البذور التي لا تموت

البذور التي لا تموت

البذور التي لا تموت

 العرب اليوم -

البذور التي لا تموت

بقلم - عائشة سلطان

الذين يسلطون آلة القتل ضد النساء والأطفال تحديداً، لا يفعلون ذلك بطريق الخطأ حتماً، ذلك تبرير مستفز يحمل ما يحمل من تضليل للرأي العام، فالذي يقتل الأطفال لا يفكر إلا في هدف وحيد هو قتل الحياة، من خلال الخلاص من بذور الحياة: الأطفال، الذين يمثلون الغد، والأمل، والنهوض، والتغيير.

إن الأطفال في كل مكان هم خمائر المستقبل، المؤتمنون على الحقوق وحفظ الحياة والجينات وجميع المورثات الثابتة لكل أمة، هم ولا أحد غيرهم، من تخطط المدن لأجلهم، ويؤسس الأمن والسلام والاقتصاد لأجل تأمين الحياة المثلى لهم، لذلك وبرغم كل ما نراه ونشهده، فإن وأد الحياة على أرض فلسطين أمر مستحيل الحدوث، فهذا شعب متجذر لآلاف السنين في تربته وحضارته ولغته وهويته، وليس من اليسير أو الممكن اجتثاثه أو إبادته، إنه ليس كالهنود الحمر ليتلاشى، ولا كالديناصورات لينقرض، إنهم بذور صلبة كأشجار الزيتون المباركة والمعمرة.

«حاولوا دفننا ولم يعلموا أننا بذور» إن هذه العبارة ذات المغزى العميق والملهم جداً، والتي تنسب لجيفارا، تصلح أن تقال في مواجهة كل محاولة للإلغاء والطمس والاجتثاث والإبادة، فوحدها البذور الفاسدة تعطب في الأرض، أما البذور الصالحة والشعوب القوية، فكلما حاولت دفنها منحتها فرصة أقوى للحياة، لأنها تحتمي بدفء تربتها لتنبت من جديد مراراً وتكراراً.

يقول أحدهم متحدياً: أتظن أنهم بمحو الشعر ينهون القصائد، وأنهم إذا طمسوا البذور عميقاً تنتهي حكاية الأشجار؟ إن للحكايات منطقاً عكس ذلك تماماً!

في روايتها الأخيرة «جزيرة الأشجار المفقودة» تصرخ الكاتبة التركية ألف شافاق، مستعيرة صوت الطفلة إيدا ابنة الأب اليوناني والأم التركية المسلمة، لتتحرر من حالة الطمس القاتل لجذورها التي تشعر بها حية في داخلها، برغم اجتهادات والديها لقطع صلاتها بهذه الجذور، وإعادة إنتاج هوية جديدة للطفلة عبر العيش والتعلم في بيئة لندن التي عجزت أن تتخذها هوية بديلة لها، فالانتماء بذرة، والبذور إذا دفنت تنمو أشجاراً ولا تموت!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البذور التي لا تموت البذور التي لا تموت



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:02 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025
 العرب اليوم - ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

GMT 04:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

قصف متفرق على أنحاء غزة والاحتلال ينسف مباني في جباليا

GMT 18:10 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 12:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كاليدو كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 13:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

راموس يرفض اللعب في كأس العالم للأندية 2025

GMT 13:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

منافسة إسبانية سعودية لضم الإنكليزي ماركوس راشفورد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab