ماذا يريد بايدن من العرب

ماذا يريد بايدن من العرب؟

ماذا يريد بايدن من العرب؟

 العرب اليوم -

ماذا يريد بايدن من العرب

بقلم: عماد الدين حسين

ماذا يريد الرئيس الأمريكى جو بايدن وإدارته وبلاده من العرب، حينما يجتمع منتصف الشهر المقبل مع قادة مجلس التعاون الخليجى ومصر والعراق والأردن منتصف الشهر المقبل فى مدينة جدة السعودية؟

الإجابة المنطقية والواضحة والمعلنة من قبل الإدارة الأمريكية هى أن تضخ الدول العربية النفطية المزيد من البترول الخام فى الأسواق العالمية حتى تتراجع أسعار النفط التى صارت خطرا يهدد استقرار الحكومات الغربية، بل وحزب بايدن الديمقراطى نفسه.
ما هو شبه مؤكد أن آخر ما كان يفكر فيه الرئيس الأمريكى بايدن وإدارته أن يقوم بزيارة السعودية، ويلتقى بالأمير محمد بن سلمان.
نعلم جميعا ما قاله بايدن خلال حملته الانتخابية عن المنطقة وبعض مسئوليها. هو قال علنا إنه سيعمل على أن «يجعل السعودية منبوذة»، متهما الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى بأنه يقف وراء مقتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى مقر القنصلية السعودية فى أسطنبول فى أكتوبر ٢٠١٨، وهو الأمر الذى تنفيه حكومة المملكة بصفة دائمة، ورأينا كيف أغلق الرئيس التركى رجب أردوغان ملف القضية تماما وأحالها للقضاء السعودى، بعد أن ملأ الدنيا ضجيجا، بل وقام بزيارة السعودية قبل أسابيع ويستقبل اليوم محمد بن سلمان فى بلاده.
طبقا لمراقبين وخبراء دوليين كثيرين فإن بايدن اضطر إلى القيام بهذه الزيارة، بعد أن أجمعت غالبية التقارير على أن استمرار ارتفاع أسعار البترول وثباتها تقريبا عند مستوى ما بين ١١٠ و ١٢٥ دولارا للبرميل، قد يكلف الديمقراطيين أغلبيتهم فى الكونجرس خلال الانتخابات التى ستجرى فى نوفمبر المقبل.
وحتى أيام قليلة مضت لم يكن البيت الأبيض يؤكد زيارة بايدن للمملكة، وحتى بعد أن أكدها، كان طوال الوقت ينفى وجود لقاء منفرد بين بايدن ومحمد بن سلمان، لكنه أقر مساء الأحد الماضى وجود هذا اللقاء خلال الزيارة.
بعض التقديرات تقول إن الإدارة الأمريكية شجعت فكرة وجود قمة بين بايدن وقادة تسع دول عربية، للإيحاء للأمريكيين والمعارضين للجولة بأن بايدن ذاهب إلى السعودية من أجل عقد هذه القمة، وليس للالتقاء بمحمد بن سلمان فقط.
لكن المنطق الواضح على الأرض أن المصالح الأمريكية هى التى دفعت بايدن للتخلى عن كل ما كان يرفعه من شعارات ومواقف وتعهدات. وأن هذه المصالح تتطلب أن يزور السعودية ويجلس مع بن سلمان وجها لوجه، ومع بقية القادة العرب حتى يحصل على الثمن الرئيسى لهذه الزيارة، وهو أن تضخ الدول البترولية المزيد من النفط والغاز فى الأسواق العالمية، وبالتالى تبدأ أسعار الطاقة فى التراجع، وهو ما يعنى تحقيق أمرين مهمين جدا، الأول ألا يخسر الديمقراطيون انتخابات الكونجرس المقبلة بسبب التصويت العقابى الناتج عن ارتفاع أسعار الوقود الذى بلغ مستوى قياسيا حيث قفز سعر الجالون فوق حاجز الدولارات الخمسة، فى حين أن سعر الوقود فى ألمانيا وبريطانيا قفز إلى فوق حاجز الدولارين.
زيادة الإنتاج تعنى تراجع الأسعار وهو ما يعنى عدم خسارة الانتخابات فى غالبية البلدان الغربية.
العامل الثانى شديد الأهمية هو أن استمرار زيادة أسعار البترول منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير الماضى استفاد منه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بصورة أساسية، وهو ما يراه الغرب خطرا داهما لأنه يضمن استمرار تمويل الماكينة العسكرية للرئيس فلاديمير بوتين، حيث إن روسيا من أكبر مصدرى النفط والغاز عالميا.
إذا المطلب الأساسى لبايدن خلال الزيارة هو ضخ النفط، وقد يطلب أيضا من السعودية أن تقطع خطوات جادة فى إقامة علاقات مع إسرائيل حتى لو كانت غير معلنة.
وقد يطلب أيضا من البلدان العربية الحاضرة للقمة المزيد من الخطوات لتحسين سجلاتها فى الحريات وحقوق الإنسان، ولو من باب ذر الرماد فى العيون كى يقنع أنصاره ومعارضيه بأن ذهابه للسعودية لم يكن مجانا، والمؤكد أنه سيحاول أن يحشد الدول العربية لتأييد الموقف الغربى ضد روسيا فى الأزمة الأوكرانية فى إطار رغبة كل من الغرب وموسكو حشد العالم خلف وجهة نظره.
هذا هو ما يريده بايدن من العرب خلال قمة جدة، والسؤال الآن: وماذا يريد العرب من بايدن، وهل هناك موقف عربى موحد فى هذا الصدد، أم استمرار نفس الصيغة التى بدأت بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، وهى أن تتفاوض أمريكا مع العرب فرادى وليس مجتمعين؟!.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد بايدن من العرب ماذا يريد بايدن من العرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab