إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم

إسرائيل وحماس.. من انتصر ومن انهزم؟!

إسرائيل وحماس.. من انتصر ومن انهزم؟!

 العرب اليوم -

إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم

بقلم : عماد الدين حسين

من الذى انتصر ومن الذى انهزم فى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة المستمر منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ويفترض أن يتوقف اليوم الأحد؟
هذا السؤال لن تجد له إجابة شافية واحدة يتفق عليها الجميع. وستأتى الإجابات متعددة ومتباينة ومتناقضة حسب موقف وانتماء ورؤية وأيديولوجية ومصالح كل شخص أو جهة، وبالتالى فعلينا ألا نستغرب تعدد وتنوع واختلاف الإجابات التى قد تصيب المرء بالدهشة والدوار والارتباك.
إذا استمعت لغالبية الإسرائيليين فإن ٦٠٪ منهم يرون أن إسرائيل انتصرت وحققت أهدافها الاستراتيجية، فهى دمرت قطاع غزة، وجعلته غير صالح للحياة لسنوات طويلة، وقتلت نحو ٤٧ ألف فلسطينى وأصابت نحو مائة ألف آخرين ودمرت نحو ٦٥٪ من مساكن ومبان ومنشآت غزة وحولت ٢ مليون فلسطينى إلى نازحين.
كما أنها اغتالت غالبية قادة المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتهم يحيى السنوار وإسماعيل هنية وصالح العارورى وآلاف الكوادر والمقاتلين، وقبل ذلك اغتالت العديد من قادة حماس ومؤسسيها مثل أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى وإسماعيل أبو شنب وأحمد الجعبرى وسعيد صيام ويحيى عياش وإبراهيم المقادمة.
وجعلت أقصى أمانى الفلسطينيين العودة إلى ما قبل ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وليس إلى ما قبل ٥ يونية ١٩٦٧، أو ما قبل ١٥ مايو ١٩٤٨، حينما تم زرع إسرائيل عنوة فى المنطقة.
 ويضيف هؤلاء أيضا أن إسرائيل تمكنت من توجيه ضربة قوية لحزب الله واغتالت معظم قياداته، خصوصا  حسن نصرالله وساهمت فى إسقاط نظام بشار الأسد وإضعاف إيران فى المنطقة.
أما إذا استمعت لقادة المتطرفين الإسرائيليين أمثال إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش وايمحاى الياهو فهم يعتقدون أن اتقاق وقف إطلاق النار بمثابة صفقة استسلام لحماس لأنهم كانوا يريدون القضاء ليس فقط على الحركة ولكن على الشعب الفلسطينى واستكمال تهويد الضفة وإعادة استيطان غزة واجتياح لبنان وضرب المنشآت النووية الإيرانية، وأن نتنياهو فرط فى لحظة تاريخية كان يمكن فيها بدء تنفيذ إسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
فى الناحية المقابلة فإن قادة وكوادر وأنصار حركة حماس والجهاد يتحدثون بثقة مطلقة عن أن المقاومة هى التى انتصرت نصرا واضحا، لا مجال للتشكيك فيه، ووجهة نظرهم أنه ما دامت إسرائيل سوف تنسحب من القطاع، وما دام هناك مقاومون  يزالون على قيد الحياة، وما دامت إسرائيل لم تستعد الأسرى إلا بالاتفاق، وأنها لم تقض على الحركة فالمؤكد أن المقاومة انتصرت وأن أى شخص يشكك فى هذا الانتصار فهو عميل صهيونى حتى لو كان عربيا. كما أن العالم بدأ يهتم بالقضية الفلسطينية وخرجت مظاهرات كثيرة فى العديد من مدن العالم تأييدا لها.
فى حين أن خصوم حماس ومعارضيها يرون أن النتيجة النهائية لحرب الـ ١٥ شهرا هى كارثة بكل المقاييس ليس فقط على قطاع غزة، ولكن على القضية الفلسطينية بأكملها.
وجهة نظرهم تقول إن القطاع تدمر بصورة شبه كاملة، والفلسطينى الذى سيعود لن يجد بيته، أو حتى منطقته، وبالتالى فإن أهالى القطاع يحتاجون إلى سنوات وربما عقود لإعادة بناء ما دمره العدوان. وأن النتيجة النهائية للعدوان هى أن فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة قد تراجعت إن لم تكن قد انتهت لعقود طويلة، أما الاهتمام بالقضية الفلسطينية الذى بدأ مع الشهور الأولى للعدوان فقد تراجع وتلاشى تماما، واتضح تماما الانحياز الأمريكى الغربى المفضوح لإسرائيل الذى مكنها من تدمير القطاع بل واحتمال تنفيذ رؤية نتنياهو بإعادة بناء الشرق الأوسط طبقا للرؤية الإسرائيلية المتطرفة.
يقول هؤلاء إنه لا أمل فى حل حقيقى للدولة الفلسطينية من دون تغيير الأسلوب سواء كان المتطرف من حماس أو الخانع من أبو مازن، وأن الشعب الفلسطينى يحتاج إلى قيادة جديدة تخلصه من الاحتلال، بعد أن فشلت كل التنظيمات والأفكار فى ذلك منذ عام ١٩٦٧ وحتى الآن.
ما سبق هو الرؤى الأربعة المتطرفة أى التى ترى أن إسرائيل انتصرت انتصارا كاسحا، أو انهرمت هزيمة واضحة، أو أن حماس والمقاومة انتصرت بصورة لا جدال فيها، أو أنها انهزمت بشكل كامل.
السؤال بصورة مختلفة: وأين الحقيقة؟
تقديرى المتواضع أن هذا الجدل سوف يستمر ولن يتوقف ما دمنا نفكر بطريقة جمهور كرة القدم فى مدرجات الدرجة الثالثة والترسو. أما الحقيقة فسوف نعرفها حينما نرى النتائج السياسية الفعلية مجسدة على الأرض قريبا.
هذه النتائج هى التى ستحدد لنا من الذى انتصر ومن الذى انهزم، وإلى أن يحدث ذلك فعلينا أن نهيئ أنفسنا لاستمرار الجدل بصورته العقيمة

arabstoday

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ترامب في البيت الأبيض... رجل كل التناقضات والمفاجآت!

GMT 14:33 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

شرور الفتنة من يشعلها؟!

GMT 14:21 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الإسلام السياسي.. تَغيُّر «الجماعات» و«الأفكار»

GMT 14:20 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخيم جباليا الذي اختفى

GMT 14:19 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

يد العروبة من الخليج إلى المحيط

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 05:54 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم إسرائيل وحماس من انتصر ومن انهزم



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab