الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد

الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد

الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد

 العرب اليوم -

الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد

بقلم - أمينة خيري

سيستمر رشقنا بمخططات أو أفكار أو مقترحات إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، تارة تديرها إسرائيل ولو عن بُعد، وأخرى يتم تشكيل مجلس مشترك من «فتح» و«حماس»، وثالثة يتم إلحاقها إدارياً بمصر، ورابعة نشر قوة دولية فى أرجائه، وخامسة بترك الأمور معلقة فى الهواء. تارة قصف متجدد وتارة أخرى هدنة غير معلنة ثم تسلل بطىء وأكيد لمستوطنات إسرائيلية فى قلب القطاع، وحالياً تم إلقاء حجر «إدارة القطاع عن طريق عشائر» فى مياه السيناريوهات الراكدة.

ركدت السيناريوهات بسبب طول أمد الحرب، وخفوت اهتمام العالم بفظائع القطاع، وبدء تحول دفة الإثارة والمتابعة مجدداً صوب أوكرانيا أو مسائل تتعلق مباشرة بالرأى العام الغربى مثل الإعلان عن أسماء مشاهير وردوا فى وثائق خاصة بالملياردير الأمريكى جيفرى إبتسين الذى اتُهم بارتكاب جرائم جنسية والضلوع فى شبكة اتجار بالجنس مع أطفال، وذلك قبل أن يُعثر عليه ميتاً فى زنزانته، وغيرها من المسائل والقضايا والتفاصيل التى تشغل سكان الأرض، وهذه سنة الحياة.

لن تبقى الملايين مثبتة أمام الشاشات تتابع فظائع الحرب، مهما بلغت الفظائع من فداحة، ومهما كانت المشاهد تُدمى القلوب. ربما هى خطة ممنهجة ومدروسة. سيفتُر اهتمام العالم بعد فترة، إن طالت أو قصرت. وهذا الخفوت ستستثمره إسرائيل، تارة باغتيالات دقيقة لشخصيات بعينها، وأخرى بـ«تمويع» الوضع.

السيناريو الأخير «المسرّب» عن طريق صحيفة إسرائيلية ينص على استبدال «حماس» فى إدارة القطاع بعشائر غير مرتبطة بالحركة، على أن تقوم جماعات أخرى بمسئولية توفير الماء والغذاء وغير ذلك من مستلزمات الحياة فى «سجن» غزة. ليس هناك أفضل للعدو، أى عدو، أكثر من تحول الشعب إلى حركات وجماعات وكتائب وفصائل، حتى وإن حمل كل منها راية المقاومة النبيلة أو المواجهة العظيمة أو المجابهة المغوارة. غاية منى وكل أمل أى عدو هى أن يفرّق حتى يسود. ويخبرنا التاريخان القديم والمعاصر أن العدو إن لم يجد من يحاربه متفرقاً، فإنه يصنع الفُرقة، ويُنفق عليها، ويغذيها، ويُقوى شوكتها، وينميها.

فى تلك الأثناء، يظل مخطط تهجير أهل غزة إلى سيناء هو الأكثر هيمنة، حتى وإن بُذلت الجهود لتمويهه موقتاً، أو لتشتيت الانتباه عبر رشقنا بسيناريوهات مختلفة بين الحين والآخر.

وعند حدودنا الجنوبية نفق مظلم لا يعلم إلا الله مصيره. أهلنا فى السودان بعضهم قدم إلى مصر بلدهم الثانى، لكن تظل الغالبية تنتظر مصيرها فى الداخل. حرب أهلية تلوح فى الأفق، وقوى إقليمية ودولية بعضها معلن والبعض الآخر يعمل بالوكالة ومصير ضبابى يتربص بهذا البلد الطيب، الذى هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى.

المخاطر العديدة التى تهدد أمن مصر القومى ليست حجة للتخويف أو وسيلة للترهيب. هى مخاطر حقيقية. هى مهمة كبيرة وثقيلة، ولكن القيادة المصرية أهل لها.

فى الوقت نفسه، فإن المواطن المصرى الذى لم يفكر مرتين قبل أن يتعاطف مع غزة وأهلها بالقلب والفعل، وقاطع شركات وامتنع عن شراء منتجات عرف أن الجهات الأجنبية المالكة للاسم تتعاطف أو تساعد أو تدعم إسرائيل دون أن ينظر ولو لوهلة إلى أثر المقاطعة على العامل المصرى أو المنتج الذى قد يكون مصرياً من ألفه إلى يائه، وعايش وتعايش مع أوضاع اقتصادية قاسية كثيرة يحتاج فى مطلع العام الجديد 2024 إلى جرعة مكثفة من المعلومات والوعى والدعم المتعلقة بالاقتصاد وحقيقة الأوضاع والتوقعات الحقيقية.

كثيرون يتوقعون أو يأملون أو يتعلقون بتغيرات اقتصادية -سواء وزارات أو سياسات أو كلاهما- على اعتبار أن التغيير مرتبط شرطياً بالتحسن. ورغم أن الغالبية اكتسبت وعياً وقدرة على الصمود وقامت بإعادة ترتيب الأولويات بشكل فطرى بالغ الذكاء مع اندلاع حرب القطاع فى أعقاب عملية «حماس» يوم 7 أكتوبر الماضى، فإن الأمر يحتاج إلى ما هو أكثر من تعلق بالتغيير أو اعتماد على إعادة الترتيب.

كل عام ومصر والمصريون بخير وذكاء وصمود وجلد، والقادم أفضل بإذن الله.

arabstoday

GMT 05:58 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

GMT 05:56 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

تغيير... أو «اقتل وبا يقع صلح»؟

GMT 05:54 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

عن «السيادة» الرقمية نتحدّث

GMT 05:46 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

أمسية في غابة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد الرشق بالسيناريوهات والتعلق بالاقتصاد



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل

GMT 13:16 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

عمرو سعد يكشف تفاصيل عودته الى السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab