نتنياهو والبحث عن صورة نصر صعب

نتنياهو.. والبحث عن صورة نصر صعب

نتنياهو.. والبحث عن صورة نصر صعب

 العرب اليوم -

نتنياهو والبحث عن صورة نصر صعب

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى يسعى إليه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وقادة جيشه وحكومته المتطرفة من وراء السياسات والقرارات والإجراءات المجنونة فى الأيام الأخيرة، والتى وصلت ذروتها باغتيال حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، والعديد من قادة حزبه إضافة إلى تدمير قطاع غزة بصورة شبه كاملة؟!

الإجابة عن هذا السؤال تحتمل العديد من الأهداف والأسباب والاحتمالات الكثيرة، التى يختلط فيها الشخصى بالعام والتكتيكى بالاستراتيجى.

لكن المؤكد أن أحد أهم دوافع نتنياهو من وراء هذا الجنون غير المسبوق أنه يسعى للحصول على أى صورة فعلية ورمزية لنصر كبير يجعل شعبه وخصومه والعالم أجمع ينسون تمامًا صورة هزيمته الاستراتيجية فى 7 أكتوبر من العام الماضى. لكن هذه هى الصورة التى يسعى إليها نتنياهو بكل الطرق، لم يعثر عليها حتى الآن.

نعلم أن المقاومة الفلسطينية نفذت واحدة من أجرأ عملياتها منذ نكبة مايو 1948 التى أدت إلى زرع إسرائيل فى المنطقة.

قبل عام وفى صبيحة 7 أكتوبر 1923 اقتحمت المقاومة الفلسطينية مستوطنات غلاف غزة، وقتلت نحو 1200 مستوطن وجندى إسرائيلى، وأسرت حوالى 250 آخرين، فى عملية جريئة، كانت بمثابة اللطمة والصفعة والصاعقة على وجه إسرائيل، لم تتلقَ مثلها باستثناء نصر أكتوبر المجيد فى 6 أكتوبر 1973، بعبور الجيش المصرى قناة السويس وتلقين إسرائيل وجيشها درسًا لن ينسوه أبدًا.

فى 7 أكتوبر مرغت المقاومة كرامة إسرائيل فى الوحل، خصوصًا حينما بثت صور الاقتحام وعودتها بالأسرى فى فيديوهات لم يتخيل أشد المتفائلين العرب حدوثها.

ولأن الإهانة كانت غير مسبوقة، فقد كان التوحش الإسرائيلى شديدًا، والتدمير الممنهج واضحًا، سعيًا إلى أن ينسى الناس خصوصًا الفلسطينيين مشاهد 7 أكتوبر، لتستقر فى أذهانهم جميعًا صورة التدمير فى غزة وبيروت.

قبل هذه العملية كانت إسرائيل تطرح نفسها وكيلًا وحاميًا لكل من يرغب فى المنطقة فى مواجهة النفوذ الإيرانى، لكن جاءت هذه العملية، لتنسف هذا الوهم الى حد كبير.

تجربة الـ12 شهرًا الماضية قدمت لنا دروسًا كثيرة، منها أن إسرائيل يمكن استنزافها وهزيمتها فعليًا إذا تخلت عنها الولايات المتحدة وأوروبا، وبالتالى فإن الطرف الذى كان يطرح نفسه «فتوة المنطقة» اكتشفنا أنه بحاجة إلى من يحميه!

نتنياهو دمر تقريبًا قطاع غزة، وفى طريقه لتدمير الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت فوق رءوس ساكنيها، لكن هل ذلك سيعطيه صورة النصر الذى يبحث عنها؟!

نتنياهو وجيشه وأجهزة استخباراته تمكنوا من اغتيال العديد من قادة المقاومة سواء فى فلسطين أو لبنان، خصوصًا حسن نصرالله وإسماعيل هنية وفؤاد شكر وإبراهيم عقيل وعلى كركى ووسام الطويل وصالح العارورى وقيادات كثيرة من كوادر المقاومة، لكن مرة أخرى هل يعطى ذلك نتنياهو صورة النصر التى يتمناه؟

الإجابة ببساطة هى لا، لأنه لو كان نتنياهو اقتنع فعلًا أنه حصل على هذه الصورة، فربما كان قد أوقف عدوانه غير المسبوق فى التاريخ الحديث.

نتنياهو يدرك أن منهج التدمير والاغتيالات حتى لو طال القادة، لا تجعله ينتصر أو حتى يزعم أنه انتصر.

نعم نتنياهو وجيشه دمر وخرب وقتل وأصاب مئات الآلاف فى غزة والضفة ولبنان، لكن هذا الجيش يمارس هذه السياسة منذ عام 1948، وما تزال المقاومة مستمرة، ولم يستسلم الفلسطينيون أو اللبنانيون، وقبلهم لم يستسلم المصريون وحرروا أرضهم بالقوة المسلحة، ولولا انتصار أكتوبر 1973 ما تركت إسرائيل سيناء.

التدمير والاغتيالات قد تضعف المقاومة لفترة، وقد تعطى العدو نشوة مؤقتة بالنصر، لكنها لن تجعل إسرائيل تحصل على صورة النصر التى تأملها.

ستحصل إسرائيل على هذه الصورة فقط، حينما يخرج الفلسطينيون ويعلنون أنهم يأسوا من المقاومة وتركوا أرضهم أو رضوا بالذوبان فى الكيان الصهيونى، وبما أن ذلك لم يحدث حتى الآن فإن نتنياهو لم يحصل على صورة النصر التى يريدها، وبالتالى علينا أن نتوقع المزيد من الجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين واللبنانيين وكل من يساند المقاومة.

 

arabstoday

GMT 07:10 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 07:09 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 07:08 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 07:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 06:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 06:55 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 06:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو والبحث عن صورة نصر صعب نتنياهو والبحث عن صورة نصر صعب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
 العرب اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
 العرب اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab