احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

 العرب اليوم -

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة

بقلم - عماد الدين حسين

هل تندلع حرب إقليمية كبرى، أو ربما تتطور إلى حرب دولية حتى لو بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط وتقلب وتبعثر كل الأوراق؟ سؤال لا يزال يتردد بقوة في الأيام الأخيرة حتى بعد مرور أكثر من سبعة أسابيع على حرب غزة.

حصيلة القصف الإسرائيلي، طبقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين، ثلثاهم من الأطفال والنساء، وقرابة المائتي طبيب وممرض، و22 من رجال الدفاع المدني، وعشرات الصحافيين، مقابل أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي وأسر حوالي 220 ما بين جندي ومستوطن وعامل أجنبي. في الأسبوع الأول من الصراع أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية حاملتي الطائرات فورد وأيزنهاور، لحماية إسرائيل أولاً، ومنع مشاركة أي طرف آخر ضد إسرائيل، ثم كرر كل المسؤولين الأمريكيين بأن بلادهم تفتح كل خزائنها ومخازنها لإمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من أموال وأسلحة، وبعدهم جاءت غالبية القادة الأوروبيين متعهدين أيضاً بتقديم كل أنواع الدعم لتل أبيب.

السؤال الذي يسأله كثيرون هو: هل مواجهة الفصائل الفلسطينية محدودة التسليح والإمكانات يتطلب كل هذه الحشود الأمريكية، والغربية أيضاً؟.

ويصبح السؤال ملحاً مع وجود قواعد روسية في سوريا، وفي دول أخرى بالمنطقة وإفريقيا، إضافة إلى ما تردد من تقارير غير مؤكدة عن إرسال الصين لسفن حربية. بعض المراقبين يعتقدون أن واشنطن تخشى أن تحاول كل من روسيا والصين استغلال تطور الأوضاع لمضايقة الولايات المتحدة.

لكن المتغير الأساسي الذي تخشاه الولايات المتحدة ربما يكون انضمام إيران أو أي من القوى الموالية لها في المنطقة، خصوصاً في ظل استمرار المناوشات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إضافة لإطلاق جماعة الحوثي في اليمن وبعض الفصائل السورية لصواريخ باتجاه إسرائيل، ثم إعلان طهران أنها قد تتدخل «إذا استمرت المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين»، لكن كل ذلك ظل في إطار الحرب الكلامية، ولم يتم ترجمة ما أعلنته طهران سابقاً عن «وحدة الساحات». والمعنى الأساسي الذي فهمه المتابعون لمواقف حزب الله أنه لن يدخل الحرب هو وإيران، وسيكتفي بالمناوشات والاشتباكات المحدودة ليقول لأنصاره إنه مشارك فعلياً في الحرب.

وهناك من يقول إن بكين وموسكو تستفيدان من الصراع الموجود الآن في منطقتنا؛ لأنه يخفف الضغط عليهما. فالصراع خطف الأضواء من الحرب في أوكرانيا، وبالتالي ستشعر روسيا بمزيد من الراحة، وربما هذا ما يفسر التعاطف الروسي الملحوظ مع الجانب الفلسطيني، وكذلك الصين، إذ إن الصراع سيجعل واشنطن تتوقف ولو قليلاً عن مضايقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية، خصوصاً دعم تايوان.

وهناك أيضاً من يقول إن الحرب لا تقتصر فقط على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل على الصراع الأمريكي الروسي الصيني لإنهاء سياسة القطبية الواحدة، وكذلك الصراع على الممرات التجارية، ما بين طريق الحرير الصيني ومجموعة البريكس، وبين طريق الممر التجاري من الهند للخليج إلى إسرائيل ثم أوروبا.

بعد هذا العرض فما هي الإجابة عن سؤال: هل تندلع حرب إقليمية أم لا؟!

الإجابة تتوقف على مجموعة من العوامل منها:

- الطريقة أو النتيجة التي ستنتهي بها الحرب في غزة، هل بفوز طرف أم بالتعادل؟

- هل تنفذ إسرائيل مخطط إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع والتوجه إلى سيناء المصرية، خصوصاً بعد الدمار الواسع وبالأخص في شمال القطاع، وبالتالي قد تخسر العلاقات مع مصر إلى حد كبير، وكيف سترد القاهرة عملياً على هذه الخطوة حال تنفيذها، وكذلك الحال مع الأردن إذا تم تهجير فلسطينيي الضفة الغربية للأردن وبعد سحب الأردن لسفيره من تل أبيب؟

- هل سوف يستمر الموقف الإيراني الغامض كما هو للحصول على صفقة مع واشنطن، تضحي فيه إيران بحركة حماس مقابل الاحتفاظ بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن واستمرار حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا؟

الإجابة عن كل الأسئلة السابقة هو الذي سيحدد هل ستشهد المنطقة حرباً إقليمية أم لا، ورغم أن الأمور يمكن أن تنفلت في أي لحظة بسبب سوء تقدير هذا الطرف أو ذاك، فإن المؤشرات العامة تقول إن المنطقة لن تنجرف لحرب واسعة، بل ربما مجرد حروب صغيرة هنا وهناك وبالوكالة.

لكن ما يمكن الإجماع عليه أن المنطقة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الساعة السادسة والثلث من صباح السابع من أكتوبر الماضي بعملية «طوفان الأقصى» والرد الإسرائيلي بـ «السيوف الحديدية».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة احتمالات الحرب الإقليمية الواسعة



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:37 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة
 العرب اليوم - تامر حسني وهنا الزاهد ينتهيان من تسجيل أغنية أحلى واحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab