بقلم - زاهي حواس
في المؤتمر الدولي للتراث المغمور بالمياه الذي عقد في جدة، أشارت هيئة التراث إلى اكتشافات أثرية ضخمة تمت خلال الأعوام الماضية، منها العثور على أكثر من 4000 تل من الأصداف البحرية، بالإضافة إلى الكشف عن 160 موقعاً تحتوي على أدوات العصر الحجري وبعض المنشآت المعمارية وقطع من الفخار. وقد تمت هذه الاكتشافات بواسطة بعثة سعودية - بريطانية تعمل في جزر فرسان. ومن الاكتشافات المهمة أيضاً العثور على أربعة كهوف حول جزيرة قماح تحت مستوى سطح البحر. وعثر في بعضها على أدوات العصر الحجري وقطع من حجر البازلت.
وكذلك تم اكتشاف فترة استيطانية تعود لـ 9000 سنة، في جزيرة فرسان حول شاطئ جنابة. وتشير نتائج المشروع إلى أن هذه السواحل قدمت المواد اللازمة من الرخويات البحرية ومصادر الغذاء الأخرى التي ساهمت في انتقال الإنسان من أفريقيا إلى داخل الجزيرة العربية، والتي أبقتهم أحياء أثناء موسم الهجرة في أوقات الجفاف.
وقامت بعثة سعودية - صينية باكتشاف عدد من السفن الغارقة في أحد الموانئ القديمة الذي بني خلال العصور الإسلامية المبكرة (القرن الثامن الميلادي) وتطور وازدهر بحلول القرن الخامس الهجري وتحول إلى مدينة عظيمة تستقبل حجاج بيت الله الحرام.
وكشفت بعثة سعودية - ألمانية بموقع الشعيبة عن بعض المعثورات الأثرية، منها ما يعود إلى القرن الرابع الميلادي مثل بعض الجرار الكبيرة التي يحتمل أن يكون منشؤها شرق حوض البحر المتوسط. وكذلك تم العثور على حطام إحدى السفن، وعثر بداخلها على أجزاء من جرتين من نوع «أمفورا»، وكذلك تم الكشف عن عدد كبير من الأواني الفخارية التي تعرف باسم أواني العقبة ومصدرها العقبة في الأردن، وتؤرخ من القرن السادس الميلادي.
وعلى بعد 10 كلم شمال أملج في ميناء الحوراء كشفت بعثة سعودية - يابانية عن مدينة محصنة، فيها أسواق ومنازل وقصور ومسجد، تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة. وكذلك کشفت الحفائر عن «منطقة الميناء» في الشمال و«المنطقة السكنية»، وكذلك وُجدت فيها قطع تعود إلى فترات إسلامية مختلفة، من أهم تلك المعثورات كسر من الفخار والخزف الصيني، وعلى شمال هذه المنطقة يوجد شرم صغير من الأرجح أنه كان يستخدم مرسى.