7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة

7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة

7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة

 العرب اليوم -

7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة

بقلم : عماد الدين حسين

بالأمس كتبت فى هذا المكان تحت عنوان: «إسرائيل وحماس.. من انتصر ومن انهزم؟»، وعرضت فيه للآراء المتطرفة فى كل جانب سواء الذين يرون هذا الطرف انتصر أو انهزم بصورة كاسحة.

واليوم سأحاول أن أفصل وأشرح الفكرة بصورة عملية وأغلب الظن أن هذا الكلام لن يعجب أى طرف يرى أنه انتصر انتصارا كاسحا، ولن يعجب أصحاب الآراء المتطرفة فى كل مكان، ولن يعجب أى شخص قرر أن يعطى عقله إجازة.

بطبيعة الحال فإن قادة أى طرف سواء كانوا فى إسرائيل أو المقاومة الفلسطينية سيقول لأنصاره: «لقد انتصرنا انتصارا كاسحا وإن الطرف الثانى انهزم هزيمة نكراء».

لن يخرج أى قائد ليقول لأنصاره: «لقد انهزمنا، ولقد أخطأنا، ولقد فشلنا، والحل أن نترك المجال ونتنحى جانبا لنعطى الفرصة لأجيال وأفكار أخرى لعلها تحقق ما فشلنا فيه».

 وللموضوعية فهذا التفكير ليس اختراعا جديدا يخص حماس وحكومة الليكود المتطرفة، بل هو نمط قديم من التفكير منذ خلق الله الأرض، وحتى تقوم الساعة، باستثناءات قليلة يخرج فيها نبلاء وشجعان يعترفون بأخطائهم ويقبلون المحاسبة، ويتقبلون العقاب.

ما لا يختلف عليه اثنان هو أن التقييم الفعلى يكون على أساس النتائج السياسية المتحققة على الأرض، وهذا الأمر لن يتحقق بين يوم وليلة.

نعلم جميعا أن مصر وسوريا وفلسطين تلقت هزيمة صعبة جدا فى 5 يونيو 1967، واحتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان وأراضى أردنية وكل الضفة الغربية وقطاع غزة.

ووقتها سمعنا وقرأنا من يزعم أننا لم ننهزم مادام الرئيس جمال عبدالناصر لا يزال فى الحكم، وأن الهدف الجوهرى لإسرائيل وقتها هو القضاء عليه. فى حين أننا لا نزال نعانى من آثار هذه الهزيمة المريرة حتى بعد 58 عاما من وقوعها.

فى عام 1982 اجتاحت إسرائيل لبنان واحتلت بيروت وأجبرت منظمة التحرير الفلسطينية على الخروج إلى تونس، هذه نتيجة سياسية مهمة لأنها أفقدت المنظمة الساحة الأهم التى كانت تواجه فيها إسرائيل.

الآن دكت إسرائيل قطاع غزة وجنوب لبنان وقتلت وأصابت مئات الآلاف واغتالت كبار قادة حماس وحزب الله، وأسهمت فى إسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا، ودمرت جانبا كبيرا من منظومة الدفاع الجوى الإيرانى.

عدد كبير من أنصار المقاومة الفلسطينية لا يعترف بكل ذلك ويقول إن التقييم الموضوعى لا ينبغى أن يقاس بعدد القتلى من العدو المتجبر، لأن معارك التحرر تحتاج إلى تضحيات كبيرة، وهذا من حقه.

وبالتالى فإن المعيار الرئيسى للحكم الحقيقى على نتائج هذه المعركة هو الإجابة العلمية عن هذه الأسئلة الجوهرية فى الأيام والأسابيع المقبلة.

السؤال الأول: هل نتائج عملية طوفان الأقصى سوف تساعد على التسريع بإقامة الدولة الفلسطينية، أم العكس؟

لا يهمنا هنا  بقاء نتنياهو وحكومته أم لا، وهل سيتم سجنه أو حتى اعتقاله ومحاكمته، وما يهمنا: هل ستقبل إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية أم تستمر فى تهويد الأرض؟

السؤال الثانى: هل ستظل حركة حماس قوية فى قطاع غزة وتستمر فى إدارته كما كان الأمر حتى صبيحة 7 أكتوبر 2023 أم لا؟

السؤال الثالث: هل ستقبل حركة حماس رقابة دولية على وجودها فى غزة وإدارة شئون القطاع أم لا؟

السؤال الرابع: هل سيتمكن الفلسطينيون سواء كانوا من حماس أو السلطة الفلسطينية من تدبير التمويل اللازم لإعادة إعمار القطاع شبه المدمر أم لا، وما هى الأطراف التى ستقبل ضخ حوالى مائة مليار دولار فى هذه العملية، وهل سيقبلون ذلك فى ظل رفض إسرائيل التوصل لسلام عادل ودائم؟

السؤال الخامس: ما هو مستوى رضاء غالبية سكان قطاع غزة عن نتائج عملية طوفان الأقصى، هل هم سعداء وراضون أم ساخطون، وهل يمكن إجراء قياس استطلاع رأى حقيقى فى قطاع غزة على غرار ما هو موجود فى إسرائيل؟ حيث عرفنا مثلا أن 52‎%‎ من مؤيدى الحكومة يؤيدون اتفاق وقف إطلاق النار، وأن 90‎%‎ من مؤيدى المعارضة الإسرائيلية يؤيدون الاتفاق، وهناك استطلاعات رأى دائمة شبه أسبوعية فى إسرائيل توضح لنا اتجاهات الجمهور الإسرائيلى فيما يتعلق بالحكومة والعديد من القضايا.

السؤال السادس: هل حجم التضحيات التى قدمها الشعب الفلسطينى يتناسب مع ما تم تحقيقه سياسيا.

والسؤال الأهم هنا: ما الذى حققته عملية طوفان الأقصى سياسيا؟

السؤال السابع: هل يمكن الرهان على أى دعم عربى أو دولى لمساعدة الفلسطينيين فى صراعهم المستمر بعيدا عن لغة الشجب والإدانة؟

الأسئلة السابقة معظمها يخص المقاومة الفلسطينية وهناك بالطبع أسئلة أخرى مهمة تخص الجانب الإسرائيلى أهمها أنه صحيح دمر معظم القدرات لكن هل يمكنه أن يستمر فى الوجود بالقتل والتدمير والعنصرية، وهل سيضمن الدعم الأمريكى والغربى اللامحدود طوال الوقت، بل هل يضمن استمرار تماسك الجبهة الداخلية والرهان على الانقسام العربى والعجز والتواطؤ الدولى؟

إذا أجاب كل طرف عن الأسئلة بموضوعية فربما سوف ندرك وقتها من الذى فاز ومن الذى انهزم، والعبرة فى النهاية بالنتائج على الأرض وليست العبارات الإنشائية غير القابلة للقياس.

arabstoday

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ترامب في البيت الأبيض... رجل كل التناقضات والمفاجآت!

GMT 14:33 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

شرور الفتنة من يشعلها؟!

GMT 14:21 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الإسلام السياسي.. تَغيُّر «الجماعات» و«الأفكار»

GMT 14:20 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخيم جباليا الذي اختفى

GMT 14:19 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

يد العروبة من الخليج إلى المحيط

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 05:54 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة 7 أسئلة تحدد الفائز والمهزوم في غزة



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab