مغزى إفطار المطرية

مغزى إفطار المطرية

مغزى إفطار المطرية

 العرب اليوم -

مغزى إفطار المطرية

بقلم - عماد الدين حسين

إفطار المطرية الرمضانى، ليس «مائدة رحمن» للفقراء، ولكنها عزومة أهل المطرية بأنفسهم ولأحبائهم.

من الواضح أن «إفطار المطرية» الذى يقام فى عزبة حمادة صار طقسا سنويا يشبه الظاهرة للدرجة التى يتحدث عنه كثيرون من أول وسائل التواصل الاجتماعى والكُتاب والمحللين، نهاية بسفراء أجانب ووسائل إعلام عالمية.

ومن المهم أيضا الإشارة إلى أن هذا الإفطار تجاوز فكرة العزومة والكرم الشعبى إلى إعادة الاعتبار لفكرة المجتمع الأهلى والمدنى، التى تستطيع أن تقف بجوار الدولة وتسندها وتدعمها وتكملها فى العديد من المجالات.

وقبل أن نسترسل فى المعانى الجيدة لهذا الإفطار، فمن المهم الإشارة إلى أن هذه المائدة العامرة بدأت عام ٢٠١٣ بخمسة أشخاص فقط من الجيران كانوا يتبادلون الإفطار أمام منزل أحدهم، ثم بدأ الموضوع يتسع إلى أن وصل إلى أكثر من خمسة آلاف شخص، وفى بعض الروايات إلى ثمانية آلاف شخص. هونج جين ووك السفير الكورى الجنوبى فى تغريدة مهمة له قبل أيام على تويتر، قال نصا: «لقد كان إفطارا رائعا حقا ولا ينسى فى المطرية، لقد كانت طاولة طويلة بشكل لا يصدق، وطعاما مصريا لذيذا، وكان هناك ٨٠٠٠ آلاف شخص سعداء بالمشاركة فى الطعام والكلام بغض النظر عن جنسيتهم أو جنسهم أو مهنتهم أو أعمارهم، رمضان فى مصر مميز.. وأنا أسعد سفير كورى فى العالم».

وربما الطريقة التى يقوم فيها أهالى عزبة حمادة بالمطرية بالإعداد لهذا الإفطار الذى يتم تنظيمه يوم ١٥ رمضان من كل عام، تكون ملهمة لكثير منا كمصريين فى نمط الحياة، ليس فقط فى إفطار رمضان، ولكن فى العديد من مجالات الحياة. وهى تجسيد حى لفكرة التعاونيات والتشاركات والمودة والرحمة والتواصل التى أوصى بها الإسلام، وكذلك سائر الأديان السماوية، بل والعقائد والأفكار البشرية.

الخمسة الذين بدأوا هذه الفكرة الملهمة من أهالى عزبة حمادة هم: إيهاب الشحات ومصطفى عزت وعبدالفتاح حسن وإيهاب أنور وأولهم كان أحمد رضوان الشهير بـ«شيكا» وعمره أربعون عاما، وحصل على إجازة ثلاثة أيام من عمله للمساعدة فى عمليات تجهيز الإفطار.

المساعدة يقوم بها كل أهالى الشارع والمنطقة، وكل يساهم بالقدر الذى يستطيعه. وهناك من يتطوع خصوصا الأطفال لتنظيف الشارع، ومن يتطوع لطلاء الجدران أو تركيب الزينة الرمضانية الشهيرة، ومن يتطوع بالوقت أو المجهود، أو المال.

كل أسرة فى المنطقة طبقا لما يقوله أحمد رضوان لموقع «مصراوى» تجهز أكلة معينة حسبما يتم الاتفاق، وبعض الأسر تأتى بالمأكولات بصورة عشوائية والعديد من رجال المنطقة يحصلون على إجازات تتراوح بين يوم وأسبوع من أجل إخراج هذا اليوم فى أحسن صورة. المائدة التى كان عليها خمس أسر فقط أمام أحد منازل الشارع، تجاوزت هذا العام أربعة شوارع كاملة، ولم يعد قاصرا على أهالى عزبة حمادة، بل العديد من سكان المطرية وكل من يريد الحضور وصارت تجتذب العديد من نجوم المجتمع، وأصبح الموعد ثابتا عند ١٥ رمضان حتى يوفق الجميع أوضاعه على هذا اليوم.

مرة أخرى ما يحدث فى المطرية ليس مجرد مائدة إفطار يقدمها الأغنياء للفقراء. وليست هى الأطول أو الأضخم أو الأكبر كما يحلو للبعض أن يتحدث عن الأرقام القياسية، ولكنها أعمق من كل ذلك بكثير.

موائد الرحمن مهمة جدا وتكافلية خصوصا فى هذا الشهر الكريم، لكن ما يفعله أهالى المطرية يعيد التأكيد على أهمية دور المجتمع المدنى والأهلى فى تقديم العديد من الأفكار المختلفة، التى يمكن أن تساعد الدولة والمجتمع بأكمله فى التغلب على كثير من المشاكل والتحديات.

وحسب تعبير الزميل العزيز محمد أمين فى مقاله بـ«المصرى اليوم» يوم الإثنين الماضى فإن أهالى المطرية لم يكونوا يبحثون عن الأضواء، ولا يعرفون بعضهم البعض، ولكنهم يجلسون على مائدة واحدة، ويقدمون صورة لمصر لا يمكن أن تنسى بسهولة. المائدة أكبر دليل على الرغبة فى تقاسم اللقمة والتكافل والتراحم وتؤكد معدن المصريين فى الكرم والإيثار خصوصا فى فترات الأزمات الاقتصادية».

الشكر واجب لكل من ساهم فى مائدة المطرية أو أى مائدة مماثلة فى أى مكان بمصر، لأنه يؤكد أن هذا الشعب بخير وقادر على تقديم أفكار بناءة وعملية. المهم أن نحسن توظيفها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى إفطار المطرية مغزى إفطار المطرية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab