4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده

4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده

4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده

 العرب اليوم -

4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده

بقلم: عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان «الحكومة والفلاحون والقمح.. الآجل والعاجل»، ورغم أننى سعيت أن أكون موضوعيا قدر الإمكان، إلا أن البعض رأى أننى لم أنصف الفلاحين. رغم أننى قلت فى آخر المقال «إن الحكومة وهى تحاول تأمين القمح المخصص للخبز المدعم، عليها ألا تتصادم مع الفلاحين، وأن تتعامل معهم بهدوء، والأهم أن تفكر فى استراتيجية دائمة للتعامل مع الفلاحين شعارها الأساسى: «كيف تدعم الفلاحين والمزارعين بصورة جادة تجعلهم يقبلون على الزراعة، ولا يهربون منها، حتى لا نكتشف أننا كنا ندعم المزارعين الأجانب على حساب أولاد بلدنا».
إذا هذا كلام واضح لا لبس فيه بضرورة الانحياز إلى مصالح الفلاحين دون التغول على حق الدولة فى تأمين احتياجاتها من القمح المخصص للخبز المدعم ويبلغ نحو ٩ ملايين طن، الأمر الذى اضطرها بصورة استثنائية أن تفرض على كل فلاح توريد ١٢ إردبا من كل فدان مزروع بالقمح، مع زيادة سعر الإردب إلى 855 جنيها للإردب مع بعض الحوافز الأخرى، ولكن يظل هذا السعر بطبيعة الحال أقل من السعر العالمى.
الزميل الإعلامى محمد أبورحاب بعث لى رسالة مطولة على الواتس آب جاء فيها:
قرأت مقالك عن توريد القمح، ومع احترامى لما جاء فيه، وهو حقيقة ألمسها بنفسى لكونى من الريف، وعندى أرض، لكن يجب علينا التعامل على الفلاح البسيط وهذه بعض الملاحظات:
أولا: المزارع لم يزرع قمحا لأن الحكومة لم تحدد سعره إلا قبل موسم الحصاد بأيام قليلة، وكان الأولى أن يتم الإعلان عن سعره قبل زراعة القمح، أى فى منتصف أكتوبر، وبهذا نوفر الحافز للفلاح لزراعة القمح، بدلا من المحاصيل الأخرى الأكثر ربحية.
ورغم اتفاقى مع الفكرة العامة بضرورة الإعلان عن السعر قبل زراعة المحصول، إلا أننى لا أعرف من أين جاء الزميل العزيز بأن الفلاح لم يزرع القمح، والسبب ببساطة أن وزارة الزراعة أعلنت أن إجمالى المساحة المزروعة قمحا، بلغت نحو ٣ ملايين و٦٥٩ ألف فدان، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالى إنتاجية المحصول هذا الموسم نحو ١٠ ملايين طن وهى مساحة أكبر مما كان مزروعا فى الأعوام الماضية.
فى ملاحظته الثانية يقول أبورحاب، إن ما حددته الحكومة بتوريد ١٢ إردبا للفدان، رقم كبير لأن نسبة قليلة من أراضى القمح هى التى يتجاوز إنتاجها عشرين إردبا والنسبة الأكبر لا يتجاوز إنتاجها عشرة أرادب. ولا أعرف مدى دقة هذا الكلام لكن حتى لو افترضنا صحته، فقد فات الوقت، لأن موسم التوريد بدأ بالفعل، وعدد كبير من الفلاحين التزم بالنسبة المطلوبة للتوريد، بل إن محافظة المنيا على سبيل المثال حققت المستهدف منها بنسبة ١٠٠٪.
وفى الملاحظة الثالثة يقول أبورحاب: ينبغى على وزارة الزراعة العمل من الآن على توفير حوافز للمزارعين لتفضيل زراعة القمح، وذلك من خلال توفير التقاوى الجيدة ذات الإنتاجية العالية، والميكنة الزراعية بأسعار معقولة، علما بأن غالبية المعدات فى رأى الزميل «قد أكلتها البارومة والصدأ»، كما أن فكرة الإرشاد الزراعى غير موجودة تقريبا. وأنا أؤيد هذه الملاحظة بلا تحفظ وأظن أننى ختمت بها مقالى السابق بوضوح.
وفى ملاحظته الرابعة يقول الزميل العزيز إن فدان القمح الجيد يحتاج إلى «٦ شكاير أسمدة» فى حين أن ما تقدمه الجمعية الزراعية للفلاح لا يتجاوز ثلاث شكائر، وبالتالى فإن المزارع يضطر لشراء ثلاث شكائر أخرى بأسعار مضاعفة من السوق الحرة. كما أن وزارة الزراعة تستطيع توفير المبيدات الجيدة والمضمونة للفلاح لمقاومة الحشائش.، ولا تجعله فريسة لبعض المبيدات المغشوشة فى الأسواق.
هذه هى الملاحظات الأربعة التى أرسلها لى الزميل العزيز وتقريبا أوافقه الرأى على معظم ملاحظاته، مع تحفظات بسيطة وهامشية، ومرة أخرى، أعيد التأكيد أننى كتبت فى هذا المقال، وفى مقالات أخرى سابقة أن الأولى أن تدعم الحكومة الفلاح والمزارع المصرى، وأن تغريه بكل أنواع الإغراءات ليفضل زراعة القمح، لأنه لا يعقل أن يقوم الفلاح بزراعة محصول يجعله يخسر، أو فى أفضل الأحوال لا يحقق له مكاسب، أو مكاسب ضئيلة. فى هذه الحالة سيقول لماذا أزرع وأخسر، فى حين يمكننى أن أضع فلوسى وديعة فى البنوك وأحصل على ١٤٪ و ١٨٪؟!.
الموضوع متشابك ويحتاج نقاشات متعددة.

 

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده 4 ملاحظات على قضية زراعة القمح وتوريده



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab