شريف إسماعيل

شريف إسماعيل

شريف إسماعيل

 العرب اليوم -

شريف إسماعيل

بقلم:عماد الدين حسين

رحم الله المهندس شريف إسماعيل وأسكنه فسيح جناته. هذا الرجل أتيح لى أن أقابله كثيرا خلال حضورى الفاعليات الوزارية أو الرئاسية، واقتربت منه، لأدرك فى النهاية أنه كان متميزا فى عمله بالبترول أو رئاسة الحكومة، أو حتى بعد خروجه وتوليه رئاسة اللجنة العليا لاسترداد أراضى الدولة.

فى فترة تولى شريف إسماعيل رئاسة الوزراء، كانت زاخرة، بافتتاح مشروعات أو وضع حجر الأساس لها بصورة تكاد تكون أسبوعية، وبالتالى أتيح لى أن أقترب منه أنا والعديد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين.
الملاحظة الأولى أنه كان شخصية شديدة الهدوء، ومنصتا ومستمعا أكثر منه متحدثا، كان ودودا على المستوى الإنسانى بشكل كبير.
شريف إسماعيل من مواليد ٦ يوليو ١٩٥٥، كان رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، ووكيل وزارة البترول، ثم وزيرا للبترول فى حكومة المهندس إبراهيم محلب من ١٦ يوليو ٢٠١٣، ثم رئيسا للوزراء من ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ وحتى ٧ يونيو ٢٠١٨ وغادر المنصب لأسباب صحية.
هو تولى منصبه الوزارى فى وقت شديد الصعوبة، بعد نجاح ثورة 30 يونيو ٢٠١٣، وتحديات الإرهاب الصعبة.
وأظن أنه نجح نجاحا كبيرا فى وزارة البترول حيث تمكن من سداد جزء كبير من مستحقات شركات البترول الأجنبية التى كانت متوقفة تماما، مما أدى لشلل فى الاكتشافات الجديدة أو تطوير الحقول القديمة.
هذا النجاح هو الذى أدى لتطوير العديد من الحقول، وبالطبع ما كان ذلك سيتم لولا أن الدولة نجحت فى تدبير هذه المستحقات.
هو صاحب البشارة الكبرى التى مثلت أملا كبيرا للمصريين، وهى اكتشاف حقل ظهر للغاز الطبيعى على بعد ٢٠٠ كيلو متر شمال بورسعيد فى البحر المتوسط عام ٢١٥ على يد شركة إينى الإيطالية والذى بدأ إنتاجه عام 2017 باحتياطى يبلغ حوالى ٣٠ تريليون قدم مكعب.
هذا الحقل هو الأكبر فى كل حقول غاز شرق المتوسط، واكتشافه وبدء إنتاجه جاء فى وقت شديد الأهمية لمصر، وساهم فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، بل إن عائدات تصدير الغاز فى الشهور الأخيرة لعبت دورا مهما فى تجنيب مصر العديد من الأزمات التمويلية، ناهيك عن توفير العملة الصعبة للبلاد فى وقت شحت فيها كثيرا، وبالتالى أظن أن بشارة إسماعيل للرئيس السيسى بحقل ظهر والعديد من الحقول الأخرى فى نفس الفترة كانت واحدة من أسباب حب وتقدير الرئيس لشريف إسماعيل.
ومن الغاز إلى الصحافة، فقد كان إسماعيل كان على علاقة طيبة مع الصحفيين والتقى رؤساء التحرير وكبار الكُتاب والإعلاميين أكثر من مرة فى مكتبه فى حوارات ونقاشات ثرية.
وأتذكر أنه فى أحد هذه اللقاءات فى أغسطس٢٠١٦، وقبل أن ندخل إلى قاعة الاجتماعات سألنا عن أسعار ساندوتشات الفول والطعمية، ويومها أجبته بأن متوسط أسعار الساندوتشات يتراوح بين جنيه إلى جنيهين فى المطاعم العادية، والوجبة تتكلف ٨ جنيهات تقريبا، وأن الأسعار تتغير حسب المناطق، وقلت له إن هناك محل فول فى العمارة المجاورة لمجلس الوزراء مباشرة فى شارع القصر العينى وأتناول فيه الأفطار أحيانا لأنه كان قريبا من مقر الشروق.
المهم بعدها بأيام قليلة كتبت مقالا فى هذا المكان عنوانه: «رئيس الوزراء يسأل كم سعر ساندوتش الفول».
وفى أول مرة أقابل رئيس الوزراء بعد هذا المقال، كان عاتبا على اعتبار أن بعض الناس ستفهم أن رئيس الوزراء لا يعرف أسعار أهم وجبة شعبية فى مصر. لكن قلت له إن ردود الفعل على المقال كانت جيدة جدا، وابتسم وانتهى الموضوع.
والموقف الذى لا أنساه مع شريف إسماعيل كان فى ديسمبر ٢٠١٦، يومها كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يفتتح أعمال تطوير المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة فى مرحلته الرابعة. وخلال لقاء الرئيس مع مسئولى المجمع بالداخل. كنا مجموعة الإعلاميين نقف مع بعض الوزراء خارج باب المجمع ومعنا الفريق فخرى محمد العصار رحمه الله. وكان شريف إسماعيل قادما فى اتجاهنا، وفجأة سقط على الأرض مغشيا عليه، جرينا باتجاهه وساعدته على النهوض وأحضرنا له المياه، وتم نقله فورا إلى أحد أقسام القلب بالمستشفى، ثم خرج من المستشفى إلى مكتبه فى هيئة الاستثمار وواصل عمله كالمعتاد.
وبعدها بفترة تجددت الإصابة ونُقل إلى الخارج للعلاج، وتولى الدكتور مصطفى مدبولى مهام منصبه بالنيابة، وكان ذلك فى ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧، حتى تم اختياره رسميا رئيسا للوزراء فى ٨ يونيو ٢٠١٨.
رحم الله المهندس شريف إسماعيل وأسكنه فسيح جناته.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريف إسماعيل شريف إسماعيل



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab