطرف أو تزايد الصراعات الإثنية والعرقية القائمة فى مجموعة من الدول المجاورة التى لا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار الداخلى، فجمهورية جنوب السودان التى انفصلت عن السودان عام ٢٠١١ لا تزال تعانى من صراع داخلى بين قبائل الدينكا والنوير.

أما بالنسبة لجمهورية إفريقيا الوسطى الواقعة فى الجنوب الغربى فبالإضافة إلى الأزمة العرقية والدينية التى تشهدها فهناك تواجد نشط لقوات «فاجنر» الروسية.

وفيما يتعلق بتشاد فبعد مقتل رئيسها إدريس ديبى قبل عامين فإن أعدادا كبيرة من المتمردين لديهم دراية بالأوضاع فى دارفور بغرب السودان التى تشهد اقتتالا متزايدا بين طرفى الصدام العسكرى ونزوحا جماعيا للسكان.

أما بالنسبة لإريتريا الواقعة فى الشرق فحالة الفقر المدقع السائدة فيها تدفع أعدادا غفيرة من مواطنيها إلى الهجرة عبر السودان إلى ليبيا أملا فى الوصول عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.

وفيما يتعلق بإثيوبيا فقد شهدت منطقة حدودها المشتركة مع السودان مصادمات عسكرية فى منطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، وكان ذلك فى عام ٢٠٢١، تضاف إلى حالة الاستقرار الهش الذى تشهده إثيوبيا، حتى بعد هدوء النزاع الداخلى فى إقليم التيجراى.

أما فيما يتعلق بليبيا فهى الأخرى تعانى من صدام داخلى حولها بالفعل إلى دولة مقسمة لا تزال تشكل المعبر الرئيسى للهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا.

وتأتى الأحداث الجسام التى يشهدها السودان الآن لتضيف عامل تعقيد إضافيا لمجمل الأوضاع التى تشهدها الغالبية العظمى من الدول المجاورة مباشرة للسودان بكل صراعاتها الداخليه الإثنية والعرقية والسياسية والتى تتزامن مع الخلاف القائم حول مياه النيل.

انتهى كلام وتعليق السفير عمرو حلمى وأضيف عليه أن أطرافا سودانية كانت متداخلة فى العديد من مشاكل وأزمات دول الجوار. وتابعنا جميعا الاتهامات الموجهة لميليشيا الدعم السريع بسبب ما قيل عن تدخلها فى تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى وبالتالى فالمتوقع إذا استمر الصراع أن تقوم بعض الجيوش والتنظيمات والميليشيات والجماعات المسلحة فى دول الجوار بالتدخل فى الشئون السودانية لنصرة هذا الطرف أو ذاك. وإذا حدث ذلك فإن الأزمة سوف تشهد مزيدا من التعقيد والتمدد والانتشار ما يسمح بتوفير أجواء مثالية للتنظيمات الإرهابية ودعاة الفوضى ناهيك عن الدول التى لا تريد للسودان أن يستقر ويتقدم.

طبعا هناك دولة جوار مهمة جدا للسودان لم يشر إليها السفير بوضوح فى تعليقه على الجروب وهى بلدنا مصر.

والمؤكد أننا ربما نكون الأكثر تضررا من هذا الصراع خصوصا إذا استمر وتوسع بحكم العلاقات الكبيرة والمتشعبة والتاريخية بين البلدين. وبالتالى فهذا الموضوع يحتاج اهتماما وبحثا وتنقيبا شاملا عن كل تفاصيله واحتمالاته من كل المسئولين والخبراء وذوى الشأن حتى نستطيع مواجهته وتحييد آثاره أو على الأقل تقليل أضراره إلى أدنى مستوى ممكن.

حفظ الله مصر والسودان من كل سوء

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار تأثيرات الأزمة السودانية على الجوار



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab