الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش

الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش

الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش

 العرب اليوم -

الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش

رضوان السيد
بقلم: رضوان السيد

طوال ثلاثة أيام (22-24 نوفمبر 2022) ناقش زهاء الستين أستاذاً في المؤتمر الذي أقامته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية قضايا الدراسات الإسلامية في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.

وكان المقصود إزالة العقبات والتشنجات من جهة، والإفادة من التوجهات والمناهج الجديدة في العلوم الاجتماعية والطبيعية، ومن دراسات الإسلام في العالم الأوسع، من جهة ثانية. وكان الرأي أنه في تحرر هذه التخصصات وتحريرها، تزداد فُرَص العمل على تعزيز قيم المواطَنة والتعايش بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر.
لقد جرت من قبل وما تزال تجري محاولات حثيثة لتجديد الدرس الديني أو تجديد الخطاب الديني، لكنها محاولات جزئية أو موضعية تفتقر للرؤية الشاملة التي تشكّل منطلقاً لصنع الجديد والمتقدم. وقد تعددت اتجاهات الدارسين في هذا المؤتمر الكبير في مقاربة موضوعَيْ التحرير والتجديد.
كان هناك مَن تنبَّه إلى أنه منذ عدة عقود تفجرت في الدراسات الإسلامية العالية عدة مشكلات: الصراع بين التقليد والأُصوليات الانشقاقية، والفصام بين الدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية، واستعصاء إدخال قيم المواطَنة والتعايش.
وقد انصبّ الاهتمام منذ فترةٍ طويلةٍ على الخطاب الديني في المساجد ووسائل الإعلام للتأثيرات المباشرة على الناس، وما كان هناك الاهتمام نفسه بدراسات الإسلام والعلوم الشرعية بالجامعات.
ولذا حصلت فيها انشقاقات لصالح الأصوليات الراديكالية، فكانت ردة الفعل الانكماش على النفس من جهة، والالتفات إلى التنافس مع الأصوليين في أطروحات تقنين الشريعة وتطبيقها والنظام الكامل وما شابه مما لا يجلب نفعاً بل ينشر المقولات الخاطئة المضرة بالدرس الديني وبالقيم الدينية الكبرى وقيم المواطنة والتعايش.
عندما نتحدث عن الدراسات الإسلامية، يكون هناك فصلٌ بينها وبين العلوم الشرعية. والعلوم الشرعية هي التي تُدرسُ في كليات الشريعة والمعاهد المشابهة، بينما يُسمّي دارسو الإسلام في الجامعات العربية وفي الغرب هذا التخصص «الدراسات الإسلامية».
ولذلك سببان يتعمد كثيرون تجاهلهما، أولهما أن العلوم الشرعية هي تلك الأصلية أو علوم المقاصد مثل التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه والفقه وأصوله. ومن ضمن تلك العلوم يجري الاهتمام بالفقه والاجتهاد فيه باتجاه الواقعية والتطبيق. في حين يذهب دارسو الإسلاميات العامة إلى المنهج الثقافي والحضاري. وقد كان هناك اتجاهان في المؤتمر: اتجاه يدعو إلى إدخال مناهج العلوم الإنسانية على ما يُسمَّى بالعلوم الشرعية من أجل الحيوية والتحديث وإعادة توجيه الأهداف، واتجاه يدعو إلى دعم بحوث الاجتهاد كما حصل سابقاً منذ مائة عام وأكثر، والتفكير أكثر بمراجعات فقه المقاصد الذي توزعت اتجاهاته وفقد التركيز.
وقد كنتُ في محاضرتي بالمؤتمر من دعاة الاتجاه الأول في دعم التكامل والتخصصات البينية وفي الاتجاه لدراسات التاريخ الثقافي. وفي الإفادة أكثر من التواصل مع توجهات دارسي الإسلاميات والعلوم الإنسانية في الغرب. بينما مال أكثر الزملاء إلى الاتجاه الثاني الذي اعتبروا أنه أكثر جدوى في مواجهة المشكلات الحالية، وبخاصةٍ أنه كان بينهم رؤساء جامعات عربية وإسلامية وعمداء لكليات الشريعة وأصول الدين ووزراء حاليون وسابقون للأوقاف والشؤون الإسلامية.
هؤلاء جميعاً تحدثوا عن التغييرات الكثيرة التي جرت على المناهج وما تزال تجري. ثم إنّ عديدين منهم ما يزالون عميقي الشكوك في دراسات «المستشرقين» الذين يرون أنهم يستخدمون المناهج والتخصصات البينية في العلوم الإنسانية أكثر من اللازم، فيصلون إلى تأويلات راديكالية. بيد أنّ الجميع تأثروا بالورشة عن الدين والعلم والتي قادها باحثون أجانب، وهذا يلقي ضوءاً ساطعاً على قضية الدين والقيم الأخلاقية في الأزمنة المعاصرة.
من الستين باحثاً ومحاضراً، وبينهم وكيل الأزهر ومفتي مصر ورئيس جامعة الإمام محمد بن سعود ورئيس جامعة الزيتونة ونائب رئيس جامعة القرويين.. تدفقت أفكارٌ كثيرةٌ ومشروعات ووعود للتعاون والتضامن. وكان همّ التطوير وهمّ القيم الإسلامية الوطنية وهمّ التعايش في الأوطان والعالم.. رائد الجميع ومبعث حماسهم وتفاعلهم. أما الظاهرة الأخرى أو الثالثة والرابعة والخامسة فهي الأصوات المتعددة والصاعدة للزميلات بجامعة محمد بن زايد، وهن يعبرن عن الجديد والمتقدم في دراسات الإسلام الجديدة ويبشرن بمستقبلٍ زاهرٍ في علوم الدين.
حضرت في حياتي مئات المؤتمرات والندوات في الدراسات الإسلامية، لكني لم أشهد من قبل نهضةً كهذه النهضة التي بدت في مؤتمر جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية عن دراسات الإسلام في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم الأوسع.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش الدراسات الإسلامية وتعزيز المواطنة والتعايش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab