الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية

الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية

 العرب اليوم -

الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية

بقلم - رضوان السيد

منذ ثلاثة عقود وأكثر يختلف الاستراتيجيون الأميركيون ومعهم بعض أساتذة دراسات الشرق الأوسط بشأن حكمة أو شجاعة السياسات الأميركية تجاه إيران. وآخر محطات الخلاف الاتفاق الأميركي - الإيراني الأخير بشأن تبادل المحتجزين في الدولتين. وإيصال ستة مليارات دولار إلى إيران. هذه المرة قال لي أستاذ ألماني وخبير في العلاقات الأميركية بالشرق الأوسط: سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط استشراقية، وعنى بذلك أنها سطحية لا تفهم إيران، وبالتالي لا تُحسن التعامل معها! وقد كان رأي اليساريين الأوروبيين والأميركيين سيئاً دائماً في السياسات الأميركية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، وانضمت إيران إلى فلسطين في العقود الثلاثة الأخيرة بشأن الاتهام بسوء الفهم والإصغاء إلى مصالح عاجلة وأفكار خيالية في التعامل مع إيران، مما جعل الولايات المتحدة ضعيفة تجاهها وقابلة للابتزاز على طول. وصحيح أنّ هناك استشراقاً جديداً تحريضياً على العرب بعد إغارة «القاعدة» على الولايات المتحدة، لكنّ هذا الاستشراق ليس ساذجاً ولا سطحياً، بل يرتبط بمصالح معينة، ليس في الجامعات فقط؛ بل وفي مراكز البحوث ووزارة الخارجية. إنما هناك «استشراقٌ» آخر إذا صحَّ التعبير وهو ليس سطحياً أيضاً ينتقد الخبراء وأساتذة الجامعات القريبين من الإدارة والذين يؤثّرون في السياسات تجاه إيران، أكثر مما يؤثرون في السياسات تجاه إسرائيل والفلسطينيين. وأشهر هؤلاء الناقدين زاكاري لوكمان صاحب الكتاب المشهور: الاستشراق وسياساته. وهو لا يقول بسطحية المستشرقين الأميركيين، بل بتحيزهم!

     

 

             

 

السياسات الأميركية الخارجية والداخلية مشهورٌ عنها الاستعانة بالخبراء وأساتذة الجامعات، والعاملين في مراكز البحوث. لكنّ المستشرقين الأميركيين ما لعبوا دوراً في قراءاتها باستثناء ما يقال عن برنارد لويس، المستشرق المشهور، عشية الحرب على العراق. وقد رأيتُه بعُمان عام 2008 فأكد لي أنّ سياسيي بوش الابن استشاروه بعدما كان القرار بغزو العراق قد اتّخذ، وكأنما أرادوا أن يؤكدوا لبوش الابن صحة قراره بشهادة لويس، وبالطبع فإنّ برنارد لويس لم يقصّر في تأدية ذلك الدور وتلك الشهادة الصادقة والناصحة!

دارس الإسلاميات الأميركي الآخر خوان كول صاحب كتابَي: «محمد رسول السلام وسط صراع الإمبراطوريات»، و«سياسات السلام في الإسلام»، مُصرٌّ على السذاجة أو سوء الفهم والإصغاء للمصالح القريبة، لدى السياسيين الأميركيين وسواء أكان مستشاروهم مستشرقين أو خبراء استراتيجيين، ويستدلُّ على ذلك بما حدث في مغامرة «إيران كونترا» أواسط الثمانينات من القرن الماضي، والمشاهد المسرحية للمبعوثين الأميركيين في طهران لإقناع الإيرانيين بسلامة نواياهم في مساعدة إيران في الحرب، بعد أن كانوا قد ساعدوا صدّام حسين. وهو يرى أنّ الاتفاق الخامس أو السادس السري أو العلني بين الطرفين (وغالبية الاتفاقيات سرية إلاّ ما يُرادُ إقناع الرأي العام الأميركي به) ومنها الاتفاق الأخير، لا مسوِّغَ له ولا مصلحة أميركية وطنية فيه، بل ومن ضمن سذاجاته تنحية روبرت مالي عن الملفّ، حتى لا يقال إنّ صديقاً لإيران هو الذي دفع إليه لأنّ روبرت مالي معروفٌ بمخامرته للإيرانيين منذ نحو العقدين!

بحسب هذا التوجُّه فإنّ الذي دفع للاتفاق استحداث «هدنة» بين أميركا وإيران لمدة عامٍ خلال حملة بايدن لتجديد رئاسته. فمن جهة لا يفيد لدى الرأي العام الأميركي العودة إلى اتفاق عام 2015 الذي خرج منه ترمب عام 2018 بوصفه قائداً فحلاً. ولتأجيل المفاوضات الطويلة حول الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات، يحسُنُ إرضاءُ إيران بالإفراج عن بعض المال، وبالاتفاق «غير الرسمي» معها على تهدئة التوتر في مضيق هرمز، ولدى الميليشيات الإيرانية في سوريا، والتي تبادلت في الشهور الأخيرة الضربات مع القوات الأميركية في قاعدة التنف على الحدود السورية - العراقية - الأردنية. وقد يطلب الأميركيون من نتنياهو الذي قد يدعونه لزيارة واشنطن بعد إعراض، وقف الغارات الجوية والصاروخية على الإيرانيين في سوريا مؤقتاً!

خوان كول يذهب إلى أنّ القرآن الكريم عندما كان يطلب الاستعداد للحرب فإنما من أجل الحيلولة دون وقوعها: (وأعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوّكم وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم). الأميركيون وفي مواجهة الهجمات الإيرانية والمتأيرنة في البحر والبر والجو أرسلوا أساطيل وثلاثة آلاف جندي إلى بحر عُمان ومضيق هُرمز، وحذّروا السفن التجارية من الاقتراب من المياه الإقليمية الإيرانية، وزادوا أعداد طائراتهم في سوريا. فالمطلوب إحداث الهيبة والرهبة. هناك العصا، وهناك الجزرة وإن تكن صغيرة. وإن نجح الديمقراطيون في العودة للبيت الأبيض بعد 2024 فهناك وقتٌ كافٍ للتفاوض المثمر من أجل العودة إلى اتفاق عام 2015 مع إضافاتٍ وحواشٍ، رغم وعد بايدن المتكرر أن يعود للاتفاق في فترته الأولى!

عامٌ من الهدوء وعدم الإثارة في المنطقة هو المطلوب، وهذا يسري مع إيران وفي المشكلات الأخرى. ولذلك كما هدَّد وزير الحرب الإسرائيلي بإعادة لبنان إلى العصر الحجري إن هاجم الحزب المسلَّح إسرائيل؛ فقد هدَّده زعيم الحزب المسلَّح بإعادة الكيان الصهيوني إلى العصر الحجري بدوره إذا هاجمت إسرائيل لبنان، وبالطبع عندما يتعلق الأمر بأميركا لا يعود هناك بيد الفريقين ما يفعلانه، بعيداً عن الزمن الحجري الأول أو الثاني! ولأنّ الأوضاع الانتخابية بالداخل الأميركي تقتضي عدم حدوث حرب؛ فسيكون على الإدارة الأميركية وحتى منتصف عام 2024 أن تُرضي الجميع وإن كانت غير واثقةٍ من التزام إيران، رغم إصرار روبرت مالي على براغماتية الإيرانيين ووفائهم لاتفاقياتهم مهما كلَّف الأمر!

هل يتسبب الاستشراق الأميركي للولايات المتحدة بأزمات في العلاقات الشرق أوسطية لأميركا؟ بالطبع لا، ولا حتّى الخبراء الاستراتيجيون! وتظل الإمبراطورية قادرةً على الضبط والربط، وليس من الضروري أن يكون التراجع أو غضّ النظر دليلاً على السذاجة والسطحية أو الجبن، بل هي مصالح مقدَّرة!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية الاستشراق الأميركي والسياسات الخارجية



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab