التأزم اللبناني ومسار السلام

التأزم اللبناني ومسار السلام

التأزم اللبناني ومسار السلام

 العرب اليوم -

التأزم اللبناني ومسار السلام

بقلم - رضوان السيد

منذ أيام قليلة وقع اشتباكٌ بالأيدي في إحدى الفضائيات، مع أنّ الذين شاركوا في الحلقة النقاشية جاؤوا لإجراء نقاش هادئ. تعددت موضوعات المجادلة من انتخابات الرئاسة إلى انقضاء مدة حاكم المصرف المركزي، وضرورة التعيينات في قيادة الجيش، وملف اللاجئين السوريين، واجتماع الدول الخمس بشأن لبنان، وحقول الغاز ببحر جنوب لبنان. وفي كل موضوعٍ كان الجدال يتأجج ويحصل الاشتباك بالكلمات ثم بالأيدي.
المشاركون كانوا يتقاذفون بما يعتبرونه معلومات. وبالطبع ما أفضى النقاش إلى شيء، شأن عشرات الندوات والمنتديات الأخرى. في اجتماع الدول الخمس أعاد المشاركون الملفَّ الرئاسيَّ إلى الداخل، بحجة أنّ هناك مساراً دستورياً واضحاً لانتخاب الرئيس يتمثل في انعقاد مجلس النواب لحين حصول أحد المرشحين على الأكثرية. لكن مفاتيح مجلس النواب بيد فريق، والانقسام يتخلل كل التفاصيل، فيتعذر الاتفاق على مواعيد عقد المجلس، ويحال الأمر مجدداً إلى الأطراف الخارجية التي يزعم كل فريقٍ أنها هي مَن يحولون دون التوافق.
وإذا تجاوزنا مؤقتاً موضوع الرئاسة، نجد أنّ غالبية الأطراف السياسية مختلفة فيما ينبغي فعله. ففي حاكمية المصرف المركزي ليس هناك اتفاق على اختيار بديلٍ بعد ثلاثين سنة في ظل حاكم واحد.
يقول طرف قوي إنه لا يجوز اختيار بديلٍ للحاكم ما دام رئيس الجمهورية غائباً. وكذلك الأمر في استخلاف الأعضاء الذين تقاعدوا من قيادة الجيش، والحجة مرة أخرى أن رئيسَ الجمهورية غائب.
ولا يذكر أحدٌ غيابَ الرئيس عندما يتعلق الأمر بملف اللاجئين السوريين. لكنّ الخلاف على أشده في هذا الموضوع أيضاً. فقد أصدر البرلمانُ الأوروبي قبل أيام بياناً أكد ضرورةَ بقاء اللاجئين على الأرض اللبنانية حتى تصبح العودة طوعيةً وآمنة. وهناك اختلاف في معنى الأمن، وبخاصةٍ أنّ هناك ثمة من جانب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي للعودة السريعة، لأنّ الظروف غير ملائمة. وقد هبّ كثيرون لمعارضة بقاء اللاجئين، في حين تشبث آخرون بضرورات البقاء من أجل المساعدات الدولية التي تتناقص بالتدريج. لكن لا أحد من المتجاذبين عنده حلَّ لمسألة اللاجئين. إنها ملفات تنمو وتتكاثر وتقع أعباؤها على فقراء المجتمع اللبناني والسوري. وهكذا يدخل ملف اللجوء ومشكلاته في النقاش العام دونما نتيجة.
لا تُستنفد المواضيع التي تهمُّ اللبنانيين؛ وفي كل يومٍ تقريباً يدخل أُناسٌ احتُجزت أموالهم بالبنوك إليها من أجل أخذها بالقوة! وتتكوم النفايات في الشوارع دون أن يأبه لذلك أحدٌ. إنّ هذه السلسلة المتعاقبة من الأزمات، تُعلَّق مرةً على مشجب رئاسة الحكومة، ومرةً أُخرى على مشجب غياب الرئيس. ورئيس الحكومة يقول إنّ حكومته حكومة تصريف أعمال، ولا تملك حقّ التصرف وصلاحياته!
هل هي أزمة حكم أم أزمة نظام؟ لا أحد يدري، فقد سبق أن حصلتْ كل هذه الأمور في فترات غياب رؤساء الجمهورية أو الحكومات، وما كادت تجد حلاً في حالة حضورهم! من أين يبدأ مسار السلام الداخلي؟ هل يبدأ من الرئاسة؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يحصل الانتخاب والمرشحون متكاثرون ومجلس النواب حاضر؟ وإذا كانت المشكلة المالية مستعصية وحاكم المصرف حاضر، فكيف ستجد حلاً إذا غاب؟
التساؤلات متكاثرة، لكن ليست هناك إجابات، أو لا أحد يمتلك الإجابات. ولندع هذا كله، فقد عاد الدولار إلى الارتفاع. ولن يتحسن الوضع في غياب الحاكم صانع المعجزات من قبل، والذي تلاحقه عدة قضايا بالداخل والخارج. هل تسقط الدولة اللبنانية إذن؟ لقد كان الناس يخافون منها وها هم من سنواتٍ يخافون عليها.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التأزم اللبناني ومسار السلام التأزم اللبناني ومسار السلام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 العرب اليوم - هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab