هل نحن متسامحون

هل نحن متسامحون؟!

هل نحن متسامحون؟!

 العرب اليوم -

هل نحن متسامحون

بقلم: عماد الدين حسين

هل المجتمع المصرى متسامح؟!

كان هذا سؤالا أساسيا فى منتدى حوار الثقافات الذى أقامته الهيئة القبطية الإنجيلية فى الأسبوع الماضى تحت عنوان: «التسامح ومواجهة العنف.. من المبدأ إلى التطبيق».

فى رأى الدكتور القس أندريه زكى رئيس الهيئة الإنجيلية فإن المجتمع المصرى متسامح والدليل مسارعة المسلمين لإنقاذ إخوتهم الأقباط داخل كنيسة أبوسيفين خلال الحريق الذى نشب داخلها قبل أيام.

لكن هناك تحديات كثيرة، لا تتعلق فقط بالتسامح، ولكن بخطاب التطرف ليس فقط بين الأديان ولكن داخل كل دين على حدة. النائب محمد عبدالعزيز تساءل خلال اليوم الأول من أعمال المنتدى بقوله: «هل انتهى خطاب التطرف؟»، هو خاطب الحاضرين قائلا هل تتابعون التعليقات على الفتاوى المتسامحة التى تصدرها دار الإفتاء مثلا بشأن العلاقة مع الإخوة الأقباط؟!

أجاب على سؤاله بقوله: عليكم أن تقرأوا هذه التعليقات بتمعن وفى أى اتجاه نذهب؟

كلام عبدالعزيز حقيقى ومهم ويشير إلى كم الغضب والتعصب والكراهية الموجودة بين بعض قطاعات مجتمعنا، فالتطرف وعدم التسامح ليس مقصورا على الأديان ضد بعضها البعض، ولكن داخل كل دين، بل وداخل كل مذهب، وداخل كل جماعة متطرفة. ومن لا يصدق عليه أن يراجع ما يحدث داخل الجماعات المتطرفة والإرهابية والظلامية وكيف انشقت وتشظت وتبادلوا الاتهامات بالفساد والسرقة، بل ووصل الأمر إلى تكفير بعضهم البعض، وهو أمر لا يقتصر على دين واحد بعينه بل فى كل الأديان.

 إذن الإجابة هى أن التسامح موجود داخل المجتمع المصرى، بالفعل، لكن لا ينفى ذلك وجود بعض التحديات فى هذه القضية تتمثل فى وجود متطرفين هنا وهناك.

وهنا ينبغى أن ننشغل بكيفية التصدى لهؤلاء المتطرفين وغير المتسامحين.

نتذكر أن بعض خطباء الجمعة كانوا لسنوات طويلة يذكرون على منابرهم المسيحيين بما لا يحبون من قبيل «اللهم عليك باليهود والنصارى». الآن هذا الخطاب تغير إلى حد كبير، بل إن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال: «ما الذى سوف نخسره إذا قلنا اللهم اشف الجميع بدلا من الدعوة لشفاء المسلمين فقط»؟!.

ولم يكن غريبا أن تحتل هذه المقولة أو المعنى مقدمة الأخبار والقصص فى وسائل التواصل الاجتماعى عقب نهاية الجلسة بقليل.

التسامح يتطلب ألا يصادم صحيح النقل صحيح الفعل، ولكن السؤال المهم هنا هو: أى عقل نريده؟. والإجابة هى العقل الصافى غير المختطف، وليس عقول غالبية الجماعات المتشددة فى كل الأديان والمذاهب التى أوقفت تشغيل عقولها.

وبالتالى فكان مهما أن نسمع خلال هذا المنتدى أننا نحتاج إلى التسامح ليس فقط بين المسلمين والمسيحيين، ولكن داخل كل دين على حدة، وداخل كل جماعة ومؤسسة وهيئة وصولا إلى داخل الأسرة الواحدة، بحيث يصبح التسامح منهج حياة بين الجميع.

 من يتابع حالة المجتمعات العربية، سوف يكتشف أنها تعيش حالات كثيرة من عدم التسامح، لأن الأجيال الجديدة ربما تكون وسائل التواصل الاجتماعى قد لعبت دورا سلبيا فى هذه الظاهرة، وتحولت إلى وسائل تنافر اجتماعى داخل الأسرة الواحدة، حيث إن الجميع موجودون فى المكان الواحد لكن كل شخص صار منعزلا ومتقوقعا مع هاتفه النقال ولا يتحدث مع بقية أسرته.

 إذن هناك العديد من المصريين يؤمنون بالتسامح ويمارسونه بحكم فطرتهم وطبيعتهم وتربيتهم، وهؤلاء نحتاج أن نعظم فيهم قيمة التسامح، وهناك بعض المصريين أيضا لا يؤمنون بالتسامح، وبالتالى علينا أن نبذل كل الجهود الممكنة ــ كل فى مكانه ــ من أجل أن يعودوا لفطرتهم مرة أخرى متسامحين.

علينا أن نركز على الإيجابيات، فالأمم تتقدم بقراءة دقيقة لواقعها ولحظتها الراهنة، وأكبر شىء محبط هو التركيز فقط على السلبيات، فالتفاؤل جزء من تقدم الشعوب. بشرط أن يكون تفاؤلا إيجابيا علميا وواقعيا وليس قائما على الأوهام والتخيلات والتمنيات.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن متسامحون هل نحن متسامحون



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab