رسالة من كاتب صحفى كبير

رسالة من كاتب صحفى كبير

رسالة من كاتب صحفى كبير

 العرب اليوم -

رسالة من كاتب صحفى كبير

بقلم: عماد الدين حسين

صباح الإثنين الماضى تلقيت رسالة صوتية من كاتب صحفى كبير، أعتبره واحدا من أهم كتاب الأعمدة فى الصحافة المصرية. الرسالة كانت تعليقا من هذا الصديق على المقال الذى كتبته بعنوان «هذا هو حال بعض الصحفيين».

وسأحاول أن أنقل جوهر رسالة هذا الكاتب وسوف أعقب بعدها، وإلى نص الرسالة:

أتابع بدقة ما أثاره مقالك فى الساحة الصحفية ورأيى أنه فى مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ينبغى أن تتجنب لقمة عيش الصحفيين، وأى حديث أخلاقى أو قانونى أو منطقى أو مهنى. هناك حالات استثنائية فقط هى التى يمكنها أن تطبق هذه القواعد، وسأحكى لك عن حالة كاتب كبير أعرفه جيدا خرج على المعاش قبل سنوات قليلة، ومعاشه من المؤسسة القومية التى كان يعمل بها لا يكفيه أن يضع سيارته فى الجراج، ويدفع لها رسوم التأمين والإصلاح. وإذا أضفت عنصر الوقود للسيارة، فإنه يحتاج لضعف مبلغ المعاش».

الزميل الذى أحكى لك عنه وصل لمنصب مدير تحرير فى مؤسسته، أى إنه الرجل رقم اثنين بعد رئيس التحرير، ومعاشه يفترض أن يكون معقولا، لكنه لا يستطيع أن يواجه نفقات الحياة الكثيرة، فهل يبيع سيارته ليأكل ويشرب ويشترى الأدوية؟!».

ولولا أن هذا الكاتب يستطيع أن يكتب بعض المقالات فى صحف أخرى، ويظهر فى بعض البرامج التليفزيونية، ويتقاضى منها مكافآت، ما تمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاته واحتياجات أسرته. علما بأن ما يتلقاه من الكتابة للصحافة العربية هو ضعف ما يتقاضاه من الصحيفة المصرية التى يكتب فيها، وبالتالى فهو قادر بالكاد على سد حاجاته الأساسية. هذا الزميل وأمثاله قليلون جدا على الساحة، أى القادرون على الحصول على ما يكفيهم بسبب ما يملكونه من مهارات مهنية وقبول شعبى حينما يظهرون على التليفزيون. وبالتالى فالسؤال المنطقى هو: إذا كان هذا هو حال القادر فماذا عن الغالبية العظمى من الصحفيين غير القادرين؟!!.

رأيى أنك حينما كتبت مقالك بـ«الشروق» فقد دخلت فى منطقة صعبة، حينما طلبت من الناس عدم العمل فى مكانين، خصوصا أنك تعلم أن الصحفيين فى غالبية الصحف ومنها الصحف الخاصة يتقاضون ملاميم.
رأيى كصديق محب لك ألا تتحدث فى لقمة العيش، لأنها موضوع شديد الحساسية، والمؤكد أنك لاحظت من الردود على مقالك أن بعض أبناء هذا الجيل صار يتميز بالصدام الذى قد يقترب من «البجاحة» فى مخالفة القواعد المهنية، ووصلوا إلى مرحلة متدنية جدا، فيما يتعلق بالقواعد المهنية، والمؤكد أنك تعرف بحكم عملك كيف تقوم بعض المؤسسات بكتابة خبر عام وتوزعه على مختلف الصحف والمواقع والمنصات وينشر كما هو من دون أن يكلف المحرر نفسه عناء إعادة كتابته أو إضافة شىء جديد له.

على سبيل المثال فلو أن مهرجان قرطاج أو الجونة السينمائى أصدر بيانا، تجده منشورا كما هو على معظم المنصات إلا ما ندر. هناك كسل وموت للمواهب، لكن هناك شىء مهم جدا وهو أن الصحفيين وبسبب أنهم عاجزون اقتصاديا، يبررون لأنفسهم اختراق وتكسير القواعد المهنية. وبالتالى، أتمنى أن تبتعد عن مناقشة هذه القضية، أما الحديث الأخلاقى والمهنى والقانونى للقضية فى ظل معاناة قطاع كبير من الصحفيين يتقاضون أدنى الأجور فى المجتمع فهو أمر صعب».

انتهت رسالة الكاتب الكبير الذى امتدح خلال الرسالة «الشروق» التى يرى أنها تتضمن مقالات رأى ومواد صحفية متميزة.

استأذنت الصديق فى نشر رسالته، لأننى أحترم رأيه، واتفقنا على ألا أنشر اسمه، وهو يرى أننى أخطأت فى نشر المقال الأول.

قلت للصديق خلال المراسلات الصوتية عبر الواتس آب إننى كنت واضحا فى التفريق بين انتقاد سلوك ينتشر ويرى أن الصحفى يمكن أن ينشر المادة نفسها فى أكثر من مكان فى نفس الوقت، وبين الزملاء الذين تضطرهم الظروف للعمل فى أكثر من مكان، لكن من دون تكرار المادة نفسها.

هو يرى ــ وأنا أتفق معه ــ أن الظروف الاقتصادية الصعبة والضاغطة تجعل الكثيرين لا يفرقون بين التفاصيل ويلجأون للهجوم ظنا أن ذلك هدفه التضييق عليهم، وفى هذه الحالة لن يفكروا مطلقا فى أى قواعد مهنية أو أخلاقية، وهنا يكمن الخطر الكبير الذى يهدد ما بقى من سمعة وتأثير للإعلام المصرى، وبالتالى وجب علينا التحرك جميعا للبحث عن حلول لهذه المشكلة.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من كاتب صحفى كبير رسالة من كاتب صحفى كبير



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab