في دراسة التطرف ومكافحته
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

في دراسة التطرف ومكافحته

في دراسة التطرف ومكافحته

 العرب اليوم -

في دراسة التطرف ومكافحته

بقلم: رضوان السيد

كتبتُ في الأسبوع الماضي بصحيفة «الاتحاد» عن المؤتمر الذي عقدته دار الإفتاء المصرية و«مركز سلام» فيها عن تشخيص داء التطرف ومكافحته. وفي الأيام الماضية قرأتُ مقالاتٍ لعبد الله بن بجاد العتيبي ومحمد الرميحي عن الظاهرة ذاتها ووسائل وطرائق مكافحتها.

وكان اهتمام الصديقين بإمكانيات وقدرات وتجارب الاستدامة للظواهر والأفكار الصحوية وعدم الاستخفاف باستمرار العمل والمكافحة، وعدم الاغترار بالخفوت المؤقت أو التحول الخادع. وأنا مقتنعٌ بأنّ القصة مع التطرف لم تنته بعد، وبأنّه على المؤسسات الدينية والمثقفين والإعلام واجباتٌ ومهام لا بد من أدائها لجهات التشخيص وإيضاح الأخطار على الأمن الفكري والاهتمام بقضايا التأهل والتأهيل، وتصحيح المفاهيم الدينية وتحريرها.
لقد لاحظتُ قبل أيام وأنا أستعرض رسائل وأطروحات طلاب الدراسات العليا في المعاهد والكليات الإسلامية في العقود الثلاثة الأخيرة هذا التركيز على الأعمال حول مقاصد الشريعة. وهو مبحثٌ جليلٌ بدأ في أواخر القرن التاسع عشر باعتباره داعيةً لفتح باب الاجتهاد، وإنجاز التجديد في تأمل المسائل الكلامية والفقهية التقليدية.
وقد استعرضتُ في عددٍ من الدراسات مسارات هذا المبحث خلال القرن العشرين، ومدى فعاليته في التحرر والتحرير، وذلك بنقل البحث في الاجتهاد والتجديد من الطريقة القياسية الضيقة والمتشظية إلى المعنى العام للدين والشريعة ومقاصدهما في صون«المصالح الضرورية» للحياة الإنسانية.
لكنّ العقود الأخيرة شهدت استيلاءً على هذا المبحث أو التفكير بالدين من جانب الصحويين وجماعات الإسلام السياسي. فاستناداً إلى تشخيص آخر مسيَّس لعلاقات الدين بالمجتمع، والدين بالدولة، صار هذا المجال البحثي منطلقاً للحديث عن نهجٍ إسلامي كامل يكون سبيلاً مباشراً في تطبيق الشريعة في التصور الجديد واستعادتها إلى المجتمع والدولة! ويتأسس ذلك على مقولة افتقاد المشروعية غفلةً أو تآمراً وضرورة استعادتها إنفاذاً للدين واعتبار أنّ الدولة لا تعود إسلاميةً إلاّ إذا اعتبرت مهمتَها الرئيسيةَ القيامَ بذلك!
ولا أُبالغُ إذا قلتُ إنه منذ ثمانينيات القرن العشرين كُتبت مئات الأُطروحات في المقاصد باعتبارها المدخل لتطبيق الشريعة. وصارت لذلك ثلاث شُعَب: الشعبة المعنية بمعنى الدين وأهدافه، والشعبة المعنية بربط المقاصد بالأخلاق، وأخيراً الشعبة المعنية بالاشتراع أو تحويل الدين(= الشريعة) إلى قوانين! بالاستيلاء الصحوي على هذا المجال في التفكير بالدين سادت مغالطاتٌ كبرى.
إذ ما هي الشريعة؟ هي عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات، وهي سائدةٌ في حياة المسلمين وليست غائبةً حتى تحتاج إلى استعادة. ثم إنّ النظام السياسي في المجتمعات الإسلامية، كما في غيرها، لا تقوم شرعيته على تطبيق أحكام الدين وليس ذلك من مهامّه. بل مهمته إدارة الشأن العام وحماية مصالح الناس، وعلى النجاح في تلك الإدارة تنمو الشرعية وتتدعم. ثم مَن يقول إنّ الدين يمكن تطبيقه بتحويله إلى قوانين؟! لقد ظهرت في أواخر الدولة العثمانية فكرة «تقنين الفقه» تشبهاً بالقوانين المدنية، ثم فجأةً وفي النصف الثاني من القرن العشرين، تصاعد الحديث عن تقنين الشريعة باعتبار ذلك السبيلَ الوحيدَ لتطبيقها كأنها غائبة أو مهملة ولا بد من فرضها بقوة القانون! وهكذا صارت إقامة الدولة الدينية واجباً لأنها ضروريةٌ لإقامة الإسلام!
لقد ذكرتُ هذه الفذلكة المضنية للدولة الدينية في الفكر الإسلامي المعاصر والتي قام بها الصحويون الحزبيون باستخدام مقاصد الشريعة تارةً، وباستخدام صورتهم المخترعة للتاريخ البعيد تارةً أخرى. وهو التصور الذي كسب جمهوراً أفادت في الحصول عليه والوصول إليه متغيرات الوعي، وتأزمات الحداثة وما بعدها في القرن العشرين الذي انقضى وما انقضت آثاره واستنزافاته. وهو التصور الذي غذّى التطرف، وأفضى إلى العنف باسم الدين في كثيرٍ من مجتمعاتنا ودولنا.
أين نحن الآن؟ لقد تحطمت موجة الأسلمة المصنوعة خلال أكثر من نصف قرن.
بيد أنّ الآثار ما تزال مستقرةً في الوعي والتصرف، ولا بد من العمل الديني والفكري والثقافي والإعلامي من أجل استعادة السكينة في الدين، وتجديد تجربة الدولة الوطنية، وتصحيح العلائق مع عالم العصر وعصر العالم.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في دراسة التطرف ومكافحته في دراسة التطرف ومكافحته



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab