مصائر «القوة الناعمة» الأميركية
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

مصائر «القوة الناعمة» الأميركية!

مصائر «القوة الناعمة» الأميركية!

 العرب اليوم -

مصائر «القوة الناعمة» الأميركية

بقلم - رضوان السيد

«لنتصور أنّ الرئيس ترمب لم يتنكر لحقيقة الوباء عام 2019، وينقلب بعد ذلك لتحميل الصين المسؤولية... لنتصور أنه اعترف بخطورة الوباء وشراسته، وفتح الخزائن والمعامل لفقراء العالم لتلقّي العلاج والأدوية، كما فعلت الولايات المتحدة مع خطة مارشال لإعادة البناء بعد الحرب الثانية... لو فعل ذلك أو قاربه كم كانت الولايات المتحدة لتكسب، وكم كانت قواها الناعمة ستنمو وتتمدد. ما فعل هذا ولا ذاك ولا أعفى أوروبا من غلاظاته وكذلك الصين... وما حظي بإعجابه غير الرئيس بوتين الباقي للأبد. ثم كانت الكارثة الدالة قبل كل شيء على قلة العقل - عندما زحف طغامه وغوغائيوه على الكونغرس ليمنعوه من تثبيت جو بايدن في الرئاسة... ما تضررت قوة أميركا الناعمة بذلك كثيراً وحسْب، حيث ثبت أن النظام الديموقراطي الأميركي ليس منيعاً؛ بل وعادت الولايات المتحدة إلى ظروف الستينات مع اضطرابات الحقوق المدنية، وحرب فيتنام»!

هذا الاقتباس الطويل من مقدمةٍ للباحث الألماني هندرك أونيسورغ على الكتاب الجديد الذي حرره وأسهم فيه عشرات الباحثين بعنوان: «القوة الناعمة ومستقبل السياسة الخارجية الأميركية» (مانشستر يونيفرستي برس، 2023). إنّ مصطلح «القوة الناعمة» كما هو معروف من وضع الباحث الاستراتيجي الأميركي جوزف ناي في كتابه بهذا العنوان عام 1994. بعد قرابة الثلاثين عاماً من المتغيرات الصاعقة، يعود ناي وزملاؤه وتلامذته لمراجعة مصائر «جاذبية» الولايات المتحدة في العالم.

هناك في السنوات الأخيرة عشرات الكتب ومئات الدراسات عن مصائر القوة الأميركية الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية في مواجهة التقدم الصيني الكبير في هذه الأمور كلّها. أما هذا الكتاب المجموع من دراسات لمختصين فيتفحص نمطاً آخر مختلفاً من أنماط القوة لا تلعب فيه القدرات العسكرية دوراً كبيراً، بل القدرات الثقافية والاجتماعية ونمط الحياة والسلوك الأميركي تجاه الأفارقة والآسيويين وشعوب أميركا اللاتينية والبلقان. القوة الناعمة تعني قدرات أميركا في الجامعات والتقدم في البحث العلمي، وفتح أميركا أبوابها للطلاب والمهاجرين والدولار الأميركي، وبرامج التنمية الكبرى في كل العالم. ويضيف بعض باحثي كتاب أونيسورغ لذلك الحريات والديموقراطية؛ في حين لا يعتبر آخرون في الكتاب النظام السياسي الأميركي من دواعي الجاذبية وفي الخارج الآسيوي والأفريقي على وجه الخصوص!

في الكتاب بحوثٌ في المتغيرات أو بالأحرى متغيرات مفاهيم ومجالات القوة الناعمة. ما سرُّ الجاذبية الصينية في السياسة الخارجية في ما وراء القوة العسكرية والقوة الاقتصادية؟ الصين تقدم السلع الرخيصة ولا تسأل عن نوعيات الأنظمة وتنفذ مشروعات تنموية كبرى وتعمل استثمارات في سائر البلدان تبدو منصفة، ولا تتدخل كثيراً في الشؤون الداخلية. وقد صار عشرات الملايين من الأفارقة والآسيويين يذهبون إلى الصين للتجارة والاستيراد. وقد لا يعتبر هؤلاء نمط الحياة في الصين جذاباً، إنما لا تتكون لديهم حساسيات بارزة بشأن الحريات أو الديموقراطية المفتقدة. إنّ انعدام أو ضعف الحريات في الصين (أو في سنغافورة مثلاً) ما أثر في نجاح النظام الاقتصادي والتكنولوجي. لكن في الولايات المتحدة لوبي هندي قوي. فالهند ينمو اقتصادها وحجمها في الاقتصاد العالمي أكثر من الصين وهي ديموقراطية. وفي نطاق التحالفات الكبرى تجد الولايات المتحدة تشابهاً بين القوة الناعمة في الهند والقوة الناعمة الأميركية. بيد أنّ التقارب بين الأميركيين والهنود والحق يقال لا يعود لديموقراطية الهند، بل إلى التنافر بين الهند والصين وليس في الاقتصاد بل في الاستراتيجية.

إنما لو نظرنا للوضع العام في آسيا العظمى (متجاوزين الهند) وفيها أمم كبيرة ودول كبرى ومتوسطة، لوجدنا أن القوة الأميركية «غير الناعمة» تظل لها منافذ ونفوذ وقواعد، في جوار الصين القريب والبعيد. ويرجع ذلك - في نظر زملاء أونيسورغ - لأنها تخشى القوة الصينية المتصاعدة في الاستراتيجية وليس في الاقتصاد، فالصين تنازع الكثير من تلك الدول على جزر وموارد ومجالات في بحر الصين الجنوبي وما حوله، فتعتصم دول جوار الصين من المطامح الصينية بالقوة الأميركية العسكرية، وتارةً للتوجس من الصين، وطوراً للتوجس من روسيا.

ويختلف الأمر في دول أميركا الجنوبية والوسطى والدول الأفريقية. فهناك جاذبيةٌ للصين وأحياناً لروسيا في تلك الأصقاع. ومرةً أُخرى ليس بسبب النفور أو الجاذبية تجاه الولايات المتحدة؛ بل لأنّ الولايات المتحدة تضغط على الأنظمة في تلك البلدان بشركاتها المعولمة في معظم الأحيان، وبقواها العسكرية في أحيانٍ أُخرى. والولايات المتحدة تتدخل في هذا البلد أو ذاك أحياناً بحجة الديموقراطية أو أخطار الهجرة أو عصابات المخدرات أو الإرهاب. في حين لا يأبه الصينيون والروس لكل هذه الأمور ويكونون أحياناً مستعدين لحماية الأنظمة القائمة.

ماذا يعني هذا كله، وما هي تأثيراته على السياسات الخارجية للولايات المتحدة بعد ثلاثين عاماً على كتاب جوزف ناي عن القوة الناعمة للولايات المتحدة؟

يكاد عددٌ من الباحثين يذهبون للقول إنه ما عادت هناك قيمة سياسية أو استراتيجية للقوة الناعمة في السياسات الخارجية للولايات المتحدة. لكنّ قلةً من الباحثين تذهب إلى أنه لا بد من «الملاءمة» إذا صحَّ التعبير، ومتابعة القضايا والمصالح من حالةٍ إلى حالة. فالاستخدام العسكري لقوة الولايات المتحدة الخشنة في المجال الدولي فشل في أفغانستان والعراق، ولا يُدرك مدى النجاح حتى الآن في أوكرانيا أو في الصراع على تايوان.

تتعلق قضايا القوة الناعمة أو الخشنة إذن بالدولة والصراع الاستراتيجي المستجدّ والجاذبية من النوعين تابعة للحاجة لدى الدول إلى أحد النمطين وليس إلى مثاليات الديموقراطية والحريات.

فماذا عن نمط الحياة ونظام العيش؟ لا يزال هذان الأمران غربيين أو أميركيين. والأحرى القول إنه لهذه الجهة هناك نمطٌ واحدٌ في العالم والكل يسعى لإحقاق متطلباته ولا فرق في ذلك بين شرقٍ وغرب.

وقد نبَّه الباحث الاستراتيجي مايكل أوبنهايمر إلى أنّ «القوة الناعمة» مفهومٌ يتعلق في الأصل بأميركا وأوروبا الغربية. والقارتان تعرضتا لتحديات خلال العقود الثلاثة الماضية، بحيث ما عادت الدواخل تصلح دائماً نموذجاً للقوة الناعمة وإن لم تنتفِ فتنتها بعد (لننظر إلى ملف الهجرة!). أما الجاذبية أياً كان شكلها وكانت دوافعها فتقتصر على المقاربات الأخلاقية للسلام العالمي، ومشكلات العالم، وحوارات الأديان للتوصل إلى قيمٍ تحتضن المشترك الإنساني. ولهذه الناحية يبدو البابا فرنسِس كصارخٍ في البرية!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصائر «القوة الناعمة» الأميركية مصائر «القوة الناعمة» الأميركية



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab