شرم الشيخ بعد قمة المناخ

شرم الشيخ بعد قمة المناخ

شرم الشيخ بعد قمة المناخ

 العرب اليوم -

شرم الشيخ بعد قمة المناخ

عماد الدين حسين
بقلم:عماد الدين حسين

شرم الشيخ مدينة محظوظة لاختيارها مكانا لعقد قمة المناخ العالمية «COP27» من ٦ ــ ١٨ نوفمبر الماضى.

الحظ الذى يلازم شرم الشيخ ليس وليد اليوم فقط، ولكن منذ نهاية الاحتلال الإسرائيلى عام ١٩٨٢.
فهى تقع عند ملتقى خليجى العقبة والسويس على البحر الأحمر، وهى أكبر مدن محافظة جنوب سيناء، ويسكنها نحو ٥٠ ألف مواطن ومساحتها ٤٨٠ كيلو مترا، من أهم مناطقها رأس نصرانى ورأس أم سيد ورأس كنيسة وشرم المية ونخلة التبل ورأس جميلة، ومحمية رأس محمد، ومحمية نبق، وبها خليج نعمة عند ملتقى قارتى آسيا وأفريقيا.
الإسرائيليون أثناء احتلالهم للمدينة بنوا فيها العديد من الفنادق والمنتجعات وفاوضوا طويلا حتى يحتفظوا بها، وحينما فشلوا حولوا معظم المدينة إلى أطلال، مثلما فعلوا مع مستوطنة ياميت.
ويحسب للمصريين أنهم نجحوا فى تحويل شرم الشيخ إلى مدينة يحلم بزيارتها عدد كبير من سكان العالم، ليس فقط السائحون بحثا عن الماء والشمس والشعاب المرجانية التى تتميز بها شرم الشيخ، ولكن لأنها صارت واحدة من أكثر المدن نظافة ونظاما ومناخا.
زرت شرم الشيخ كثيرا لحضور العديد من المؤتمرات خصوصا منتديات الشباب، لكن حينما زرتها لحضور مؤتمر المناخ شعرت بأن الكثير تغير فى هذه المدينة نحو الأفضل.
الشوارع صارت واسعة بصورة ملحوظة وأعيد ترميمها وطلاؤها. وأفضل مثال على ذلك طريق السلام، وهو الطريق الرئيسى فى مدينة شرم الشيخ، ويشبه مع الفارق طريق صلاح سالم الذى يبدأ من ميدان السكة الحديد فى الجيزة وينتهى قرب مطار القاهرة قاطعا مسافة طويلة ما بين الجيزة والقاهرة.
طريق السلام يبدأ من خلية اليخوت، أو منطقة شرم المية فى آخر شرم الشيخ، وينتهى عند خليج نبق أو منطقة الغرقانة.
نفس الأمر حدث مع طريق سوهو المعروف حيث كان حارة واحدة فى كل اتجاه، ثم صار ٥ حارات، وهو يبدأ من ميدان السلام وينتهى عند بداية الطريق الدائرى لنبق. كما تم استحداث طرق وشوارع جديدة وتم تخطيطها بصورة حديثة مروريا، وهو الأمر الذى حدث مع كل الطرق والميادين خصوصا الرئيسية. حيث تم تجميلها وتزيينها ووضع الزهور والأشجار فيها، بحيث تتماشى مع فكرة المؤتمر وهى الانتصار للون الأخضر.
من بين الجديد فى المدينة كان إنشاء المنطقة الخضراء المواجهة تماما للمنطقة الزرقاء حيث الأجنحة الأساسية للدول المشاركة. فى حين أن المنطقة الخضراء تميزت بالانتصار للبيئة من حيث الأشجار والحيوانات والفعاليات الثقافية والتراثية والفنية المختلفة خصوصا الموسيقى.
المدينة طورت العديد من خدماتها لتصبح ذكية وتتواءم مع القمة العالمية، وحتى الأتوبيسات كان شكلها مبهجا ويغلب عليه اللون الأخضر. وكان ملفتا للنظر وجود سيارات كهربائية صغيرة.
الانضباط الأمنى كان على أعلى مستوى، من أول المرور، نهاية بحفظ الأمن، عموما كان المراقب يشعر بوجود رجال أمن فى زى مدنى لتسهيل تحركات الناس.
تحركت كثيرا فى المدينة صباحا وعصرا وليلا وحتى الثانية صباحا، ولم أتوقف فى كمين مرورى أو يسألنى شخص من أنت أو ما هى هويتك.
الكاسب الأكبر بالطبع من انعقاد القمة المناخية هى فنادق ومقاهى وكافتيريات ومطاعم ومحلات شرم الشيخ.
نعلم أن المدينة عانت كثيرا بسبب حادث تحطم الطائرة الروسية فوق وسط سيناء فى أكتوبر ٢٠١٥، ثم بسبب انتشار فيروس كورونا وأخيرا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية حيث ٨٠٪ من السائحين فيها يأتون من هذين البلدين.
المؤتمر شارك - فيه كما قال لى وزير الخارجية ورئيس المؤتمر السفير سامح شكرى - أكثر من ٦٦ ألف شخص، وكما سمعت من كثيرين فإن الفنادق كانت كامل العدد، ووصلت الأسعار فيها لمستويات قياسية فاقت الألف دولار للحجرة فى الليلة.
وخلال المؤتمر دخلت أحد المطاعم فوجدته ممتلئا عن آخره، وآخرين واقفين بالخارج فى انتظار دورهم. كان هناك زبائن من كل الجنسيات أفارقة وآسيويون ولاتين، وجميعهم كانوا سعداء بتناول الوجبات الشرقية خصوصا المشاوى.
كافتيريات ميدان سوهو كانت ممتلئة دائما خصوصا ليلا. المكان ساحر ويشعرك أنك فى نيويورك أو برلين أو لندن أو دبى حيث كل الجنسيات موجودة تقريبا.
البنية التحتية التى تمت إضافتها للمدينة قبل انعقاد المؤتمر سوف تفيدها فى المستقبل القريب بعد نهاية مؤتمر المناخ. والأهم أن سمعة شرم الشيخ كمدينة قادرة على استضافة الأحداث والفاعليات الكبرى تعززت وترسخت.
شكرا لكل من ساهم فى كل ذلك من أصغر عامل إلى كل المسئولين نهاية بالمحافظ النشيط اللواء خالد فودة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرم الشيخ بعد قمة المناخ شرم الشيخ بعد قمة المناخ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab