مال الحكومة

مال الحكومة

مال الحكومة

 العرب اليوم -

مال الحكومة

بقلم - أمينة خيري

أنهيت مقال الأمس بتساؤل حول سبب روعة وصيانة وحسن تخطيط حدائق المنشآت الخاصة، وعكسها فى المنشآت أو الفضاءات العامة، رغم أن مجموع ما ينفق فى الأخيرة (الحكومية) قد يكون أعلى.. وهذا ما يفتح أبواب إجابات كثيرة، بعضها يتحول إلى أسئلة. ومن الأسئلة ما هو استفسارى برىء، وما يندرج تحت بند الاستنكارى العميق.

جرى العُرف الشعبى أن يعتبر «مال الحكومة» أو «فلوس الحكومة» إما مالا سائبا لا صاحب أو مراقب له، أو أنه أقرب ما يكون إلى السبيل الذى يغترف منه ما يشعر بميل للاغتراف. وأتجرأ وأقول إن «مال الحكومة» شهد على مدار عقود طويلة ما يعكس ميولًا انتقامية أو جنونية أو كراهية لدى البعض من المواطنين. التخريب والتنكيل وإساءة التعامل والتلذذ بإلحاق الضرر بـ«مال الحكومة» أمور نعرفها جميعًا منذ زمن.

لكن فى أزمنة غير الأزمنة كان هناك عاملان تقلصا كثيرًا من حياتنا اليوم.. كانت هناك منظومة «الصح» و«ما لا يصح»، ولا أتحدث عن الحلال والحرام.. وكان هناك شكل من أشكال المراقبة لحال الشارع وما فيه من تصرفات وسلوكيات، سواء كانت مراقبة رسمية أو مجتمعية. كان حس الناس بالجمال والأخلاق أعلى وأعمق. كما كان هناك حس بالملكية الجماعية والمصلحة العامة أعلى وأعمق.

«مال الحكومة» عبارة تعكس بلادة وجهالة وحماقة. لماذا؟ لأنها أشبه بمن يشارك فى زرع ورى وصيانة حديقة تفيده وأسرته وأهله وجيرانه وأصدقاءه، ثم يصر على إلقاء قمامته فيها يوميًا، وكلما نمت شجرة أو انتعشت ورود يخرّبها ويدوس عليها بحذائه.. تجد أُمًّا «فاضلة» ومعها أطفالها فى حديقة عامة، ترى الصغار ينطلقون صوب الورود فيقطفونها كلها، ثم يقطعون أوراقها، وحين يحين موعد العودة إلى البيت يلقونها على قارعة الطريق.

تنظر إليهم الأم الفاضلة وتردد: «ما شاء الله ربنا يحميكم». هذا المشهد «الدموى» القبيح الردىء قلما يزعج أحدًا من المارة، وإن أزعج وتجرأ أحدهم على لوم الأم الفاضلة على تركها الصغار يعبثون بالصالح العام، فسيجد بدلًا من الموبّخ عشرة، بدءًا بـ«عيال وبيلعبوا».

ومرورًا بـ«دى فلوس حكومة»، وانتهاء بـ«وإنت مالك؟!». أشار القارئ العزيز المهندس أحمد عبدالسلام إلى الفرق بين روعة وصيانة وحسن تخطيط حدائق المنشآت الخاصة ورداءة مثيلاتها فى الفضاءات العامة، رغم أن ما ينفق على الأخيرة غالبًا يكون أكثر. وهنا نعود إلى فكرة «مال الحكومة» و«مال الفرد».

فى مال الحكومة كثيرًا ما يتصرف - بمن فى ذلك القائمون على بنود وطريقة إنفاقها- من منطلق الأسهل، فهو مال لا أول له أو آخر، كما أنه لا تعنيهم كثيرًا فكرة التدبير والترشيد، مثلها مثل العامل أو الموظف فى الحكومة، حيث يسمح له أو تتغاضى الأعين عن عدد ساعات عمله، وقيمة ما ينتج فى هذه الساعات، ومظهره فى مكان العمل، وذلك على العكس من العامل والموظف فى القطاع الخاص حيث الدقيقة بثمن.

وللحديث بقية..

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مال الحكومة مال الحكومة



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:56 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024
 العرب اليوم - نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab