كيف تتم مسابقات التعيينات

كيف تتم مسابقات التعيينات؟

كيف تتم مسابقات التعيينات؟

 العرب اليوم -

كيف تتم مسابقات التعيينات

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أسابيع قليلة انتشرت على صفحات الفيسبوك قصص وحكايات عن تجاوزات فى عملية اختيار الناجحين فى مسابقة أجرتها إحدى المحافظات لاختيار ألف شخص للتعيين فى إحدى شركات المياه الحكومية، التى تقدم خدماتها للمواطنين. المسابقة تقدم لها ٣٠ ألف شخص، تم اختيار تسعة آلاف منهم، وبعد خوض الاختبارات الشفوية والتحريرية نجح ألف واحد منهم فقط.
الذين لم يحالفهم الحظ فى هذه المسابقة أنشأوا صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى وقالوا إن بعض الذين تم إعلان نجاحهم هم أقارب المسئولين بالشركة، وحددوا اسم شخص معين يشغل منصبا مهما فى هذه الشركة، قالوا إنه عيّن ٢٠ شخصا من أقاربه ينتمون لقرية واحدة.
الشركة المتهمة بالمحاباة قالت فى بيان رسمى إنه لا صحة إطلاقا لوجود أى شبهة فساد فى المسابقة التى تم إجراؤها بكل نزاهة وشفافية كاملة، وإن كافة الاختبارات جرت بشكل موثق، ويمكن التأكد من ذلك عبر الجهات الرقابية.
أضاف رد الشركة أن الزعم بأن أحد المسئولين عيّن ٢٠ من أقاربه وأصدقائه ليس صحيحا وأن الموظف لم يكن ضمن اللجنة التى اختارت الفائزين، وأن اللجنة تضم قيادات المحافظة وكلية الهندسة ورؤساء شركات ومن الشركة القابضة خارج المحافظة.
عرضت بأمانة ما قاله الراسبون فى المسابقة ورد الشركة، وحرصت على عدم ذكر اسم الشركة أو حتى مكانها لأن ذلك ليس هو المهم. بل المهم من وجهة نظرى هو القواعد والمبادئ العامة التى تحكم عمل بعض المسابقات فى مصر.
أزمة هذه المسابقة والتطور المهم أن أحد نواب البرلمان تقدم بطلب إحاطة لوزير القوى العاملة ووزير الإسكان بشأن ما تردد عن وجود شبهات فساد فى هذه المسابقة.
مبدئيا ومن وجهة نظرى فإنه من دون مستندات موثقة وحاسمة يصعب اتهام الشركة بالفساد والتجاوز، وبالتالى فإن الأجهزة الرقابية حينما تفحص مثل هذا النوع من الاتهامات فإنها تحتاج لأدلة وليس فقط لاتهامات مرسلة.
لكن مرة أخرى أعود إلى الحديث عن القواعد والمبادئ، لأن كلامى السابق حتى وإن برّأ مبدئيا هذه الشركة طالما ليس هناك دليل دامغ، لكن لا يعنى ذلك من بعيد أو قريب أن كل الأمور تمام فى المسابقات المختلفة التى تتم فى غالبية القطاعات والوزارات.
أعرف أن إثبات الاتهامات أمر شديد الصعوبة، وأعرف أن هناك تجاوزات بشكل أو بآخر فى العديد من الجهات الحكومية، والخاصة على السواء، وأعرف أن الواسطة ستظل موجودة بصورة أو بأخرى، لكن المهم ألا تكون هى الأساس الحاكم لكل التعيينات وأن يكون المستحقون هم الذين يتم اختيارهم أولا، وألا يكون كل المختارين هم من أهل الثقة على حساب أهل الخبرة.
مرة أخرى أعرف أن الأمور ليست مثالية وأن الجهاز الإدارى للدولة خصوصا فى المحليات تعرض للكثير من الضربات والتداعيات التى جعلته ليس فى أفضل أحواله.
سؤالى الأساسى فى هذا الموضوع: هل هناك طريقة عملية للتأكد من أن هذه المسابقات تتم فعلا على أسس صحيحة وليس عبر «تستيف الأوراق»؟!
بعض المؤسسات صارت خبيرة فى عملية «التستيف»، بحيث لا يمكن لأى جهة إدانتها، فالأوراق ظاهريا سليمة، لكن فى الباطن فإن رائحة الفساد تزكم الأنوف، وأظن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما قرر إعادة النظر فى قوانين البناء، فإنه كان يهدف إلى إيجاد صيغة عملية وعادلة للتغلب على الفساد الذى عشّش فى بعض الأحياء، ويومها تم الاتفاق على أن تكون اللجنة التى تتولى منح التراخيص ليست قاصرة فقط على الحى أو جهاز المدينة، بل من عدة جهات مختلفة، ومنها كلية الهندسة التابعة للمنطقة، وأجهزة حكومية ورقابية أخرى.
لا أعرف هل تم تطبيق هذه الآلية أم لا، لكن أتمنى أن نجتهد جميعا فى البحث عن صيغ عملية لضمان حيادية وعدالة كل شىء من أول تصاريخ البناء إلى مسابقات التعيينات فى القطاعات المختلفة.
أسوأ شىء أن يشعر عدد كبير من المواطنين بأنهم مظلومون وأنهم كانوا الأحق، وإذا شاع هذا الشعور، فإن حتى الراسبين غير المستحقين وغير المؤهلين سوف يتحججون بالقول إنهم رسبوا فقط لأنهم بلا واسطة.
أتمنى ألا تتعامل الجهات الحكومية وغير الحكومية باستهتار مع تنامى الشعور بالغبن والظلم لأن آثاره بعيدة المدى فى منتهى الخطورة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تتم مسابقات التعيينات كيف تتم مسابقات التعيينات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab