شمشون حين هدم المعبد

شمشون حين هدم المعبد

شمشون حين هدم المعبد

 العرب اليوم -

شمشون حين هدم المعبد

بقلم - أمينة خيري

ليس هناك ما هو أروع من التضامن الإنسانى. والتضامن مع غزة وأهلها واجب على كل ذى قلب وعقل. مشاهد الأطفال الناجين من قصف دك بيتهم على رؤوسهم وهم يبحثون عن أمهم وأبيهم وإخوتهم وسط تلال من الجثامين يدمى كل من يحمل قلبًا. ومتابعة بحث الأمهات عن أطفالهن وسط الركام أو في الخيام التي باتت مخصصة للجثامين بعدما امتلأت مشارح المستشفيات بالشهداء كفيلة بأن تمنع النوم من التسرب إلى الجفون. لكن قياس حجم التضامن لا يقاس بمدى علو الصوت بيننا.

الهتاف بوقف الكارثة الدائرة رحاها والتى ستمتد حتمًا إلى مناطق أخرى، والتظاهر والاعتراض، واتهام دول العالم الداعمة لإسرائيل في حرب الإبادة يجب أن يصل كل هذا إلى هذه الدول. ويجب كذلك أن يصل إلى أهل غزة ليعلموا أنهم ليسوا وحدهم. لكنى أتحدث عن الصراخ الذي نمارسه بين بعضنا البعض لمجرد وجود رؤى مختلفة للمأساة، أو تناول غير متطابق مع أصحاب الحناجر العالية. صراخنا بين بعضنا البعض غير مجدٍ، شأنه شأن مطالبات تعكس حرقة القلب، لكنها تجافى العقل والواقع. وما إن تذكر كلمة «عقل» أو «تعقل» أو «تحكيم عقل» أو أي عبارة تحمل كلمة عقل وتصريفاتها، حتى ترتعد أوصال البعض، ويتهموك بانعدام القلب والإحساس والشعور.

فحين يعتقد أحدهم أن حل المأساة أسهل ما يكون، كل ما عليك عمله هو إرسال الجيش عبر الحدود وتحرير فلسطين من الاحتلال، ورد الأرض لأهلها، ونكتب كلمة «النهاية السعيدة» أمام كارثة عمرها 75 عامًا! وبالطبع الحديث هنا يكون عن الجيش المصرى ولا جيش سواه، ولا مشاركة إلا منه! ويستمر هذا الطرح عبر أسئلة ساذجة مثل «أليس لدينا أسلحة؟ ما المشكلة إذن؟» وتتوالى الطروحات مثل إلغاء معاهدات، وفتح حدود على مصاريعها، وقطع علاقات، وطرد سفراء كل الدول المساندة لإسرائيل، ومقاطعة كل المنتجات التي تحمل «أسماء» أجنبية والقائمة طويلة. الكارثة الدائرة رحاها في غزة لا تبرر سذاجات الطرح وسطحيات الحلول. وإذا كانت الحلول السطحية مقبولة من بسطاء تحت وطأة الغضب الكبير والتضامن الإنسانى، فهى غير مفهومة من أشخاص يفترض أنهم مؤثرون في الرأى العام ومتعمقون في العلوم السياسية والإنسانية.

الحلول الحنجورية التي تثلج الصدور سهلة، لكن ماذا عن تطبيقها؟ ولنأخذ من سلاح المقاطعة مثالًا، دعك من تفنيد أثر مقاطعة المحال التي يعمل بها آلاف المصريين ويفتح كل منهم بيتًا براتبه، ماذا عن الهاتف المحمول الذي تستخدمه سيادتك لإطلاق دعوتك لمقاطعة ساندوتش البرجر وكوب القهوة؟ وماذا عن السيارة التي تقودها في الطريق إلى تجمع المطالبة بالمقاطعة؟ والقائمة طويلة. علينا أن نتذكر أن شمشون حين هدم المعبددكه على رأسه ورؤوس أعدائه، لكن بيننا من يدعو إلى هدم المعبدعلى رؤوسنا وحدنا، دون أن يقترب من الأعداء، أو حتى يسمع الأعداء بما فعله شمشون.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمشون حين هدم المعبد شمشون حين هدم المعبد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab