دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

 العرب اليوم -

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية

بقلم:عماد الدين حسين

فى التاسعة والنصف من مساء الخميس قبل الماضى، كنت داخلا إلى مدينة الإنتاج الإعلامى فى مدينة أكتوبر بالجيزة من بوابة رقم ٢.

على هذه البوابة حيَّانى أحد العاملين بإدارة الأمن، المكلفين بمتابعة فحص تصاريح دخول الضيوف والسيارات، وقال لى جادا: يا ريت لا تنسى أن تتحدث عن غلاء الأسعار الذى يؤثر فى الجميع.

فى هذه الليلة كنت ذاهبا إلى برنامج الإعلامى الكبير إبراهيم عيسى «من القاهرة» على قناة «القاهرة والناس» للحديث عن آخر تطورات «الحوار الوطنى»، وهو موضوع قد يراه البعض بعيدا عن القضية الاقتصادية عموما، وليس فقط غلاء الأسعار، لكن ذلك موضوع آخر.

المواطنون العاديون فى الشوارع وفى كل مكان مشغولون جميعا تقريبا هذه الأيام بتداعيات الأزمة الاقتصادية التى لم يفلت منها أحد، وهؤلاء المواطنون يتوقعون من الإعلاميين ووسائل الإعلام أن يحلوا لهم هذه الأزمة، بحيث تعود الأسعار إلى ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.

طبعا لا يمكن أن نلوم مثل هذا المواطن أو غيره حينما يتمنى أن تلعب وسائل الإعلام دورا فى معالجة الأزمة الاقتصادية. لكن ما لا يعرفه كثير من المواطنين أن وسائل الإعلام دورها الأساسى هو نقل الأخبار والأحداث والوقائع كما هى للرأى العام، مع شرحها وتحليلها عبر الخبراء، حتى تكون الرؤية واضحة أمام المواطنين.

دور الحكومة أن تتخذ القرارات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ووسائل الإعلام دورها أن تنقل هذا النشاط وتشرحه للناس وتستضيف الخبراء المختلفين لكى يعلقوا عليه ويوضحوه ويشرحوه ويحللوه، ويختلفوا معه أو يتفقوا معه.

ليس دور الإعلامى أو الصحفى أن يتقمص دور السياسى، ليتخذ القرارات. ولكن يبدو أنه مع تراجع النشاط الحقيقى للأحزاب السياسية، وابتعادها عن الجماهير وتعبيرها عنهم، فإن الكثير من الناس بدأوا يتعاملون مع الصحفيين والإعلاميين باعتبارهم بديلا عن قادة وكوادر الأحزاب السياسية.

لو أن الأحزاب السياسية تمارس دورها الحقيقى وتنافس على السلطة، ولو أن الحكومة مكنتها من أداء دورها، فربما لم يكن هذا الموظف يسألنى هذا السؤال، بل يوجهه إلى نائب دائرته فى مجلس النواب أو الشيوخ أو مسئولى الأجهزة المحلية.

لا أريد أن أتقمص دور الواعظ، بل أتعاطف تماما مع هذا الموظف والملايين غيره الذين يعانون كثيرا هذه الأيام بفعل الأزمة الاقتصادية العاتية التى تضرب كثيرا من دول العالم بدرجات مختلفة، لكن ضربتها فى مصر أكثر من مؤثرة، ورأينا تجلياتها أكثر وضوحا فى ارتفاع سعر الدولار وسائر العملات الأجنبية، وتراجع قيمة الجنيه بصورة وصلت المائة فى المائة فى الأسبوع الماضى.

الصحف والفضائيات لن تحل الأزمة الاقتصادية فى مصر أو العالم، لكن على الأقل عليها أن تكون أمينة وصادقة فى أداء دورها المهنى الطبيعى.

إضافة إلى نقل الأخبار وشرحها وتحليلها فى كل المجالات، فإن وسائل الإعلام المصرية من المهم أن تنقل وتشرح للناس حقيقة الأزمة العالمية الاقتصادية الطاحنة التى ضربت الكثير من بلدان العالم فى الأسابيع الأخيرة مع توضيح الأسباب الداخلية والخارجية للأزمة.

يفترض أيضا بوسائل الإعلام المصرية أن تسأل أكبر عدد ممكن من المسئولين والخبراء عن طرق مواجهة الأزمة، وما هو المدى الزمنى لها، ومتى يمكن أن تنفرج وهل هناك قرارات أو إجراءات محددة سريعة للتخفيف منها على المدى القصير وبعد ذلك تنتقل للحديث عن المديين المتوسط والطويل.

دور الإعلام أن ينقل الحقيقة، لا يزيفها ويزين الأمور وكأننا فى أفضل حال، ولا يدغدغ مشاعر البسطاء ليقول لهم إن الحكومة يفترض أن تفعل كل شىء وتتحمل كامل الفاتورة، لأن الأزمات العالمية حينما تضرب البلدان فالمسئولية يتحملها المستهلك والحكومة، لكن شرط أن يكون المواطن شريكا حقيقيا فى المسئولية.

دور الإعلام أيضا أن يبث الأمل وسط المواطنين لكن شرط أن يكون ذلك بصورة واقعية وليست مزيفة.

كلى أمل أن تتمكن الحكومة المصرية من تجاوز الأزمة الراهنة الصعبة، وظنى أنها الأصعب على الإطلاق منذ تحدى الإرهاب بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.

كان الله فى عون الجميع.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية دور الإعلام في الأزمة الاقتصادية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab