منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام!

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام!

 العرب اليوم -

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام

بقلم: عماد الدين حسين

رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية وينفريد كريتشمان اقترح يوم الجمعة الماضية على مواطنيه تدفئة غرفة واحدة فقط فى المنزل، والمسح بمنشفة مبللة بدلا من الاستحمام.
كريتشمان قال لصحيفة Sdwest Presse إن منشفة الغسيل اختراع مفيد، لأنها يمكن أن تجعل الألمان يستغنون عن الاستحمام باستمرار، وأنه يضرب المثل بنفسه ليوفر أكبر قدر من الطاقة حيث يستخدم سيارة كهربائية، ولديه لوح لإنتاج الطاقة الشمية فوق سطح منزله، وأنه على مدى ربع قرن كان يقوم بتسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ولا يقوم إلا بتدفئة غرفة معيشة واحدة فقط فى كامل منزله.
الوزير الألمانى لديه توقعات متشائمة بإمكانية حدوث انهيار كامل للطاقة الكهربائية فى ألمانيا بسبب التوقف المحتمل لإمدادات الغاز الروسى، خصوصا الغاز فى الشتاء المقبل على خلفية الحرب الاقتصادية بين الغرب وروسيا بعد قيام الأخيرة بغزو أوكرانيا فى فبراير الماضى.
فى نفس الفكرة فإن وزير الاقتصاد الألمانى هابيك قال إن ألمانيا يمكن أن تصبح أقل اعتمادا على الغاز الروسى شارحا بقوله: «كل كيلومتر لا يتم القيادة عليه هو مساهمة فى تسهيل الابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية، وسوف يساهم ذلك أيضا فى حماية المناخ. هابيك اقترح استخدام القطار والدراجات بدلا من السيارات، واقترح على أصحاب الأعمال خفض ١٠٪ من استهلاك الطاقة الفردى، وأصحاب العمل يمكن أن يسهموا فى الترشيد من خلال منح العمال خيار العمل من المنزل إذا كان ذلك ممكنا.
ألمانيا من أوائل الدول المتأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية لأن الغاز الروسى يمثل أكثر من ٤٦٪ من احتياجاتها. وفى ٢٥ يوليو الماضى فإن الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتانيماير قرر أن تقتصر الإضاءة الليلية فى القصر الرئاسى فقط على المناسبات الخاصة مثل الزيارات الرسمية، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وتم إيقاف تشغيل إضاءة المنطقة الخارجية للقصر الرئاسى «بيليفوا» إلى المستوى الذى يلبى الضرورات الأمنية. وتشير المعلومات إلى أن القصر الرئاسى الألمانى حاصل على شهادة الكهرباء الخضراء أى التى لا تلوث البيئة، ويتم دراسة تدفئة مكاتب الرئاسة بشبكات عن بعد وعدم تشغيل مكيفات الهواء.
هذا ما تفعله ألمانيا صاحبة أقوى اقتصاد فى أوروبا وصاحبة ثالث أقوى اقتصاد فى العالم بعد أمريكا والصين. وولاية بادن فورتنبرج مع ولاية بافاريا من أغنى الولايات الألمانية، وفيها معظم الشركات الألمانية الكبرى، بل إنها اقتصاديا قد تتفوق على اقتصادات دول أوروبية.
إذا كانت ألمانيا تفعل ذلك وهى بهذا المستوى الاقتصادى، فما الذى يفترض أن تفعله دول أخرى اقتصادها يعانى كثيرا؟!
وخطر هذا السؤال على ذهنى وأنا اقرأ هذه الأخبار عن ألمانيا: ماذا لو خرج مسئول مصرى أو عربى أو فى العالم الثالث ليطالب المواطنين باستخدام منشفة مبللة وعدم الاستحمام؟!
المؤكد أن حملات من القلش والخفة والاستظراف والتريقة والتنكيت سوف تنطلق لأيام وأسابيع طويلة ضد هذا المسئول، بحيث إن هذا التناول التافه سيطغى على أى نقاش موضوعى بشأن أى اقتراح مماثل.
البعض سيرد على كلامى، ويقول مستنكرا: ولكن المسئولين المصريين لا يبدأون بأنفسهم مثلما يفعل الألمان. والرد هو: إن ذلك قد يكون صحيحا جزئيا، لكن وإذا كانت الحكومات المختلفة لا تطبق الترشيد على نفسها، فإن عددا كبيرا من المواطنين لا يقوم بالترشيد أيضا، وهو لا يعلم أنه هو الذى سيدفع الثمن فى النهاية.
إذا كانت ألمانيا تدعو مواطنيها للترشيد فى استخدام الطاقة، فعلينا نحن حكومة ومواطنين أن نرشد استهلاكنا فى كل شىء من أول الطاقة إلى المياه مرورا بالسلع غير الضرورية، بشرط أن تكون الحكومة قدوة للشعب فى الترشيد، وإلا فإن فاقد الشىء لا يعطيه.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab