بقلم:عماد الدين حسين
كيف يمكن أن ندعم ونساند الأطفال والشباب على مواجهة متاعبهم النفسية؟
هذا هو السؤال المفتاحى فى «مؤسسة فاهم للدعم النفسى» التى تم إطلاقها بعد ظهر يوم الجمعة الماضى، وترأس مجلس أمنائها السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة، التى تواجه بشجاعة فائقة محنة صعبة جدا بعد اتهام ابنها رامى بقتل شخصين فى الولايات المتحدة والقبض عليه.
الوزيرة مشكورة دعتنى لحفل الإطلاق وعرفت من خلال كلمتها أن المؤسسة تهدف لزيادة الوعى بالأمراض النفسية من خلال حملات التوعية والندوات وورش العمل مع الجهات والهيئات الحكومية وعدد من الأخصائيين والأطباء النفسيين، وتهيئة أسرة المريض النفسى، لفهم ماهية المرض وكيفية التعامل معه، والقضاء على الصورة السلبية الشائعة عن المرض النفسى.
شبابنا وأطفالنا يواجهون صعوبات كثيرة للتكيف مع الحياة المعقدة التى نعيشها، والمفارقة أنه رغم ثورة الاتصالات والتقدم الإنسانى بفعل التطورالتقنى الهائل، فإن الحالة النفسية لعدد كبير من الناس صارت أسوأ من العقود الماضية التى كانت تتميز بالبساطة.
تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعى صارت أقرب للتنافر الاجتماعى رغم أنها جعلت الاتصال والتواصل أكثر سهولة، لكن الناس صارت أكثر تقوقعا.
دور الأسرة والمجتمع تراجع كثيرا ومعظم أولادنا يعيش فى جزر منعزلة، هم يمسكون بالموبايلات أو يجلسون أمام شاشات الكمبيوتر، أو أجهزة التلفزيون الذكية ويعيشون فى عوالم منعزلة، ولا يعرف معظمنا كيف يفكرون وما هى المواد والأفكار والآراء التى يتعرضون لها. قد يتعلمون ويكتسبون العديد من المهارات والعلوم، لكنهم أيضا قد يكتسبون سلوكيات تتنافى مع قيمنا وعاداتنا الأخلاقية والدينية، وبالتالى يتعرض أولادنا وشبابنا للعديد من الأفكار والآراء التى قد تؤثر على سلامتهم النفسية والجسدية، ومن أجل كل ذلك تأتى أهمية مؤسسات الدعم النفسى.
الوزيرة نبيلة مكرم قالت فى حفل إطلاق المؤسسة إنها تسعى لاكتشاف الأمراض النفسية للشباب مبكرا بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة، حيث وقعت بروتوكولات بالفعل مع الوزير خالد عبدالغفار وزير الصحة، كما تتعاون مع عدد كبير من الأطباء النفسيين، وستتيح موقعا إلكترونيا للتواصل مع كل من يشعر بمتاعب نفسية وتوجيهه للتصرف الأمثل كما ستتواصل المؤسسة مع الأسر المختلفة التى تحتاج لمعرفة كيفية التعامل مع أبنائهم وعدم إهمالهم. وقالت أيضا إن المؤسسة ستتواصل مع طلبة المدارس والجامعات والشباب من مختلف الأعمار، ووقعت بروتوكولات بالفعل مع الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة.
وتهدف المؤسسة لنشر ثقافة الصحة النفسية باستخدام جميع وسائل الإعلام والتوعية بأضرار السكوت عن المرض النفسى وزيادة الوعى المجتمعى للأسر وذوى الاحتياجات ومناهضة التمييز والتنمر ضد المريض النفسى، والتثقيف حول اختصاصات الطبيب النفسى والمعالج النفسى والفرق بينهما وفتح مجالات اتصال مع حالات العنف الأسرى أو الاعتداء الجنسى على الأطفال والتعريف والتوعية والتدريب فى مجال الصحة النفسية ضد أخطار الأمراض النفسية مثل الضغوط النفسية والفصام والاضطراب ثنائى القطبى والنوم القهرى والاكتئاب والأرق واضطراب الوسواس القهرى واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطراب ما بعد الصدمة.
من الأمور الملفتة للنظر أن حشدا من الشخصيات العامة وكبار المسئولين حضروا الاحتفال دعما وتأييدا ومساندة للسفيرة ولفكرة أهداف المؤسسة الجديدة.
كان هناك الدكتورة نيفين القباج «التضامن» وعلى المصيلحى «التموين» ووزراء التعليم العالى والشباب.
والوزراء السابقون أشرف العربى «التخطيط» وحلمى النمنم »الثقافة» وأحمد درويش «التنمية الإدارية» وطارق شوقى «التربية والتعليم» وطارق قابيل «الصناعة»، وياسر القاضى «الاتصالات»، وأحمد زكى بدر «التعليم» وأسامة هيكل «الإعلام»، وهشام عرفات «النقل»، وهشام توفيق «قطاع الأعمال العام»، ومنير فخرى عبدالنور «الصناعة والتجارة» ومحمد العرابى «الخارجية» وخالد العنانى «السياحة والآثار»، و د. مصطفى الفقى، والعديد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ ومايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة. و د. حسام عبدالغفار المتحدث باسم وزارة الصحة.
إضافة إلى أعضاء مجلس الأمناء وهم عفاف حامد خليل وعبدالناصر عمر وناصر لوزا وأحمد السويدى وشيرين حلمى وعمرو سليمان ونادر يونان ومدحت العدل ولميس نجم وداليا محمد إبراهيم ومحمد العقبى ونشوى الحوفى.
هذه مؤسسة مهمة ويحتاج إليها المجتمع، بل يحتاج إلى العديد من أمثالها حتى نواجه مشاكلنا بشجاعة وصراحة بدلا من أسباب الاختباء وترك الأمور تتفاقم.
جميعنا معرضون للضغوط والأمراض النفسية بصورة أو بأخرى ولا نعرف ماذا تجنى لنا الأيام، ولذلك وجب علينا جميعا مساعدة كل من يحتاج للمساعدة فى هذا المجال.