إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

 العرب اليوم -

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة

بقلم - أمينة خيري

النظام الجديد لم يعد مجرد تنبؤات. بات خطوات وإجراءات. ونحمد الله كثيراً أن هذا النظام يجري تشكيله بوعي كامل من قبل العديد من الدول العربية، لا سيما أن شرقاً أوسطياً جديداً أيضاً في الأفق، ستسرع من وتيرته الحرب الدائرة رحاها حالياً بين «حماس» وإسرائيل.

المؤكد أن قوى عدة في العالم تحاول الدفع لتشكيل نظام جديد بحسب رؤيتها ويطابق مصالحها. لكن المؤكد أيضاً أن المنطقة العربية، أو على وجه الدقة، عدداً من الدول العربية لم يعد مجرد أرقام يجري تحريكها، بل هي دول ذات سيادة تحدد مصالحها وسبل تحقيقها مع أخذ البعد العربي في الحسبان. وعلى الرغم من أن المنطقة عامرة ببؤر الصراع التي تأبى أن تهدأ، إلا أنها عامرة أيضاً بمناطق الإبداع والقدرة على المضي قدماً.

أهمية الدولة الوطنية وقوتها صارت حقيقة محسوسة ومرغوبة، وذلك بعد عقود طويلة من غلبة أيديولوجيات ثبت ميلها للنظرية أكثر من التطبيق، أو لم تعد رومنسيتها قادرة على الصمود في وجه واقع مختلف شكلاً ومضموناً. والواقع الدائرة رحاه في غزة وإسرائيل وجنوب لبنان يؤكد ذلك. مكانة الدول لم يعد يحددها مدى قربها أو بعدها عن أحد القطبين الدوليين.

بالطبع ستظل أمريكا قوة عظمى، وستظل روسيا تحاول استعادة مكانة الاتحاد السوفييتي السابق. لكن الساحة بات فيها متسع للصين والهند ومنطقتنا، سواء كوحدة واحدة أو تكتلات من الدول العربية.

في منتدى الإعلام العربي في دورته الـ21 التي استضافتها دبي الشهر الماضي تحدث معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس دولة الإمارات عن التوجه السائد في المنطقة لمنح الأولوية للعوامل الجيواقتصادية وتقديمها على العوامل الجيوسياسية. الجميع يعلم أن ما يجمع المواطنين العرب أكثر بكثير مما يفرقهم.

والجميع أيضاً على يقين بأن الوقت حان للحديث عن المستقبل والبناء، بدلاً من الاكتفاء بالإغراق في الماضي. لذلك، حين تحدث معالي د. قرقاش عن إنه لا ينبغي السماح للحسابات السياسية الصغيرة أن تتحكم في الحسابات التنموية الكبيرة، فإن كثيرين شعروا بارتياح بأن ما يجول في الصدور بات أمراً يعمل عليه الساسة.

في الشرق الأوسط الجديد، القيم سائدة وما يجمعنا حاكم، لكن مصالح دولنا لن تتحقق بمزيد من الإغراق في الخلافات السياسية أو اعتبار الركض خلف أضغاث أحلام غايات كبرى. وحين قال معالي د. قرقاش عن دولة الإمارات:

«لسنا دولة عظمى أو دولة ضخمة من حيث الحجم، لكن عندنا القدرة على الحركة والإبداع وأخذ المبادرة»، فإنه لخص مقتضيات العصر. المسألة لم تعد مساحات كبرى وتحالفات عظمى وقوى نووية فقط. المسألة تحتاج وعياً بمتطلبات الواقع لا الخيال، والتعاون المشترك القائم على المنفعة المشتركة، وإيجاد حلول مستدامة للمشكلات المزمنة التي تنفجر في وجوه الجميع من وقت لآخر.

مشروع الممر الاقتصادي الجديد مثلاً هو ترجمة فعلية للمنافع المشتركة. بناء الجسور وردم الفجوات أصعب بكثير من المضي قدماً في تعميق الفجوات وتوسعة رقعتها، لكن على المديين المتوسط والطويل، يؤتي البناء ثماراً للجميع.

لا أحد ينكر أن منطقة الشرق الأوسط كانت وستظل إحدى أكثر مناطق العالم سخونة، والحرب المحتدمة الآن في غزة خير دليل. والبناء في الأجواء الساخنة ليس بالأمر السهل، لكنه أيضاً ليس مستحيلاً.

العوائق والعثرات ستكون كثيرة، لكن الإمكانات والفرص أكثر. وطالما نتحدث عن الإمكانات والفرص، فإن «كوب 28» أو الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تستضيفها الإمارات بعد أسابيع، هو أحد الترجمات الفعلية للإمكانات والفرص. كما أن التسريع بحل الدولتين الذي ربما تسفر عنه الحرب الحالية، رغم فداحة الثمن، سيكون ترجمة لإمكانات المنطقة التي طال تعطيلها.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة إمكانات الشرق الأوسط وحرب غزة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab