إعادة اختراع العجلة 10

إعادة اختراع العجلة (10)

إعادة اختراع العجلة (10)

 العرب اليوم -

إعادة اختراع العجلة 10

بقلم:أمينة خيري

فى نهاية سلسلة «إعادة اختراع العجلة»، أو بالأحرى محاولة إيجاد طرق تقينا إهدار المال والوقت والجهد والأعصاب فى محاولات عقيمة ومزمنة لابتكار طرق نعالج بها الفوضى والعشوائية والإهمال والبلادة والتقصير والتدخل فى شؤون الآخرين والفصل بين الدين والدولة وغيرها من مشكلات الحياة اليومية التى تجعل حياة الناس إما جنة أو نارًا، تجدر الإشارة إلى عدد من المستخلصات.

ما يفرق بين الدول والمجتمعات وبعضها البعض ليس فقط معدلات الفقر والغنى، أو أنظمة الحكم، أو الأداءات الاقتصادية، ولكن أيضًا فى مدى احترام وتطبيق وتفعيل القوانين، ومدى علم الناس بمعنى القانون، ولماذا وُضع، وسبل تنفيذه فعلًا لا قولًا، وضمان استدامته، والمواصفات والمؤهلات العلمية والتدريبية والرقابية المطلوبة فى المنوط بهم تطبيق القانون، وشرط تطبيق القوانين على الجميع دون استثناء، وإلا فقد القانون احترامه.

مرة أخرى، لا توجد مجتمعات ملائكية وأخرى شيطانية، ولا توجد دول خرجت إلى الحياة متقدمة ومتحضرة وأخرى خرجت إلى الحياة متأخرة وعشوائية. نحن- البشر- وأسلوب حياتنا نتاج ما نختار ونتفق عليه ونتواءم معه. وبهذه المناسبة، لا يعنى التواؤم مع الفساد أو الفوضى أو العشوائية حبًّا لها، لكنه على الأرجح إما اضطرارًا أو اعتيادًا أو كسل التغيير.

التغيير والتعديل، حتى لو كان للأفضل، ينجم عنه قدر من المقاومة والممانعة. وسجلنا المعاصر حافل بمقاومات شعبية عاتية للعديد من محاولات التغيير والتطوير للأفضل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مقاومة تطوير فكر التعليم، ومقاومة تطبيق قواعد السلامة المرورية، ومقاومة تقديم الخدمات الحكومية دون تعذيب المواطن مستحق الخدمة أو إجباره على تقديم مقابل نظير الخدمة المدفوعة مسبقًا عبر الضرائب وغيرها، والقائمة طويلة جدًّا.

الفرق بين المجتمعات المتحضرة وغير المتحضرة أو نصف المتحضرة لا يكمن فى المال والجاه فقط، أو فى القوة العسكرية ومقدار شراستها وبأسها فقط، أو فى أنها تتبوأ مكانة متقدمة بين دول الأرض فقط. كما أنها ليست المجتمعات التى تحظى فيها الغالبية بحياة الرفاه والثراء فقط، أو التى ينتمى فيها الجميع للمعتقد نفسه، ويلتزم الكل بكود الملابس ذاتها، أو التى تزيد فيها دُور العبادة على دُور العلم والبحث والترفيه والتثقيف بالضرورة، أو التى تعلو فيها أصوات رجال الدين لتطغى على كل الأصوات حتمًا.

تعريفات أو مقومات «المجتمع المتحضر» كثيرة، لكن أفضلها فى رأيى هو تلك التى تقوم على احترام حقوق وحريات الجميع، وضمان أداء الواجبات عبر الاحتكام لقوانين واضحة النصوص تُطبق على الجميع، دون تدخل من رجال الدين، ودون فتح الباب بتعدد مصادر التشريع ولو كانت الأعراف والعادات والتقاليد. هى تلك التى تحترم وتقدر وتشجع على التسامح مع الآخرين وقبول الاختلاف مادام لا يخرق القانون. وهى التى تعاقب المرتشين والمفسدين وسارقى الثقافة وأدعياء العلم ومحتكرى العقول بالقانون. هى التى تحمى المواطن من جور الدولة، وتقى الدولة شرور الخارجين على القانون، وذلك دون الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة.

arabstoday

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ترامب في البيت الأبيض... رجل كل التناقضات والمفاجآت!

GMT 14:33 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

شرور الفتنة من يشعلها؟!

GMT 14:21 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الإسلام السياسي.. تَغيُّر «الجماعات» و«الأفكار»

GMT 14:20 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخيم جباليا الذي اختفى

GMT 14:19 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

يد العروبة من الخليج إلى المحيط

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 05:54 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة اختراع العجلة 10 إعادة اختراع العجلة 10



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab