أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

 العرب اليوم -

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

بقلم:عماد الدين حسين

سؤال: كم شخصا فى مصر يعرف أن بعض المصريين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى جبرا وبالإكراه بجوار الجيش البريطانى؟

تقديرى أن عددا كبيرا من المصريين خصوصا لا يعرفون أن حوالى سدس القوة العاملة المصرية عام ١٩١٤، قد شاركوا فى الحرب العالمية الأولى بجانب القوات البريطانية، وأن عددا كبيرا من هؤلاء المصريين قد ماتوا وقتلوا فى هذه الحرب.
ومن سوء الحظ أن كتب التاريخ الرسمية لم تسلط أى قدر من الضوء على هذا الموضوع المهم. وباستثناءات نادرة جدا فإن الكتاب والمثقفين والمهتمين بالتاريخ لم يكتبوا شيئا ذا بال عن هذا الموضوع.
اليوم يعود الفضل فى تسليط الضوء على هذه القضية إلى الدكتور محمد أبوالغار الطبيب النابغة والسياسى والمثقف، حيث وقع مع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق مؤخرا عقدا لتأليف كتاب تحت عنوان «الفيلق المصرى» سيصدر خلال أيام قليلة، يتناول فيه كل ما يخص هذه القضية، التى نأمل أن تحظى بأكبر قدر من النقاش، حتى يعرف الجيل الجديد جانبا مهما من تاريخه.
محمد أبوالغار مهموم بالتاريخ وعلى الرغم من نبوغه فى الطب خاصة مجال الولادة والتخصيب، وعلى الرغم من أنه لعب دورا مهما فى المشهد السياسى المصرى فى السنوات الأخيرة، فإنه أبدع أيضا فى مجال الكتب التاريخية مثل «أمريكا وثورة ١٩١٩» وهو بحث نادر ومهم ذهب من أجله لمكتبة الكونجرس الأمريكى، وكتاب «الوباء الذى قتل ١٨٠ ألف مصرى»، وكتاب «يهود مصر فى القرن العشرين»، وكل الكتب السابقة صادرة عن دار الشروق.
أبو الغار تخطى الثمانين عاما ــ أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية ــ وعلى الرغم من ذلك فإنه يكتب ويجتهد ويسافر بروح شاب من أجل العلم والمعرفة وتسليط الضوء على بعض قضايا الوطن المنسية.
استمعت إلى الدكتور أبوالغار وهو يتحدث فى مقر دار الشروق، وقال إن هناك رسالة دكتوراه للمؤرخ الأمريكى كايل أندرسون نشرتها جامعة تكساس هى التى لفتت نظره للموضوع، حيث جاء فيها أن هناك نصف مليون فلاح تم إلحاقهم بالفيلق المصرى المصاحب للقوات البريطانية فى الحرب العالمية الأولى. وقتها كان عدد سكان مصر عام ١٩١٤ حوالى ١٢ مليون مصرى، والقوة العاملة فى البلاد ٣ ملايين، ما يعنى أن سدس هذه القوة أو نصف قوة الفلاحين المصرية أصبحت خارج الخدمة.
بريطانيا وهى قوة الاحتلال فى مصر كانت فى حاجة شديدة للأيدى العاملة، وبعد أن جلبت فرنسا أعدادا كثيرة من البشر من مستعمراتها، فقد أرسل وزير الخارجية البريطانى تلغرافا للمندوب السامى فى مصر يطلب منه تجهيز قوة مدنية من الفلاحين للقيام بأعمال مساعدة للجيش. وبالفعل تم إرسال عشرة آلاف فلاح إلى فرنسا وانتقل بعضهم إلى بلجيكا وإيطاليا، إضافة لمئات الآلاف من المصريين تم إرسالهم إلى سوريا الكبرى وغرب إسطنبول.
وحتى ٣٠ يونيو ١٩١٧ كان مجموع المصريين المشاركين فى الأعمال المرتبطة بالحرب وصل إلى ٣٢٧١٩٩، وبعدها تم إلحاق ١٧٩ ألف فلاح آخرين فى النصف الثانى من عام ١٩١٨، ليصبح المجموع حوالى نصف مليون مصرى إضافة إلى عمال موسميين مؤقتين لم يتم حسابهم.
يقول أبو الغار فى كتابه إن نظام السخرة ألغى عام ١٨٩٢ وتم استبداله بنظام عمال التراحيل ومقاولى الأنفار وهو الأمر الذى استقطب بضعة آلاف من عمال التراحيل، ولكن هؤلاء العمال والفلاحين أدركوا بعد فترة قصيرة صعوبة العمل وقلة العائد وزيادة المخاطر خصوصا أن أعدادا كبيرة منهم توفيت فانصرفوا عن هذا النظام، ولذلك أعاد الاحتلال نظام السخرة مرة ثانية، واستخدمت شرطة الاحتلال عمد القرى لجلب الفلاحين بالقوة، خصوصا بعد طلب اللورد بلفور وزير الخارجية جلب أعداد كبيرة من الفلاحين بكل الطرق ومن الملفت للنظر أن الصحيفة الوحيدة تقريبا التى تحدثت عن القضية فى هذا الوقت كانت صحيفة «المقطم» الموالية للإنجليز، وحاولت الترويج للتجنيد والدعاية للالتحاق بالفيلق المصرى.
طبقا للكتابات القليلة التى تحدثت عن الموضوع فإن الشرطة وبضغوط من الإنجليز كانت تقوم بخطف الفلاحين من القرى والمدن الصغيرة، وكان الفلاحون يمشون مربوطين بحبال حتى لا يهربوا، وفى أقرب مدينة يتم تسليمهم للمأمور ليضع كل ٧٠ فردا فى حجرة واحدة لمدة أسبوع، حتى يتم ترحيلهم والتعاقد كان مقابل ٥ قروش يوميا.
كما عدد القتلى من المصريين فى هذه الفترة ومن هو المصرى الذى قتل الضابط الإنجليزى الذى سخر من مصر وما هى حكاية النصب التذكارى الذى يخلد هؤلاء المصريين داخل مستشفى الرمد بالجيزة؟
نتابع لاحقا إن شاء الله..

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:28 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تمازح الجمهور قبل طرح أغنيتها الجديدة
 العرب اليوم - بسمة بوسيل تمازح الجمهور قبل طرح أغنيتها الجديدة

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab