رصيف الـ «سوشيال ميديا»

رصيف الـ «سوشيال ميديا»

رصيف الـ «سوشيال ميديا»

 العرب اليوم -

رصيف الـ «سوشيال ميديا»

بقلم - أمينة خيري

أعود لطرح السؤال: هل «مجانية» منصات التواصل الاجتماعى تعنى بالضرورة التعدى على الآخرين، وإعطاء كل منا الحق لنفسه ليصدر أحكامًا منطوقة ومكتوبة على بعضنا البعض، وملء المساحات بـ «الولا حاجة»؟.. الشارع والرصيف فضاء عام يملكه الجميع. وحال شوارعنا وأرصفتنا ترجمة فعلية لمفهومنا عن الملكية العامة. صاحب المقهى الذى يقرر أن يحتل الرصيف وجانبًا من حرم الشارع، أو صاحب العمارة الذى يقرر أن يزرع الرصيف ليستمتع بالزرع حين يحتسى قهوته فى شرفته، أما المارة فعليهم مناطحة السيارات فى عرض الشارع. وأصحاب السيارات الذين يقررون أن يتركوا سياراتهم صفوفًا ثانية وثالثة، أو الميكروباصات التى تحمل الزبائن فى مطالع الكبارى وتتخلص منهم فى منازلها.. أمثلة إساءة استخدام الملكية العامة وخرق حقوق الآخرين أكثر من أن تعد أو تحصى. والحقيقة إنها ثقافة، بالإضافة بالطبع لوهن فى تطبيق القانون مصحوب بـ «عقدة» شعبية تعتبر أن القوانين وجدت من أجل أن يتم كسر رقبتها وإهانتها والتنكيل بها.
وحيث إنها ثقافة، فقد نقلناها معنا إلى الأثير العنكبوتى. نظرة سريعة إلى منصات التواصل الاجتماعى كفيلة بأن تؤكد لنا أننا نتعامل مع أثير «فيسبوك» و«تويتر» و«واتس آب» وغيرها وكأن الغاية منها هى ملء فراغاتها بأى شىء وكل شىء بغض النظر عن قيمته من عدمها، ناهيك عن إعطاء أنفسنا الحق المطلق فى المجاهرة بآرائنا الملغمة بأهوائنا لنحكم على الآخرين، مع العلم أننا كثيرًا ما نخلط بين الأهواء والمعتقدات، فنتعامل مع الأولى وكأنها عقيدة ثابتة راسخة علينا أن نحمل سيوفنا ونمتطى أحصنتنا ونعلن الجهاد بغرض قتل كل من يحلم بـ«هوى» مغاير. كل ذلك يحدث على أثير الـ «سوشيال ميديا» على مدار الساعة 24/7. ولا نجد حرجًا أو حياءً أو حتى قدرًا أدنى من اللياقة لنقرر أن فلانا أحمق أو جاهل أو كاذب أو «ديوث» (والأخيرة صارت منتشرة كالنار فى هشيم المجتمع المتدين بالفطرة)، أو أن فلانة فاسقة أو كافرة أو «لا تجد رجلًا يشكمها» إلى آخر أحكامنا المجتمعية المعتادة، والتى بالمناسبة تخرق كل قواعد الاستخدام على «السوشيال ميديا» مثل «معايير مجتمع فيسبوك» مثلًا من خطاب يحض على الكراهية أو العنف أو خرق الخصوصية وغيرها. وأود أن أشير إلى أن القائمين على الـ «سوشيال ميديا» لم يضعوا قواعد خاصة بالإفراط فى احتلال المساحات المتاحة على أثير المنصات، ربما لأنهم لم يتخيلوا أن يقوم أحدهم بضخ مئات المعلقات ذات الطابع الدينى والثقافى غير الموثقة، والتى لا يحمل أغلبها أى فائدة لباقى المستخدمين، ناهيك عن اقتصارها على ما فعله الأولون قبل مئات الأعوام والتى لا تخلو من كراهية للآخر، أىّ آخر. وهذا النوع من الاحتلال يعتبره المحتلون حقًا بديهيًا، لا سيما أولئك الذين أصابهم مس أقنعهم بأنهم حماة الدين، وكلما احتلوا الأثير أكثر وشتموا المعترضين، أعز الله بهم الدين

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصيف الـ «سوشيال ميديا» رصيف الـ «سوشيال ميديا»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab