بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب

بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب

بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب

 العرب اليوم -

بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب

بقلم:عماد الدين حسين

يعتقد كثيرون أن المنتخب المغربى أمتعنا فقط بأدائه الفنى الكروى فى الملاعب، بعد أن حقق معجزة كروية كاملة بوصوله إلى المربع الذهبى فى مونديال كأس العالم المقام حاليا فى قطر، حيث تمكن من تجاوز قوى كروية كبرى مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.

لكن فى ظنى أنه وإضافة لهذا الأداء المبهر فنيا وغير المسبوق أفريقيا وعربيا، فإن الفريق المغربى قدم لنا شيئا فريدا، ربما على مستوى العالم، هذا الشىء هو درس ثمين فى الأخلاق والآداب، حينما اصطحب كبار نجوم منتخب المغرب أماتهم وأولادهم وبعض أسرهم خلال المباريات.
عقب كل مباراة كنا نتفاجأ بهؤلاء اللاعبين يقفزون فوق أسوار المدرجات ويقبلون رءوس وأيادى أمهاتهم المتواجدات فى مكان قريب بمدرجات الملاعب القطرية وأحيانا بعض الآباء.
شاهدنا جميعا نجوم منتخب المغرب يفعلون ذلك خصوصا أشرف حكيمى وحكيم زياش وسفيان بوفال ومعهم مدربهم الوطنى المتميز وليد الركراكى.
عقب نهاية مباراة المغرب والبرتغال رأينا أشرف حكيمى يقفز إلى المدرجات حيث تجلس والدته، وطبع قبلة على جبينها ثم حضنها، وهو الأمر الذى فعله أكثر من مرة خلال مباريات فريقه.
نفس المشهد رأيناه مع اللاعب عبدالحميد صابيرى، أما النجم بوفال فقد اصطحب أمه إلى أرض الملعب وطاف بها وقبّلها وحضنها كثيرا، ورقصا معا احتفالا بالفوز.
مدرب الفريق المغربى وليد الركراكى فعل الأمر نفسه ورأيناه يقبّل ويحضن أمه وأسرته وعقب نهاية المباراة مع البرتغال، قال إن أمه هى «جالبة الحظ» أما النجم يوسف نصيرى الذى سجل هدف الفوز فى مرمى البرتغال، فقد كان ملفتا للنظر اصطحابه لأبيه وتقبيله وحضنه عقب الفوز.
أمهات لاعبى المغرب يشبهون تماما معظم أمهاتنا العربيات. سيدات بسيطات وتشع الطيبة من وجوهههن معظمهن محجبات حجابا بسيطا وقورا. تظهر عليهن آثار الزمن والتعب والكد والاجتهاد والشقاء من أجل راحة أبنائهن.
بعض الجماهير العربية قالت بعفوية إن اصطحاب أمهات اللاعبين هو سر الفوز والتألق للاعبى المغرب، وهو أمر عاطفى أكثر منه واقعى، فلو كان الأمر كذلك، لقامت كل الفرق باصطحاب أمهاتهم وآبائهم فى كل مباراة، وإذا فعل الفريقان المتنافسان ذلك فمن الذى سيفوز؟! بالطبع الأفضل استعدادا فنيا وبدنيا وذهنيا وخططيا.
الأهم فى هذه الظاهرة ليس الفوز أو الهزيمة، بل الدروس الثمينة جدا التى تصل للناس من وراء هذا المشهد.
نعرف أن غالبية الناس تشاهد مباريات كأس العالم باعتبارها الحدث الكروى الأبرز كل ٤ سنوات. وهناك تقديرات بأن عدد من شاهدوا مباريات كأس العالم الحالية يصل إلى حوالى ٢ مليار شخص أى ربع عدد سكان العالم.
ونعلم أن عددا كبيرا من الناس خصوصا الأجيال الجديدة من الشباب لم تعد تدرك قيمة وأهمية حب واحترام الوالدين، والبر بهما والفخر بهما.
وبالتالى فإن ما فعله لاعبو المغرب أمر شديد الأهمية ولا يقدر بثمن، خصوصا أن هؤلاء النجوم صاروا قدوة لملايين المشاهدين وربما المليارات.
الشباب الصغير حينما يرى نجومه الكبار يقبّلون رءوس وأيادى أمهاتهم وأبائهم سوف يقلدونهم بكل تأكيد وسوف يكتشفون ــ والأحرى يدركون ــ أهمية البر بالوالدين.
كان غريبا جدا أن يتحدث أحد المعلقين الأوروبيين بروح عنصرية، ففى اللحظة التى كان فيه أشرف حكيمى يتقدم لتسديد ضربة الجزاء الحاسمة فى المباراة مع إسبانيا، قال المعلق إن والد حكيمى كان بائعا متجولا، وأن والدته كانت تعمل خادمة فى أحد بيوت مدريد.
لاعبو المغرب لم يتنكروا لأصولهم أو مهن أهاليهم، بل كانت مصدر فخر لهم، وكيف أن هؤلاء الآباء والأمهات تحملوا كل هذا الشقاء من أجل تهيئة السبل لأولادهم كى يواصلوا مسيرتهم الكروية، والدليل أنهم أصروا على اصطحاب أسرهم للملاعب وأصروا على تقبيل رءوسهم أمام الجميع ليقولوا للعالم أجمع نحن نفخر بهم.
قد ينسى الناس الأداء الكروى المبهر للاعبى المغرب بعد فترة أو حتى قد يتذكرونه، لكن المؤكد أن مشاهد تقبيل واحتضان أمهاتهم والإقرار بفضلهن يصعب تماما نسيانه.
لو أن وزارات التربية والتعليم وكل المؤسسات التربوية فى العالم العربى أنفقت مليارات الدولارات للتوعية باحترام الأمهات وبر الوالدين، ما نجحت مثلما فعل لاعبو المغرب فى دقائق قليلة أمام شاشات كل التليفزيونيات العالمية.
شكرا لنجوم المغرب وأمهاتهم على هذه الدروس الغالية.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب بر الوالدين أفضل ما قدمه نجوم المغرب



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:28 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تمازح الجمهور قبل طرح أغنيتها الجديدة
 العرب اليوم - بسمة بوسيل تمازح الجمهور قبل طرح أغنيتها الجديدة

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab