علاج الفقر بالإفقار

علاج الفقر بالإفقار!

علاج الفقر بالإفقار!

 العرب اليوم -

علاج الفقر بالإفقار

بقلم : أمينة خيري

هل على الأغنياء أو نصف الأغنياء أن يفرغوا جيوبهم فى جيوب الفقراء؟ هل على من اختار أن ينجب طفلا واحدا ليتمكن من تربيته وتنشئته وتعليمه بأفضل شكل ممكن أن يحرر شيكا بمخصصات الطفل المالية لمن قرر أن ينجب سبعة عيال، ثم اكتشف أنه لا يملك من المال ليضمن لهم وجبة عشاء؟ هل الحل الأمثل لمشكلة الفقر يكمن فى تفريغ جيوب الأغنياء ونصف الأغنياء فى جيوب الفقراء؟ بالطبع علاج الفقر منظومة معقدة جدا، وتضلع فيها الدولة والنظام العالمى والاقتصاد والسياسة والمفاهيم الاجتماعية وقائمة بالغة الطول. بالطبع أيضا، هناك نقاط أخرى «هامشية» مثل التكافل الاجتماعى والتعاطف وغيرهما من الأمور الأخرى التى يٌنصَح بها على سبيل الإنسانية من جانب، ومن باب درء القلاقل الاجتماعية من جانب آخر. وأشير هنا إلى استبعاد ملف الأغنياء الذين تراكمت ثرواتهم بفعل الفساد. لكن لسبب ما، يميل شعب الـ«سوشيال ميديا»، لا سيما ذلك القابع عندنا، فى تبسيط الأمر تبسيطا عجيبا مريعا.

صحيح أن رجل الدين مثلا الذى يمطر رؤوس متابعيه بالحديث عن الزهد والتقشف والرضا بالفقر والتأكيد على أن الفقير يدخل الجنة قبل الغنى بـ500 عام، ثم يظهر فى حياته الشخصية وهو يعيش عيشة الأمراء سيتسبب فى حالة «لخبطة» قد تتحول إلى نقمة عليه أو فقدان ثقة فيه أو مراجعة لحجم تقديسه، وصحيح أن ظهور شخصيات عامة عبر صور وفيديوهات وأمارات الثراء البالغ تحيط بها فى أوقات الأزمات الاقتصادية يدفع البعض للغضب أو الغيظ أو الحقد، والأخير طاغ. واسمحوا لى أن أستعين بجانب مما كتبت هنا فى يناير الماضى تحت عنوان «إنقاذ الفقراء بأموال الأثرياء». فى عام 2017، قالت «أوكسفام» إن ثمانية أشخاص فى العالم يملكون ثروات توازى ما يملكه 3.6 مليار شخص يشكلون نصف أفقر سكان العالم. وفى مطلع العام الجارى، قالت المنظمة الخيرية نفسها إنه يجب خفض عدد المليارديرات فى العالم بنحو النصف مع حلول عام 2030. حديث «أوكسفام» عن الأثرياء والفقراء أثار غضب الأثرياء وحنقهم على الفكرة التى اعتبروها مثيرة للأحقاد، كما دغدغ مشاعر الفقراء وأثار غضبهم وحنقهم ضد الأثرياء. إنها الفطرة الأكثر طبيعية وبدائية. لماذا لا يملك الفقير ما يملكه الثرى؟ لماذا لا يملك صاحب الـ«توك توك» سيارة «مازيراتى»؟ لماذا لا تملك عاملة المنزل ما تملكه ربة البيت؟ لماذا لا يملك الموظف الصغير ما يملكه المدير؟ لماذا لا أملك ما يملك جارى؟ عقب أحداث يناير 2011، ظن ملايين المصريين أن الثروات المنهوبة ستقسم على الجميع. فورة الغضب من الفساد واستلاب أموال البلاد تجعل الحلول السهلة غير المنطقية تسيطر على العقل الجمعى. منع الفساد ومحاربته يختلف عن مواجهة الفقر عبر سحب أموال الأغنياء وتخصيصها للفقراء. هذه ليست عدالة اجتماعية، بل حماقة اجتماعية. علاج الفقر لا يكون بإفقار الأغنياء

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاج الفقر بالإفقار علاج الفقر بالإفقار



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab