أساطير تصنيع الزلزال

أساطير تصنيع الزلزال

أساطير تصنيع الزلزال

 العرب اليوم -

أساطير تصنيع الزلزال

بقلم:عماد الدين حسين

كنت أعتقد أن نظرية المؤامرة قاصرة على عقول بعض العرب فقط، ولكن من الواضح أنها تتغلغل داخل عقول الكثير من سكان العالم حتى فى الدول المتقدمة.

وحينما يصدق البعض بأن دولا أو مجموعة دول تقف وراء وقوع الزلزال المدمر فى تركيا فعلينا أن نقلق على مصير العالم فى المستقبل من هذه العقليات الغارقة فى الخرافات والأساطير.
اليوم سأعرض أبرز التخيلات التى راجت بشأن زلزال جنوب تركيا وشمال غرب سوريا وأدى لمقتل أكثر من ٤٨ ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف ناهيك عن خسائره المادية فى المبانى والمنشآت والبنية التحتية.
الرواية الأولى تستند إلى ما قيل إنه ظواهر غريبة مثل وجود صواعق، وتكوينات للسحب وسماع أصوات أو رؤية أضواء، فى أجواء تركيا وسوريا قبل الزلزال بثوانٍ وبالتالى فإن الزلزال لم يكن كارثة طبيعية.
وتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع فيديو لظاهرة قالوا إنها غريبة على مقربة من نهر العاصى بعد الزلزال وهى ظهور فوهات تشبه البراكين.
لكن العلماء ينفون تماما وجود علاقة بين ما يحدث فى طبقات الجو العليا والزلازل.
البعض الآخر روج لظاهرة دوران حيوانات وماشية فى دوائر ضخمة حول نقطة محددة قبل وقوع الزلزال بفترة، والعلماء يردون على هذه الظاهرة بوجود مرض أصاب حيوان وحد فى المخ، فيفقد الإحساس بالاتجاهات ونظرا لسلوك القطيع فإن بقية الحيوانات تقوم بتقليده دون وعى، ثم إن هذه الفيديوهات ثم تصويرها فى أماكن بعيدة عن تركيا وسوريا.
الرواية الثالثة والتى لاقت رواجا كبيرا تتحدث عن العالم الهولندى المتخصص فى الزلازل فرانك هوجيربيتكس الذى توقع الزلزال قبل ثلاثة أيام فقط، وأنه، وأصحاب هذه الرواية يقولون إن كلام العالم الهولندى ليس مجرد صدفة، بل وراءه أجهزة دول كبرى، وبالتالى فهو دليل دامغ على أن الزلزال «مخلّق ومصنوع» وليس أمرا قدريا ناتجا عن ظواهر طبيعية.
الغريب أن هؤلاء أصروا على أسطورتهم رغم أن العالم الهولندى تحدث أكثر من مرة وقال بوضوح إن هناك ظواهر ملكية محددة تشير إلى إمكانية وقوع زلازل مثل اقتران الشمس فى هذا التوقيت بكل من عطارد وأورانوس والمشترى والزهرة، وأن القمر كان فى هذا التوقيت مكتملا. وهو الأمر الذى يرشح لحدوث زلازل أخرى فى بعض دول منطقة شرق المتوسط سواء فى لبنان أو مصر أو تركيا وسوريا مرة أخرى.
العالم الهولندى، وحينما سئل هل توقعاته كانت نهائية وحاسمة وهل يمكن توقع موعد أى زلزال رد نافيا بقوله: «لا يمكن الجزم بموعد وقوع الزلزال. أنا أتحدث عن حسابات فلكية وعلمية، لكن لا أعرف هل سيقع الزلزال الأسبوع المقبل أم بعد ٥ أو عشر سنوات».
الرواية الرابعة تقول إن دولا غربية استدعت وسحبت رعاياها ودبلوماسييها قبل وقوع الزلزال فى تركيا بأيام قليلة.
لكن لم يقدم هؤلاء أى معلومة موثقة تؤكد أن ذلك قد حدث على أرض الواقع.
وأخيرا كان هناك الحديث عن مشروع «هارب» الأمريكى الغامض، وأن الزلزال كان عملية انتقامية مصطنعة من تركيا لأسباب مختلفة منها رفضها لانضمام السويد وفنلندا للناتو، والخلاف الحاد مع الإدارة الأمريكية فى العديد من الملفات، وأن أمريكا أجرت مناورات مع قبرص واليونان، وكذلك أجرت أبحاثا عن الشفق القطبى عالى التردد التاسع لسلاح الجو الأمريكى أو ما يعرف اختصارا باسم «هارب» وخلاصته أنه يمكن للسلطات الأمريكية القدرة على تعديل الطقس والتلاعب بالأمطار والتسبب فى الجفاف والعواصف والصواعق بطريقة تؤدى لحدوث زلازل، كما يتحدث البعض أيضا عن تأثير إنشاء السدود واحتباس الماء فى طبقات الأرض ما يؤدى لحدوث الزلازل.
والرد على ذلك هو أن مسئولين أمريكيين يؤكدون منذ فترة طويلة أن «هارب» متصل بالأساس بدراسة طبقات الغلاف الجوى وتأثيراتها على عمليات الاتصالات خاصة بالأقمار الاصطناعية ودراسة تأثيرات الانفجارات الشمسية على إشارات الراديو والموجات المختلفة، ويضيفون أنه لا يوجد دليل علمى واحد يربط بين التلاعب بالطقس وطبقات الجو بحدوث الزلازل على الأرض.
ما سبق أبرز الروايات والقصص التى تتحدث عن أن الزلزال لم يكن طبيعيا بل مصنعا.
شخصيا لست خبيرا ولا أفهم فى عالم الزلازل، لكن السؤال الذى يتبادر للذهن الطبيعى هو إذا كانت الولايات المتحدة والغرب قادرون على تخليق زلازل، فلماذا لا ينفذوه فى روسيا أو الصين أو إيران، بدلا من تركيا الدولة العضو فى حلف الناتو؟!. والحديث موصول.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساطير تصنيع الزلزال أساطير تصنيع الزلزال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab