سيولتنا المعيشية 10

سيولتنا المعيشية (10)

سيولتنا المعيشية (10)

 العرب اليوم -

سيولتنا المعيشية 10

بقلم:أمينة خيري

تحدثنا عن المناخ الذى يحمى ويعمل على استدامة حرية الرأى والتفكير والتعبير، وهو وحده الضامن لارتقاء الأوطان وتقدم أهلها، والعكس صحيح. وتطرقنا إلى الأفراد أو الأسر والمجموعات أو المؤسسات التى تجعل من مصيبة التضييق والتقييد مصيبتين بدفاعهم عنه، والاعتقاد بأن أمنهم وسلامتهم يكمنان فى الظلام والغرف الضيقة المغلقة.

هؤلاء ينجبون أجيالا ولدت فى الظلام، تتنفس ظلاما وتأكل ظلاما وتترعرع فى الظلام، وتعتقد أن هذه هى الحياة، وكل ما عداها خطر وحرام وضلال. وهذه نتيجة طبيعية لأهل ومعلم وقادة رأى وأجواء تؤكد دوما أهمية الظلام وقيمة تعطيل العقل.

فى المقال الأول من السلسلة، بدأت بالسؤال عن الأسباب التى تجعل تفاصيل حياتنا كأنها فوضى عارمة أو سيولة زائدة. الفوضى السلوكية والحياتية التى نعيشها ليست قدرا محتوما علينا التأقلم معه، أو ابتكار دعاء لتخفيف وطأته أو انتظار معجزة من السماء لتزيحها عنا، كما أنها ليست فطرة، وإلا كانت كل المجتمعات تعج فى فوضى شبيهة. وللعلم المجتمعات غير الغارقة فى فوضى سلوكية ليست كلها ضمن دول العالم الأول، وليست جميعها مصنفة ضمن الأكثر ثراء ورفاها ورخاء.

ولسبب أو أسباب ما، تتناسب هوامش الحرية طرديا مع سلوك الناس. وللعلم أيضا، السلوك لا يرتبط فقط بملابس النساء، وعدد دور العبادة، وطبيعة العلاقة والتى تربط بين هذا وتلك، وضخامة الميزانيات المخصصة للمؤسسات الدينية، لكنها ترتبط بتطبيق القوانين واحترامها، وحجم الرعاية التى تحصل عليها الفئات الأكثر ضعفا، وصلاح بيئات العمل (الرشاوى مثلا ما ظهر منها وما بطن)، مدى اعتماد أفراد المجتمع على الوساطة والمحسوبية والمعارف للحصول على الحقوق أو سلب آخرين حقوقهم، مدى اعتماد فئات بعينها على وظائفها أو سلطاتها لتنصيب أنفسهم فى مكانة أعلى أو للحصول على مكاسب لا يحصل عليها آخرون، والقائمة تطول والقوس مفتوح.

علوم النفس والاجتماع والإحصاء والقياس وعلماؤها لديهم عشرات الطرق لقياس الأخلاق والسلوك فى المجتمعات. وأدعو المشككين، أو المرتاحين لما نحن فيه أن يطبقوا أحد هذه القياسات لمعرفة أين نقف على مقياس السلوك.

.. ولغير المشككين فى حاجتنا الماسة إلى تصحيح المسار، وفصل التخصصات مع كامل الاحترام لكل منها، والمطالبة بعدم تغول وتوغل أحدها على آخر، أشير بكل الحب والود والاحترام، وبقدر محسوب من التفاؤل لمبادرة «بداية» لإعادة الهوية المصرية التى تركناها تٌسلب منا منذ سبعينيات القرن الماضى. أقول «قدرا محسوبا» من التفاؤل لأننى أخشى أن نجد من دفعونا دفعا للتخلى عن هويتنا وشيطنة تاريخنا وتحويلنا إلى صور مستنسخة من ثقافات أخرى هم أنفسهم ضالعون مجددا فى عملية «عودة الهوية وإعادة البناء».

وأنهى سلسلة «سيولتنا المعيشية» بما قاله الرئيس السيسى عن مبادرة «بداية» وكيف أن رأس المال البشرى هو ثروة مصر الحقيقية.

هذه الثروة تنتظر إعادة البناء، بدءا بالبيت والتعليم، مرورا بالثقافة وفصل التخصصات، وانتهاءً بتحويل القانون إلى عقيدة مستدامة. (انتهى).

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيولتنا المعيشية 10 سيولتنا المعيشية 10



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab