كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد

كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد

كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد

 العرب اليوم -

كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد

بقلم - أمينة خيري

وكأن الأيام الأخيرة من عام 2023، هذا العام شديد الاحتقان سريع الاشتعال القابل للكسر، اتفقت فيما بينها على جعل نهاية العام غارقة فى الدراماتيكية المائلة إلى التراجيديا دون أى مكون كوميدى أو حتى يدعو إلى الابتسام.

«طوفان الأقصى»، ذهبت سكرته، وجاءت فكرته. والفكرة تتجسد منذ أسابيع، لكننا عنها مشغولون بمتابعة أعداد الشهداء والمصابين والمكلومين والمشردين والنازحين.

تتواتر الأسئلة كصواريخ «حزب الله» ومسيّرات «الحوثيين». هل تقبل إسرائيل بإيقاف عملية دك غزة وأهلها، وعودة «حماس» إلى الساحة حاكمة؟ هل تصل «فتح» و«حماس» لاتفاق واحد موحد متحد لا يعيد إحياء شبح الحرب الأهلية الدموية؟

هل الجناحان الفلسطينيان قادران على رؤية الهدف الأسمى وهو الإبقاء على الشعب الفلسطينى على قيد الحياة؟

كيف ستتعامل قوى العالم -الضالعة فى حرب القطاع- مع إطالة أمد الحرب وفى ضوء دعمها المطلق لإسرائيل؟

هل «حزب الله» قادر على الإبقاء على جبهته المفتوحة على إسرائيل؟ هل سيستمر الحوثى فى إطلاق مسيّراته؟

هل سيبقى الرأى العام العالمى واقفاً على أطراف أصابعه مترقباً لما ستؤول إليه الأوضاع فى غزة؟

أم سيفتر الاهتمام، وينحسر الاكتراث.

وبهذه المناسبة، أذكر نفسى وإياكم بأن 674 يوماً مرت على حرب روسيا فى أوكرانيا، تلك الحرب التى أبقت العالم ومنظماته ومؤسساته وشعوبه على أطراف أصابعهم لنحو شهرين!

شهور العام المنصرم كانت صعبة بكل المقاييس. إقليمياً، ولا سيما فيما يتعلق بحدودنا المصرية، تجرى أتون الحرب، أو التلويح بإمكانية اندلاع الحرب، بلا هوادة.

الوضع فى ليبيا الشقيقة ليس مستقراً، والاستقرار بمعنى الأمن والأمان وعودة الحياة لإيقاعها وتفاصيلها المعتادة لا يلوح فى الأفق. والوضع فى السودان الشقيق يسير من سيئ لأسوأ، ولا يخفف من حجم السوء تعثر أخبار السودان وما يجرى فيه فى الوصول لصدارة الأخبار.

وعلى مدار العام، تمكنت أخبار مراكب المهاجرين غير النظاميين (غير الشرعيين) فى الوصول لصدارة الأخبار عدداً لا بأس به من المرات، ولكن فقط حين تغرق المركب بحمولتها البشرية من الرجال والنساء والأطفال.

ما زالت الآلاف تتدفق على دول جنوب المتوسط أملاً فى حلم الهجرة شمالاً، وما زالت منظمات أممية وغربية تعقد الاجتماعات والمؤتمرات لبحث أفضل السبل لتطويق أو منع هؤلاء الآلاف القادمين إليها، لكن فى الوقت نفسه، ما زالت الأسباب التى تدفع هؤلاء ليستجيروا من رمضاء الحروب والفقر والبطالة بنيران هجرة غير نظامية احتمالات الغرق خلالها تعادل أو تفوق احتمالات النجاة.

نجاة العالم باتت أمراً فلسفياً أكثر منه فعلياً أو مادياً قابلاً للتخطيط والتدبير.

بالطبع كل دولة تخطط لنفسها قدر المستطاع. وبالطبع أيضاً، فإن حجم الكوارث والأزمات على مدار العام اختلف من دولة لأخرى، لا من حيث الثقل والأثر فقط، ولكن من حيث قدرة الدولة على المواجهة.

الإعصار العاتى حين يضرب ولاية أمريكية يخلف أربعة أو خمسة قتلى، وربما يكتفى بخسائر مادية.

الإعصار المشابه حين يضرب ليبيا مثلاً يخلف 20 ألفاً بين قتيل ومصاب، وأضعاف هذا العدد من النازحين.

يكمن الفرق بين قدرات الدول على الاستعداد والمواجهة، ومدى استقرارها، واستدامة خطط الطوارئ فيها ضمن عوامل أخرى، وليس فى اضطهاد الإعصار لهؤلاء ومجاملته لأولئك.

أولئك الذين يتصورون أن عام 2024 سيطوى صفحة العام السابق، ويبدأ صفحة جديدة مشرقة متلألئة متألقة واهمون. وأولئك الذين يتخيلون أن عام 2024 بالضرورة سيكون أسوأ، أو على الأقل امتداداً لعام مصنف ضمن الأصعب فى التاريخ المعاصر دون أى بارقة تحسن أو تغيير للأفضل هم واهمون أيضاً.

سمة الكون التغير، وسنة الحياة التطور. وكما أن عام 2024 لن يأتى ومعه عصا سحرية أو مصباح علاء الدين للتغيير والتطوير، فإنه أيضاً لن يمنع من لديه رغبة وإرادة وقدرة على التغيير والتطوير.

ولا يصح أن ندع عام 2023 يمضى دون أن نذكر له محاسن. الذكاء الاصطناعى -الذى يبدو لنا وكأنه لا يعنينا أو الذى تتضاءل أهميته أمام الحروب والنزاعات والتشدد الدينى وقصر النظر الثقافى والمعرفى- أغدق على العام المنصرم بالكثير. فمن الجيل السادس للاتصالات إلى معدات وأجهزة واقع افتراضى فى مجالات الطب والبحوث والعلوم إلى «تشات جى بى تى» والآفاق الواسعة التى يفتحها إلى قدرة الذكاء الاصطناعى على تحسين وتسريع تشخيص أمراض السرطان المختلفة بالإضافة إلى وصفها بدقة متناهية وغيرها الكثير، يدفعنا دفعاً إلى تعديل تفسيراتنا قصيرة النظر بالغة التشدد فى الحكم على الأمور.

الذكاء الاصطناعى ليس خيراً مطلقاً أو شراً قطعياً. الذكاء الاصطناعى سيحيل مهناً عدة إلى التقاعد، لكنه سيخلق أخرى، وسيفيد البشرية فى تيسير البحث وإتاحة العلم وتشخيص الأمراض والخروج بعلاجات، إلا الحماقة التى تعيى من يداويها حتى لو كان صنيعة الذكاء الاصطناعى.

عام جديد أكثر سعادة وأمناً وطمأنينة للجميع.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد كان عاما قاسيا لكن التغيير وارد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab