غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير

غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير

غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير

 العرب اليوم -

غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير

بقلم - أمينة خيري

 

في كل مرة نظن إننا رأينا الأفدح والأفظع، نجد أننا بصدد المزيد، من فلسطين إلى لبنان، ومنه إلى الجزائر والعراق وسوريا، واليمن والسودان ومجدداً إلى فلسطين ورحى الصراع تأبى أن تخفت على مدار عقود طويلة.

يبدو للوهلة الأولى أن الصراع تفجر فجأة، لكن الصراعات التي تظل مكتومة، أو لا تحل حلولاً جذرية عادلة، أو حتى شبه عادلة، تكون أشبه بالقنبلة الموقوتة التي يتم تأجيل انطلاقها مرات لكن مآلها الانفجار ذات يوم.

وبعيداً عن تقييم عمليات "حماس" يوم 7 الجاري، وهل ينبغي إخضاعها لحسابات المكسب والخسارة، وهل بالفعل علينا اعتبار شهداء غزة والدمار الذي لحق بها – ومازال- ثمناً معقولاً لعمليات "حماس" أم لا، فإن الصراعات لا تنتهي إلا بالحلول مهما طال الزمن.

تخفت أو تخمد، حتى يهيأ للرائي إنها تبخرت، لكنها تكون في مرحلة كمون لحين إشعار آخر، في بداية الأحداث الدامية، كتب صديق إعلامي مسؤول عن قطاع كبير في الإعلام المصري على صفحته على «فيسبوك» كلمتين بليغتين: «الهدف مصر».

كثيرون أثنوا على ما كتب، واعتبروهما خير الكلام ما قل ودل، لكن البعض الآخر، اعتبر الكلمتين تهويلاً لا محل له، ومرت الساعات لتثبت أن هناك ما يحاك فعلياً خلف أبواب المتاريس المغلقة والمفاوضات غير المعلنة.

وحين "ينصح" متحدث عسكري إسرائيلي "بالفم الملئان" أهل غزة الفارين بالتوجه إلى مصر، فهذه ليست زلة لسان أو خطأ غير مقصود، بل هو صميم ما يدور منذ سنوات في دوائر عديدة.

ويكفي أن دراسات وأوراق بحثية بريطانية عديدة منشورة وليست سرية تتحدث عن خيار "وطن بديل" لأهل غزة في سيناء.

الغريب والمريب أن نجد البعض بيننا يسخر من مثل هذا الطرح، مشككاً في مصداقيته ومتهماً من يحذر من شيوع ذلك الطرح بأنه ضحية نظرية المؤامرة أو أنه يحاول التملص من مسؤولية مصر تجاه القضية، وهي المسؤولية التي لم تمل مصر يوماً أو تكل أو تبخل بالأرواح والعتاد من أجل الدفاع عنها.وعلى سيرة الدفاع، فإنه حري بنا جميعاً اتباع قدر أوفر من التعقل والتفكر فيما هو مطلوب من الجميع في هذه المرحلة.

الحماسة والاتقاد والحمية والبطولة جميلة حقاً، والإسراع لنجدة المظلوم والمقهور واجب على كل من يحمل قلباً وعقلاً.

لكن فرقاً كبيراً بين كتابة تدوينة على "فايسبوك" أو تغريدة على "تويتر" أو تداول صور وفيديوهات على "إنستاغرام وغيرها من منصات ال"سوشيال ميديا"، وبين اعتبار هذه التغريدة أو التدوينة خطة عمل تعتنقها دولة وتصبح خطة عمل شعب.

أسهل ما يمكن عمله في الدنيا هو الجلوس أمام الشاشة، وتكييل الاتهامات يميناً ويساراً، وتوزيع المسؤوليات على القاصي والداني، وحل مشكلات الكوكب بمساعدة فنجان شاي باللبن وبقسماطة ساعة عصاري.

من حق كل منا أن يعبر عن رأيه وإيمانه، لكن ليس من حق أي منا أن يكيل اتهامات بشعة وفجة لآخرين بمجرد الاختلاف في الرأي أو التوجه، هذا إن كنا نؤمن حقاً بالتعددية وحرية التعبير لا سيما في مجالات نصرة المظلوم.

فالمظلوم المقهور المعرض للقتل والتهجير لن يتفرق معه كثيراً تلك الاتهامات المتبادلة التي ينوء بها أثير ال"سوشيال ميديا"، هي للاستهلاك المحلي فقط، وأغلبها من باب "طق الحنك" كما يقول أخوتنا اللبنانيون.

وأشير في هذا الصدد أيضاً إلى أهمية التفرقة بين التصريحات الرسمية لمسؤولين، والتصريحات "الحبية" لمسؤولين سابقين. بمعنى آخر، "إللي إيده في المياه مش زي إللي إيده في النار".

بمعنى ثالث، لا يمكن للمسؤول في أي بلد كان في مشارق الأرض ومغاربها أن يعمل ناشطاً حقوقياً في فترة المساء والسهرة، وذلك بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية في الوزارة أو المصلحة.

بمعنى رابع، المسؤول السياسي في أمريكا وبريطانيا وزامبيا وبيرو والهند وأندونيسيا ومصر وفنلندا وأوغندا وغيرها من بلدان الكوكب ملتزم بسياسات بلاده ومصالح شعوبها، ولا يسمح له بالتعبير عن وجهة نظر مغايرة، حتى لو كان يؤمن بها طالما هو في المنصب.

بعد أ يترك المنصب، وطالما لا يوجد قواعد مسبقة تلزمه بعدم الجهر بآرائه (بحسب قواعد كل دولة)، فإنه حر طليق يفعل ويقول ما يحلو له، طالما لا يخرق القوانين.

بمعنى خامس، جميل جداً أن يخرج علينا مسؤول "سابق" يحدثنا بكل ما أوتي من دفق حقوقي واتقاد نضالي، لكن الأجمل أن نعي أنه مسؤول سابق.

كلمة أخيرة، رئيس وزراء سكوتلاندا حمزة يوسف خرج قبل أيام متحدثاً عن والدي زوجته فلسطينية الأصل، وإنهما عالقان في غزة حيث كانا في زيارة وقت اندلاع الأحداث.

يوسف، وهو أول رئيس وزراء مسلم في أوروبا الغربية، مقيد بسياسة بلاده.

ويشار أنه أدان عملية حماس، وأعلن مشاطرة أفراد الجالية اليهودية في سكوتلاندا مخاوفهم على أفراد أسرهم!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير غزة والقنابل الموقوتة ونضال الأثير



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab